سماهر سيف اليزل



يوكو لرعاية الوالدين.. ذلك البيت العريق، بيت الخير والعطاء الذي يقدم أنبل الواجبات في الرعاية منذ تأسيسه في بداية التسعينات بجهود أهلية نبيلة بأذرع أهالي الحد وبمبادرات أصحاب الأيادي البيضاء، مصورا الأمثلة الباهرة للتكافل المجتمعي والإنساني، كان وما زال الأمل والمأوى للوالدين ولكبار السن في المرحلة التي ينشغل فيها الأبناء والأحفاد عنهم بحياتهم ومسؤولياتهم.

"الوطن" حاورت المدير العام لدار يوكو لرعاية الوالدين ريما أحمد بن شمس والتي أكدت أن الدار تحتضن 86 مسنا وامتلاء قوائم الانتظار، وعدم الاكتفاء بتقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات للمنتسبين في الدار فقط بل وصولا للمقعدين وكبار السن داخل بيوتهم، فضلا عن توفير خدمات للشباب المتعرضين للحوادث. لافتة إلى أن منتسبي الدار قد خرجوا عن وحدتهم وانعزالهم وباتوا يواكبون التكنولوجيا ويجيدون استخدام الهواتف الذكية. كما وتناولت تاريخ الدار وأبرز التحديات التي تواجهه والتي تتلخص في الصعوبات المادية والحاجة إلى التوسعة، فضلا عن الخدمات والأنشطة المقدمة.

- وفيما يلي نص الحوار -

"الوطن": كيف كانت مسيرة الدار؟

تأسست دار يوكو عام 1994م ، وتم افتتاحها عام 1995م ، وجاءت فكرة تأسيسها من قبل علي المسلم وهو أحد وجهاء منطقة الحد والذي بدوره اقترح وجود مكان لإيواء كبار السن، وتم تدشينها بعد الموافقة من الجهات الحكومية، وتأسست من قبل شركة يوكو للمقولات البحرية، ومرت 25 سنة على هذه الدار.

"الوطن": ما هي الخدمات التي تقدمها الدار؟

يتم تقديم كم كبير ومتنوع من الخدمات تشمل البرامج الترفيهية الترويحية، الثقافية، الدينية والتعليمية، وكذلك الخدمات العينية، كما وتقوم الدار بتقديم الرعاية الصحية اليومية والفحوصات السنوية من فحص سرطان الثدي للنساء والبروستات للرجال وفحوصات شبكية العين لمرضى السكري وفحوصات الكاحل والعظام، بتطوع من عدة أطباء بالمستشفيات الخاصة.

كما توفر الدار خدمات الاستعارة مثل تقديم الأسرة الطبية والكراسي المتحركة والعكازات اليدوية وغيرها، وكانت الخدمات مقتصرة على مرتادي الدار إلا أنها باتت شاملة لجميع كبار السن بالمملكة والشباب المتعرضين للحوادث، وكل ذلك بتبرع من أهل الخير، وتشارك الدار بكل الفعاليات والمهرجانات في كل المناسبات، وعمدت الدار على توفير فصل تعليمي لكبار السن.

"الوطن": كيف تطورت الخدمات في الدار وإلى أين وصلت؟

لم تكتفِ دار يوكو بتقديم الخدمات للمنتسبين في الدار فقط بل نصل للمقعدين وكبار السن داخل بيوتهم من خلال توفير كل احتياجاتهم وتجهيز غرفهم بكل ما هو صحي ومناسب لحالتهم، ونوفر لهم جميع المستلزمات، ويتم تقديم الخدمات الضرورية من دفع مصاريف الكهرباء ومتابعة المعاملات المالية والبنكية.

"الوطن": حدثينا عن خدمات الدار وحول الرعاية المنزلية تحديداً؟

يتميز مرتادي دار يوكو بانفتاحهم وحبهم للحياة وإقبالهم عليها، كما أنهم باتوا يواكبون التكنولوجيا ويجيدون استخدام الهواتف الذكية، فقد خرجوا من وحدتهم وعزلتهم و انغلاقهم، وصاروا يشاركون في كل الفعاليات الوطنية والدينية والتراثية.

تقدم الدار من خلال هذا البرنامج تأثيث لغرفة المسن، وخدمات منزلية من نظافة وغسيل ملابس وتجهيز وجبات، بالإضافة للمتابعة الصحية بالتعاون مع المراكز الصحية في الحد.

"الوطن": ماذا عن التحديات والصعوبات التي تواجهها الدار؟

أكثر ما تواجه الدار هي الصعوبات المادية كونها قائمة على أهل الخير والتبرعات، حيث أن مصاريف الدار وبرامجها مكلفة، كما أن التغطية المقدمة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لا تكفي، فضلا عن مشكلة مواقف السيارات حول الدار، كما أننا بحاجة لتوسعة جديدة لإضافة حديقة ومجلس كبير لمرتادي الدار.

"الوطن": هل ارتقينا بالعمل الأهلي خصوصا فيما يتعلق برعاية المسنين؟ وهل أوجدنا برامج نوعية بالفعل؟

نعم، فقد تطور العمل الأهلي في البحرين بشكل ملحوظ ، ولم تعد برامجه مقتصرة على الرعاية والمتابعة فقط ، بل صارت تتنوع بين الترفيهية والثقافية والدينية، وبات لكبار السن فرص أكبر في المشاركة بمختلف المحافل، كما تتاح لهم فرص لصقل مواهبهم وتعلم مهارات حياتية جديدة. حيث توفر دورات لتحفيظ القران ودورات للحرف اليدوية المختلفة وغيرها من الأنشطة الرياضية والصحية، وهناك مشاركات واسعة من عدة قطاعات سواء خاصة أو حكومية تسعى للدعم ولتقديم المتاح لفئة المسنين بالمجتمع.