أنيسة البورشيد

قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن "المنامة جزء أساس من تاريخنا الذي ينبض بالعراقة والأصالة، نعيد إحياء ملامحها الثقافية ونهتم بعمرانها الذي يحمل ذاكرتنا الحضارية في جهد نستمر به حتى تسجيلها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو كمدينة تملك من الإبداع والتعايش والسلام ما يجعلها نموذجاً عالمياً متميزاً".

وأكدت الشيخة مي خلال اللقاء الثاني لــ"نداء المنامة"، الخميس، أهمية "الكشف عن الجوانب الاقتصادية الهامة للاستثمار في البنية التحتية الثقافية لمدننا التاريخية والمردود الذي يرتقي بمجتمعاتنا على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية"، موضحة أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تسعى إلى تبني وتنفيذ التوجهات العالمية الحالية في صناعة السياحة الثقافية عبر استقطاب مشاريع التطوير الحضرية التي بدورها تؤدي إلى تنمية مستدامة.

ويأتي لقاء "نداء المنامة" استكمالاً لجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في حفظ وصون مدينة المنامة القديمة واستعادة ملامحها العمرانية والثقافية العريقة، في خطوة تهدف إلى تحضير ملف إدراج المنامة التاريخية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو كإحدى مدن الإبداع في العالم.

وكانت الهيئة تمكنت من إدراج المنامة على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي.

عائد اقتصادي للمناطق القديمة

فيما أكد وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف ضرورة إحياء المناطق القديمة في المنامة والمحرق من نواحي اقتصادية واجتماعية، مشيراً إلى جهود وزارة الأشغال بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة ومنها هيئة الثقافة والآثار ووزارة الصناعة وهيئة الكهرباء والماء لإيصال الخدمات كافة لتلك المناطق.

ولفت الوزير إلى جهود الحكومة خلال العقود الثلاثة الماضية لتطوير كثير من مشاريع البنية التحتية في هذه المناطق.

ودعا خلف إلى الاستفادة من البنية التحتية المتطورة في المناطق القديمة لإحيائها تراثياً وتجارياً وسياحياً، مضيفاً "من الممكن عن طريق إحياء هذه المناطق أن يكون لها عائد اقتصادي كبير إلى جانب المحافظة على تراثنا الأصيل، فالبحرين بلد عريق ومركز تجاري منذ مئات السنين".

فرص كثيرة للمنامة التاريخية

وقال مدير التنمية والتطوير بالبنك الدولي سامح وهبة إن التراث الثقافي يعد أساسياً في عملية التطوير الحضاري للمدن التاريخية لقدرته على إظهار تميز المدن حضارياً وعمرانياً وثقافياً، مؤكداً أن استثماره في عملية التطوير الحضري يرجع بعوائد اقتصادية كبيرة على المجتمعات المحلية.

وأضاف أن السياحة تعد قطاعاً حيوياً يتسع لكثير من النشاطات التي يمكنها صناعة تبادل حضاري وثقافي بين المجتمعات حول العالم مع توفير فرص استثمارية واقتصادية للسكان المحليين والمؤسسات الحكومية.

ولفت إلى الفرص التي تمتلكها مدينة المنامة التاريخية، "فرغم مواجهتها عدد من التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والاكتظاظ العمراني والسكاني، تمتلك تراثاً ثقافياً يمكن استثماره في عملية تطوير حضري كبيرة تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي وتعزز الهوية الحضارية والثقافية للمدينة".

وأشار وهبة إلى أهمية اعتماد التطوير الحضري بالاعتماد على التراث الثقافي، مؤكداً أن ذلك يثري الاقتصاد المحلي، ويحافظ على الممتلكات الثقافية ويوفر الحاجات الأساسية التي يسعى إلى تحقيقها الزوار والسكان المحليون وأصحاب المصالح والأعمال والمستثمرون.

وطرح وهبة خلال اللقاء رؤيته حول أهمية تنشيط المدن القديمة والتاريخية والمنافع الاقتصادية التي تعود على الدول نتيجةً لاستعادة هذه المدن دورها الأصيل، عبر عرض نماذج عالمية ناجحة، متطرقاً إلى إمكانيات وفرص محاكاة هذه النماذج العالمية وتطبيقها في المنامة القديمة، نظراً لما تمتلكه المدينة من مقومات حضارية وتنوع ديموغرافي مميز.

واستعرض وهبة نماذج عالمية في التطوير الحضري المعتمد على التراث الثقافي كمدينة كيوتو في اليابان، وشانغهاي في الصين، ولاهور في باكستان، وجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، ومناطق مختلفة من بلدان كجورجيا ولبنان، موضحاً أن جميع هذه المدن والمناطق استطاعت الارتقاء ببنيتها التحتية ونسيجها العمراني مع الحفاظ على مقوماتها الثقافية، إضافة إلى الحصول على منافع اقتصادية كبيرة واستقطاب استثمارات عالمية مع تنشيط كبير للسياحة الثقافية الداخلية والخارجية.