محرر فضاءات أدبية

يعد محمد عبد الملك، مواليد عام 1944 بالمنامة، من أبرز القصاصين البحرينيين الذين أثروا القصة البحرينية منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو أول من كتب الرواية الحديثة في البحرين بعدما كانت تراوح الحالة الرومانسية.

عبدالملك من الأعضاء المؤسسين لأسرة الأدباء والكتاب عام 1969، احتفت "الأسرة" بتجربته خلال احتفالية أقامتها بالتعاون مع مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، 4 و5 يناير 2016 ، تم خلالها تدشين آخر رواياته "منزل فوق غيمة"، وتقديم عدد من الدراسات النقدية لكل من الناقد د.عبدالله إبراهيم من العراق تحت عنوان "كافكا البحريني"، الناقد د.سعيد يقطين من المغرب بعنوان "الآخر.. الأنا أو رواية الذات في رواية سلالم الهواء"، والناقد د.فهد حسين ببحثه المعنون "الشخصية وبعدها النفسي والاجتماعي عند محمد عبدالملك".

ساهم عبدالملك بالكتابة في الصحف والدوريات الأدبية في البحرين والوطن العربي، وله عدة إصدارات، منها: موت صاحب العربة - قصص - البحرين - 1973، نحن نحب الشمس - البحرين – 1975، ثقوب في رئة المدينة - قصص دار الغد للنشر والتوزيع - البحرين – 1979، الجذوة - رواية – 1980، السياج - قصص - المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع – بيروت - 1982، النهر يجري - قصص - المطبعة الشرقية – البحرين - 1984، راس العروسة – قصص - البحرين - 1987 ، غليون العقيد - رواية - البحرين - ٢٠٠٢ ، الامبراطور الصغير - رواية – البحرين، - ٢٠١٠، الستارة المغلقه - مجموعة قصصية - ٢٠١٦ ، يمشي والمبنى فوق ظهره - مجموعه قصصية - ٢٠١٦، منزل فوق غيمة - رواية – ٢٠١٦، الستارة المغلقه - مجموعه قصصية – ٢٠١٦.

ويرى الروائي الراحل عبدالله خليفة في كتابه "الراوي في عالم عبدالملك القصصي" أن عبدالملك يبرز كقاص "اجتماعي" بالدرجة الأولى، بتركيزه على شرائح اجتماعية معينة ويقوم بتصويرها فتغدو كتابته حينئذ سجلا اجتماعيا لحالات خاصة، ومواقع عديدة من الصراع الاجتماعي ولا توجد قصص غير اجتماعية، كما هو معروف، فكل القصص تنبثق من الحياة، مهما كانت القصة مجردة وتعبيرية، فإن جذورها التعبيرية لابد وأن تكشف، إلا أن التعبير المستخدم هنا عندما نقول "اجتماعية" يفيدنا في اكتشاف منحى خاص لدى المبدع، فالعديد من قصص عبدالملك لقطات تصور جوانب موحية في مسار المجتمع، وتقدم نماذج قريبة من الوجود الحقيقي، هذا الجانب يرتبط بشخصية الراوي/المؤلف التي اتخذها الكاتب، فهو يتتبع ما يدور في محيطه، ويقتنص شخصيات وحالات من البيئة وكثيرا ما يقدمها بملامحها المتواجدة في الواقع ذاته".

فيما تقول الناقدة د.أنيسة السعدون، وهي سبق لها وأن كتبت رسالة ماجستير في تجربة عبدالملك، ان "عبدالملك من أبرز المبدعين الذين دعموا مسيرة القصة البحرينية منذ السبعينات، فقد أثرى تلك المرحلة بعدة قصص طرق فيها آفاقا تكشف خصوصية لها لونها المحلي، ويبدو أنها خصوصية تسم السياق الحضاري الذي اختمرت فيه النزعة التأصيلية للقصة البحرينية، وتشف عن الرؤى الفكرية التي تحكمت في رواد تلك الفترة، والتي غالبا ما كانت تدعو إلى استلهام الواقع بتجلياته، وترغب عن المروق عن المستقر من التصورات المتحكمة في نصوص تلك الفترة، ولعل في ذلك ما يفضي إلى إشارات كاشفة، ومنافذ هامة تمهد السبيل لتحليل بعض العلاقات التناصية في صلاتها بالواقع، وبخاصة أن عبدالملك كثيرا ما كان يستعين بتلك العلاقات لإنجاز عمل يختلط فيه الحلم بالواقع، والوهمي بالحقيقي".