فاطمة يتيم

أكد مسؤولون ومعنيون، أن مسيرة المرأة البحرينية في قطاع التعليم تبعث على الفخر والاعتزاز بعد أن وفرت البحرين تعليماً نظامياً للإناث منذ العام 1928، ما شكَّل أساساً قوياً انطلقت منه المرأة لتحقق نجاحات بارزة في مختلف القطاعات على مدى العقود الماضية، ومكَّن أجيالاً متعاقبة من النساء البحرينيات الرائدات في مختلف المجالات من خدمة وطنهن والإسهام بفاعلية قصوى في تنميته.

ولفتوا لـ"الوطن"، إلى أن المسيرة الحافلة للمرأة البحرينية في قطاع التعليم تجعل منها ركيزة أساسية للاحتفالات هذا العام بمناسبة مرور مئة عام على التعليم النظامي في البحرين، خاصة مع التطلع إلى مزيد من التفعيل لدور المرأة في هذا القطاع من خلال دعم المجلس الأعلى للمرأة، وتشجيعها على دخول مجالات علمية جديدة مثل صناعة الفضاء وعلوم المستقبل.

دخول المجالات الصعبة

وقال وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، إن المرأة البحرينية تمكنت من تحقيق نجاحات مشهودة في قطاع التعليم أولاً، وصولاً إلى باقي القطاعات، حتى تلك التي كان البعض يعتقد أن العمل فيها حكراً على الرجال.

وأضاف، "لدينا نساء يشغلن مناصب رفيعة في جميع المجالات، ففي وزارة النفط والشركات النفطية لدينا سيدات بمنصب مدير عام، ونشهد حالياً إقبالاً من المرأة على دارسة وشغل التخصصات الهندسية بعد أن كان هناك عزوفاً عن هذا المجال، واعتقد أن النشاط الكبير للمجلس الأعلى للمرأة أثر بشكل إيجابي في ذلك، ونحن نشجع النساء على العمل في مجال النفط والغاز، ونقوم بتكريم الرائدات منهن".

المرأة تدير مدارس أكثر من الرجال

فيما قالت الوكيل المساعد للتعليم العام والفني بوزارة التربية والتعليم لطيفة البونوظة: "إن الأسر البحرينية قبل التعليم النظامي كانت تتوجه ببناتها إلى التعليم المنزلي أو في الكتاتيب، ومع مطلع القرن العشرين، انطلقت أول إشراقة للتعليم النظامي في البحرين.

وأضافت "المميز أن خريجات الدفعة الأولى التي احتضنتها أول مدرسة نظامية لتعليم البنات في البحرين، قمن فيما بعد تخرجهن بإدارة العملية التعليمية النسائية في البحرين".

وأوضحت البونوظة أن المرأة موجودة منذ بداية العملية التعليمية في البحرين، وحصلت المرأة البحرينية على مناصب قيادية في وزارة التربية والتعليم لم تحظ بها في باقي وزارات الدولة، وهذه حقيقة مثبتة، وعلى صعيد القيادة والإدارة فإن أغلب الوكلاء المساعدين في الوزارة اليوم من النساء، كما أنه على صعيد التعليم النظامي فإن المرأة تدير مدارس أكثر من الرجالوبينت البونوظة أنه توجد حالياً 113 مدرسة ابتدائية في البحرين أغلبها تدار من قبل النساء، سواء من ناحية الهيئة الإدارية أو التعليمية، كما أن الأمر مشابه في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث إن مدارس البنات أكثر عدداً من مدارس البنين.

التعليم المقترن بالتدريب

وفي هذا السياق، نوه الرئيس التنفيذي لصندوق العمل "تمكين" د.إبراهيم جناحي، بمسيرة تعليم المرأة في البحرين وما حققته من إنجاز ملفت منذ مراحل مبكرة في تاريخ المملكة.

