وبحث وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، خلال الاجتماع الثاني للمشاورات السياسية بين مملكة البحرين وجمهورية تركمانستان، الأثنين، في العاصمة عشق آباد، برئاسته، ومن الجانب التركماني، بيردينياز مياتييف نائب وزير الخارجية، مجالات التعاون الثنائي، وتطوير التعاون المشترك، في مختلف المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب.
وأعرب عن شكره وتقديره لحكومة تركمانستان على استضافة الاجتماع الثاني للمشاورات السياسية، مؤكدًا أن مملكة البحرين تبدي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز علاقات التعاون، وتعظيم المنافع الثنائية القائمة.
وأكد د. الشيخ عبدالله بن أحمد، أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية بالغة، في ضوء الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إلى تركمانستان في مارس 2019، والتي شكلت نقلة نوعية كبرى في مسار العلاقات بين البلدين، خصوصا أن الزيارة شهدت التوقيع على 9 اتفافات تعاون ومذكرات تفاهم متنوعة، شملت المصارف، السياحة، شؤون المرأة، الشباب والرياضة، الثقافة، النقل، التعليم، الحكومة الالكترونية، والإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول لحاملي جوزات السفر الدبلوماسية والخاصة، إلى جانب حرص جلالته على تواجد نخبة من رجال الأعمال البحرينيين، خلال الزيارة، للقاء نظرائهم التركمانيين، لبحث الفرص المتاحة للتعاون التجاري والاستثماري، مشيرا إلى صدور مرسوم ملكي رقم (48) لسنة 2019، في يونيو الماضي، بإنشاء وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة، واقتراح الأساليب اللازمة للارتقاء بالعلاقات الودية بين البلدين، برئاسة سمو الشيخ فيصل بن راشد بن عيسى آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة.
وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، "إنني على يقين تام، بأن مملكة البحرين بقيادة جلالة عاهل البلاد المفدى، وجمهورية تركمانستان، بقيادة الرئيس قربان قولي بردي محمدوف، يضعان أسس راسخة لشراكة استراتيجية شاملة وبناءة وطويلة الأمد، مثمنا ما أسفر عنه الاجتماع الأول للمشاورات السياسية، والذي استضافته البحرين في يوليو من العام الماضي، من نتائج إيجابية وطيبة، وفتح آفاق جديدة للتعاون المثمر. مبينا أن مملكة البحرين كانت من أوائل الدول التي ترسل وفدًا، لزيارة هذا البلد الصديق، بعد نيل استقلاله عام 1991".
وأكد أن مملكة البحرين، تتمتع بثروة بشرية مؤهلة، وبيئة استثمارية جاذبة، وموقع جغرافي متميز، وهذا يفتح مجالا واسعا لتطوير التعاون المتبادل في المجال الاستثماري، مرحبا في هذا الصدد، بجهود تأسيس اللجنة البحرينية التركمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي، وكذلك إنشاء مجلس للأعمال بين البلدين.
وأوضح أن العلاقات بين البلدين، تمتلك فرصًا واعدة وكبيرة، خاصة في ظل الحرص المتبادل على تفعيل الاتفاقيات الموقعة، ووجود استثمارات نوعية في مجالات الطاقة والغاز، والبتروكيماويات، والسياحة، والشباب والرياضة، والربط بين الموانئ، وكذلك ريادة المملكة للمجالات الاقتصادية الجديدة القائمة على التكنولوجيا التقنية والمالية، والخدمات اللوجستية وريادة الأعمال، حيث نجحت مملكة البحرين في ترسيخ مكانتها، كنموذج إقليمي رائد في الإصلاح والتنمية المستدامة.
وشدد على أن البلدين يتفقان في المواقف والمبادىء العامة تجاه القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها، استتباب الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، مجددًا دعم المملكة، لنموذج الحياد الإيجابي الذي تنتهجه جمهورية تركمانستان.
من جهته، أعرب نائب وزير خارجية تركمانستان، عن تطلع بلاده لتمتين أواصر التعاون والتنسيق مع مملكة البحرين الصديقة، قائلا، "إننا نقدر ما لمسناه خلال المشاورات من اهتمام مشترك لتطوير العلاقات الثنائية، والارتقاء بها إلى أفضل المستويات، بما يخدم مصالح البلدين"، مؤكدا أن المستقبل واعد بمزيد من النمو والازدهار للعلاقات الثنائية، كما عبر عن امتنان بلاده لدعم المملكة لسياستها الخارجية ووضعها الحيادي، متمنيًا لمملكة البحرين المزيد من التقدم والازدهار.