هدى حسين

أكدت اختصاصية العلاج النفسي والسلوكي فاطمة النزر، أن المشكلات الأسرية وعدم تلقي الدعم الكافي هم أكثر العوامل المؤثرة على عملية العلاج لدى المدمنين.

وأشارت لـ"الوطن"، إلى اعتماد العلاج النفسي عبر حصر العوامل المؤدية للإدمان وتحليلها بالتدرج، فضلا عن وجود مجموعة الدعم النفسي من المدمنين المتعافين والذين يلعبون دورا مهما في عملية العلاج.

وتعد مشكلة المخدرات من أكثر المشاكل تعقيدا في الوقت الحاضر التي لا تخلو منها جميع المجتمعات، وتكمن خطورة هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية والنفسية من جميع جوانبها، وكما تمس أمن المجتمع والصلة بينه وبين أفراد أسرته، فضلاً عن نقل الأمراض الخطيرة.

وأوضحت النزر أن إدمان المخدرات هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسيا وجسديا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة.

وقالت "في حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى "أعراض الانسحاب" وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.

وأشارت النزر إلى أن الحالة النفسية ما بعد الإدمان على المخدرات يصاحبها تأثيرات جسدية وعقلية على مدمن المخدرات والتي تظهر أثارها في الجانب النفسي كذلك. وأبرز ما يؤثر في الحالة النفسية المدمن هو شلل أجهزة الجسم الرئيسية وأبرزها الجهاز العصبي والتنفسي بشكلٍ مؤقتٍ وفي بعض الحالات يكون دائماً. فضلا عن التأثير السلبي القوي على القلب وتراجع القدرات العقلية والإدراكية والاستيعاب إلى جانب ضعف بعض الحواس وخاصةً الشم والبصر، ما يؤدي إلى التسبب في المشاكل وزيادة نسبة الجريمة في المجتمع والتأثير في الحالة المادية.

وفيما يتعلق بمظاهر وأعراض الإدمان، لفتت النزر إلى اختلاف شدتها بحسب المدة الزمنية للإدمان ووفقا لنوع المخدر، إلا أنه يمكن إجمالها في تشتت الانتباه وضعف التركيز، إحمرار العينين وسواد المنطقة المحيطة بهما، فضلا عن الحكة الدائمة خاصةً في منطقة الأنف والشعور بالاكتئاب والضيق خاصةً عند زوال تأثير المخدر.

كما تتمثل الأعراض في زيادة دقّات القلب وارتفاع ملاحظ وكبير في ضغط الدم. الشعور بالنعاس والضعف والإعياء. تدهور الصحة وتعب الوجه والظهور وكأن الشخص أكبر بكثيرٍ من عمره الحقيقي، إلى جانب العزلة والابتعاد عن الناس وتراجع التفاعل معهم.

وعن كيفية العلاج، قالت النزر إن العلاج النفسي في علاج المدمن يعتمد على العمل على حصر العوامل التي أدت إلى اتجاه المريض للاعتماد على المخدرات ومن ثم العمل على تحليلها وعلاجها بالتدرج من خلال الاستراتيجيات المعتمدة في عملية العلاج النفسي، إضافة إلى وجود مجموعة الدعم النفسي من المدمنين المتعافين والذين يلعبون دورا مهما في عملية علاج المدمن,

وأضافت أن أكثر ما لاحظته من خلال عملها مع المرضى المدمنين والتي قد تؤثر في عملية العلاج هي المشكلات الأسرية والدعم الذي لا يحصل عليه المريض من أسرته في الغالب.

وأشارت إلى كيفية إعادة تأهيل المدمن من الناحية النفسية، حيث أن هناك عدة استراتيجيات للتعامل مع المدمن ومنها العلاج النفسي والعلاج المعرفي السلوكي والذي يرتكز في الأساس على أفكاره في حل مشكلاته عن طريق الإدمان وكيفية مواجهة هذه الأفكار. كذلك كثيرا ما يتم التركيز على مرحلة تأهيل المدمن من خلال العمل على توافقه من جميع النواحي الشخصية والعائلية والمجتمعية والمهنية.