وأوضح أن المملكة أولت اهتماماً خاصاً بقضية تعليم المرأة ومشاركتها مقاعد الدراسة منذ بدايات التعليم النظامي في البحرين، محققةً بذلك سابقة نوعية على مستوى المنطقة، ساهمت في مشاركة المرأة في دفع عجلة التنمية في مختلف أوجهها ومجالاتها، وترك بصمتها الواضحة على التنمية المجتمعية كشريك فاعل في صناعة واقع التقدم الذي نشهده اليوم.

وأضاف جناحي أن، "تمكين" كجزء من المسيرة التنموية الوطنية، ساهمت من خلال برامجها المختلفة ومبادرتها في تعزيز مشاركة ومساهمة المرأة في ركب التنمية، ودعم تكافؤ فرصها في سوق العمل وقطاع الأعمال، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أنه تأكيداً على قيمة الدعم الموجه للمرأة البحرينية، فإن "تمكين" ساهمت حتى اليوم في دعم ما يصل إلى 59% من رائدات الأعمال ضمن برنامج التمويل المتناهي الصغر، فضلاً عن خدمة أكثر من 50% منهن ضمن برنامج دعم المؤسسات بقطاع الأعمال بشكل عام، حيث يقدم البرنامج منحاً كدعم مادي تغطي 50% من تكلفة المعدات للمشروع أو المؤسسة التجارية.

نجاح أممي

من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى مملكة البحرين أمين الشرقاوي، "اليوم تحتفل البحرين بذكرى مرور 100 عام على بدء التعليم الأساسي، وهي من بين الدول القليلة في المنطقة التي بدأ التعليم فيها قبل مائة عام، وأعتقد أن الموضوع ليس في المدة فقط بل في جودة التعليم، وهي معادل متوازنة بين تدريب المدرسين، البنية التحتية للتعليم، المحتوى التعليمي والمنهجي، والإدارة التعليمية، والبحرين نجحت في تطبيق هذه المعادلة وحققت النجاحات".

وأضاف أن "الأرقام تشهد للبحرين في مجال تعليم المرأة، حيث إن هناك طفرة نوعية في تعليم النساء في البحرين، وانعكس ذلك على حلول البحرين في المرتبة 43 على مستوى العالم في التنمية البشرية، وهذا إنجاز كبير جداً".

واعتبر الشرقاوي أن تخرج الشابات والبنات من الثانوية والجامعة أكثر من الشباب، يدل على وجود تقدم حقيقي للمرأة في البحرين.

وأوضح "باعتقادي أن أغلب الوظائف في البحرين يشغلها رجل وامرأة لديهم نفس الكفاءة، عكس ما كان الحال عليه قبل 50 سنة، ومملكة البحرين تستثمر القوة العاملة لديها سواء امرأة أو رجلاً في تفعيل التنمية الوطنية على مختلف المستويات".

التعليم العالي الخاص

من جانبه، أكد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي أن المرأة البحرينية تمكنت من إثبات جدارتها، كطالبة وعضوة هيئة إدارية وتعليمية، في التعليم العالي الخاص أيضاً، وقال إن معظم القيادات في الجامعة الأهلية مثلا على المستوى الأكاديمي والإداري من النساء.

وتابع "معظم العمداء لدينا من النساء، دورنا كجامعات خاصة هو أن نهيئ بيئة حاضنة للنساء، والتعليم الجامعي الخاص أستقطب على مستوى العمل والتوظيف الكثير من نساء البحرين".

وأكد العالي أن مبدأ تكافؤ الفرص في البحرين يطبق على أفضل وجه، وذلك بفضل أن المرأة البحرينية تملك الكفاءة والقدرة، ومخرجات التعليم ممتازة، وكل امرأة تأخذ مكانتها بحسب كفاءتها جنباً إلى جنب مع الرجل.

ولفت في هذا الإطار إلى أن فكرة إنشاء المجلس الأعلى للمرأة هي المحور الأساسي الذي يدل على وعي القيادة في البحرين بأهمية دور المرأة، رؤية حكيمة لوجود المرأة في التعليم، رؤية حضارية كانت للبحرين الريادة فيها.