قصة قصيرة – جابر خمدن
دخلت البيت وفي يدي زجاجة وضعت فيها "الجنادب". أعشق تلك الكائنات، يطربني صفيرها الليلي. كانت زوجتي تهم بالخروج، حين لمحت الزجاجة في يدي. اقتربت مني وهي تنظر إليها. كانت الجنادب تتقافز داخلها، دهشت للأمر، أدارت رأسها نحوي وقد تغيرت ملامح وجهها ..
- ما هذه الزجاجة؟
ابتسمت كالطفل..
- حبيبتي.. هذه حشرات الليل أحضرتها كي تعزف ألحانها في المساء.
رمقتني بنظرة تقافز منها عشرات الأسئلة ..
- هل عدت إلى ألعاب الطفولة؟ بالأمس سلاحف وضفادع واليوم تحضر الحشرات. رجل بهذا الطول وذلك العرض، مدير شركة مرموقة يلعب مع هذه الكائنات؟ إلى متى سيبقى الطفل فيك متوقفا عن النمو؟
حاولت أن أهدئها. أردت أن أشرح الأمر لها لكنها لم تمنحني الفرصة. كان لسانها يعمل بكل طاقته كالمذياع..
- لقد صبرت عليك طويلاً. تقبلت قططك البلهاء وهي تعبث في البيت. غضضت الطرف عن تلك الضفدعة الغبية عندما قفزت فوق قدمي ذات يوم. لم يكفك ذلك حتى أحضرت ديدانا.
هل تعبث معي؟ أم تريدني أن أجن؟ لم لا نعش كباقي جيراننا بدون هذه الحثالات؟ ألا تتقزز منها؟ وعندما يحضر ضيوف لنا هل ستأخذهم في جولة بيتية لتريهم أصدقاءك المسوخ؟!
ثم علت نبرة صوتها..
- تعبت من هذه الهوايات المدمرة، ستدمر حياتنا.
بدأت بالنشيج. تحادرت الدموع على خديها..
- سأجن لا شك. لقد حولت بيتنا الجميل إلى محمية غريبة. لم يبق سوى الزواحف والخفافيش.
تركتني ودخلت. يبدو أنها فقدت شهيتها للخروج ونست مشوارها. لحقت بها محاولاً توضيح موقفي. كانت جالسة على الأريكة في الصالة، ذابلة العينين، شاحبة الوجه.
- يا زوجتي العزيزة هذه ليست مؤذية، سأطلقها في الحديقة، ستكون مختبئة وسط الحشائش. عندما ينسدل المساء، تبدأ في عزف السيمفونية الرائعة. ستطربين لتلك الحناجر الجميلة وهي تصدح.
كنت أتحدث بوله مثل طفل يتحدث مع أمه. وبينما يدي ممسكة بالزجاجة أحركها، سقطت فجأة فتقافزت "الجنادب"، وقفز أحدها فوق رأس زوجتي. أخذت بالصراخ محاوله إبعاده، ثم أخذت تدور في الصالة ويدها تتحسس رأسها.
فجأة قفز إلي وأختبأ في شعري. كانت زوجتي تسب الحشرات والديدان، ثم تقدمت مني وهي تصرخ في وجهي..
- هذه نتيجة صبيانيتك.
ثم رفعت سبابتها في وجهي..
- لديك حتى المساء كي تتخلص منها ومن باقي الزواحف والمسوخ، أما الآن فسأذهب لبيت أبي. عندما تخلي البيت منهم سأعود وإلا فاسكن أنت معهم. ولبست عباءتها وخرجت.
دخلت البيت وفي يدي زجاجة وضعت فيها "الجنادب". أعشق تلك الكائنات، يطربني صفيرها الليلي. كانت زوجتي تهم بالخروج، حين لمحت الزجاجة في يدي. اقتربت مني وهي تنظر إليها. كانت الجنادب تتقافز داخلها، دهشت للأمر، أدارت رأسها نحوي وقد تغيرت ملامح وجهها ..
- ما هذه الزجاجة؟
ابتسمت كالطفل..
- حبيبتي.. هذه حشرات الليل أحضرتها كي تعزف ألحانها في المساء.
رمقتني بنظرة تقافز منها عشرات الأسئلة ..
- هل عدت إلى ألعاب الطفولة؟ بالأمس سلاحف وضفادع واليوم تحضر الحشرات. رجل بهذا الطول وذلك العرض، مدير شركة مرموقة يلعب مع هذه الكائنات؟ إلى متى سيبقى الطفل فيك متوقفا عن النمو؟
حاولت أن أهدئها. أردت أن أشرح الأمر لها لكنها لم تمنحني الفرصة. كان لسانها يعمل بكل طاقته كالمذياع..
- لقد صبرت عليك طويلاً. تقبلت قططك البلهاء وهي تعبث في البيت. غضضت الطرف عن تلك الضفدعة الغبية عندما قفزت فوق قدمي ذات يوم. لم يكفك ذلك حتى أحضرت ديدانا.
هل تعبث معي؟ أم تريدني أن أجن؟ لم لا نعش كباقي جيراننا بدون هذه الحثالات؟ ألا تتقزز منها؟ وعندما يحضر ضيوف لنا هل ستأخذهم في جولة بيتية لتريهم أصدقاءك المسوخ؟!
ثم علت نبرة صوتها..
- تعبت من هذه الهوايات المدمرة، ستدمر حياتنا.
بدأت بالنشيج. تحادرت الدموع على خديها..
- سأجن لا شك. لقد حولت بيتنا الجميل إلى محمية غريبة. لم يبق سوى الزواحف والخفافيش.
تركتني ودخلت. يبدو أنها فقدت شهيتها للخروج ونست مشوارها. لحقت بها محاولاً توضيح موقفي. كانت جالسة على الأريكة في الصالة، ذابلة العينين، شاحبة الوجه.
- يا زوجتي العزيزة هذه ليست مؤذية، سأطلقها في الحديقة، ستكون مختبئة وسط الحشائش. عندما ينسدل المساء، تبدأ في عزف السيمفونية الرائعة. ستطربين لتلك الحناجر الجميلة وهي تصدح.
كنت أتحدث بوله مثل طفل يتحدث مع أمه. وبينما يدي ممسكة بالزجاجة أحركها، سقطت فجأة فتقافزت "الجنادب"، وقفز أحدها فوق رأس زوجتي. أخذت بالصراخ محاوله إبعاده، ثم أخذت تدور في الصالة ويدها تتحسس رأسها.
فجأة قفز إلي وأختبأ في شعري. كانت زوجتي تسب الحشرات والديدان، ثم تقدمت مني وهي تصرخ في وجهي..
- هذه نتيجة صبيانيتك.
ثم رفعت سبابتها في وجهي..
- لديك حتى المساء كي تتخلص منها ومن باقي الزواحف والمسوخ، أما الآن فسأذهب لبيت أبي. عندما تخلي البيت منهم سأعود وإلا فاسكن أنت معهم. ولبست عباءتها وخرجت.