أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة "جودة التميز للإستشارات التعليمية " أحمد عبد الرحمن البدري أن البحرين تسير على الطريق الصحيح من أجل تحسين أداء المدارس الحكومية والخاصة، مشيدا بدور المرأة البحرينية ودورها البارز والفعال في إدارة المدارس والوصول بها إلى تقيمات ممتازة.
وبين البدري أن مفهوم الجودة يجب أن يواكب المستقبل، وأن الدولة يجب أن تستبق الأحداث من خلال تهيئة الطلبة منذ الصغر على التكنولوجيا المستقبلية وتقنيات العصر الحديث، لافتا أن أهم ما يصعد بالتعليم هو تحويل الطالب من متلق للتعليم إلى منتج مبدع ومتعلم تعلما ذاتيا. جاء ذلك خلال حوار مع الوطن"، بحثت فيه مع أحمد البدري وضع التعليم وسبل تحقيق الجودة وسبل مواجهة القصور بخطط تطويرية واقعية قابلة للتنفيذ والقياس.
يذكر أن لأحمد عبد الرحمن البدري خبرة طويلة في التعليم امتدت إلى 29 سنة، حيث بدأ كمعلم في التعليم الصناعي، وتنقل عبر المراحل حتى وصل إلى مدير إدارة التقنيات في وزارة التربية والتعليم، وقاد مشروع جلالة الملك حمد للتعليم الإلكتروني في المدارس الحكومية.. اكتسب خلال رحلته في مجال التعليم خبرات عديدة أهلته لتأليف كتب وتطبيق مناهجها على المدارس وتقديم الامتحانات الوطنية في التعليم الصناعي، وشارك في بناء منظومة تعليمية متكاملة بمواد تعليمية تفاعلية مع الطلاب. ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص كمدير فني لأحد البنوك الخارجية في عجمان، وعاد لأرض المملكة للعمل في هيئة ضمان الجودة، مثل البحرين في عدة المحافل الإقليمية.. ومن هذه الخبرة الطويلة بدأنا الحوار ..
*كيف تقيم موقع التربية والتعليم في البحرين بما فيه التعليم الحكومي والخاص؟
أعتقد أن هناك الكثير من الجهود المبذولة على مستوى المدارس الحكومية، وهناك تطور ملحوظ، وتحدٍّ وقع على عاتق المدارس للوفاء بالتطوير المطلوب، وهذا الأمر نقل عددا من المدارس الابتدائية من الأداء الجيد إلى الممتاز، ولنكن منصفين، فإن المدارس التي تكون بقيادة نسائية هي الأفضل، والمرأة في مملكة البحرين قامت بدور ريادي في تحسين التعليم بالمملكة. ومن الملاحظ أن المدارس الممتازة الآن أغلبها بإدارة نسائية، وهذا الأمر دال على إخلاص المرأة البحرينية في عملها بمجال التعليم، وما زالت الآمال والطموح مرتفعة للارتقاء والتقدم بالتعليم في المملكة إلى مصاف الدول، وهذا أمر لن يتحقق بتحسين الأداء الحكومي والدعم المتواصل وملاءمة القوانين التي تسن لدعم التعليم في البحرين.
* هل ترى أن هناك فجوة بين التعليم الخاص والتعليم الحكومي؟ وكيف يمكن ردم هذه الفجوة؟
بطبيعة الحال، المدارس الخاصة تصنف بمستويات، فهناك مدارس خاصة ممتازة تفوق الحكومية بمراحل، وفي المقابل هناك مدارس أسوأ من الحكومية، وهناك مجموعة تواكب في أدائها المدارس الحكومية، وهناك مدارس حكومية تفوق في أدائها ومستواها مدارس دول الخليج ككل، وهناك دعم مقنن يقدم للطلاب ولكن المقارنة لن تكون دقيقة بين الخاص والحكومي بسبب اختلاف الميزانيات والدعم.
* أقيم مؤخرا مؤتمر يناقش جودة التعليم وقد شاركتم فيه بورقة مهمة، فما هي أسس الجودة التي قدمتموها وكيف نطبقها في البحرين؟
مفهوم الجودة يجب أن يواكب المستقبل، فليس من المعقول أن يتخرج الطالب ويكون "متخلفا" تكنولوجيا ومتخلفا بمتطلبات العلم الآن، ولا يمكن أن يخرج الطالب إلى سوق العمل، وهو لا يحمل الكفاءات الأساسية، والتحدي الأكبر للحكومة ووزارة التربية أن تتابع المتطلبات المستقبلية، وتقدم الخبرات والمهارات والتسهيلات للطلاب حتى يكونوا جاهزين للقرن الـ21 ، وكل ذلك يحتاج إلى تخطيط مستقبلي دقيق، والمدارس في البحرين تسير على الطريق الصحيح من خلال توظيف التقنية داخل الصفوف بصور عملية.
* هل الجودة هدف صعب المنال؟
لا ..! إذا صدقت النوايا فليس هناك مستحيل، ويمكن للبحريني أن يصنع العجائب، ولدي إيمان راسخ أن كل بحريني قادر على العطاء والإبداع، ولكنه فقط يحتاج لفرصة وإمكانيات، ولا بد أن نعطيهم الثقة والفرص، ونقدم الدعم اللا محدود من القطاعين.
* كخبراء كيف ترون إمكانية تطوير التعليم في البحرين؟
تطوير التعليم قضية شائكة تشكو منها كل الدول، فالتعليم سمة حضارية يسعى لها الجميع بأن يكون أداؤهم وطلابهم هم الأفضل. ولكن التحديات لا تقف بل تزداد، ولأن التحديات غير ثابتة فسيظل قطاع التعليم يعاني، فالعلم لا يقف عند سقف معين بل يتطور مع تطور البشري والتكنولوجي، لذلك يجب خلق جيل متعلم وليس متلقيا، ويكون ذلك من خلال معرفة التقنيات التي ستكون متوفرة في المستقبل وتهيئة الطالب عليها منذ اليوم، ويكمن السر في الانتقاء بين الغث والسمين، والممايزة بين الصحيح والخطأ واستثمار الوقت في الإنجاز والعمل ،وهو ما تسعى له حكومة البحرين وكل القطاعات.
* ما هي مواضع القصور لدينا في البحرين؟
أعتقد أنها تكون أحيانا من عدم وجود الإمكانيات، وعدم وضوح الرؤية، وعدم جدية بعض الأفراد في المنظومات الحكومية والخاصة ، وقد تكون بسبب الأنانية الزائدة لدى بعض الأشخاص وتقديم المصلحة الشخصية على العامة، ويجب أن نخلق لدى الجيل القادم روح الوطنية والإيباء ومساعدة الغير ، والخير في أهل البحرين ، والخميرة الموجودة جيدة.
* هل هناك دراسات وأرقام يتم الاعتماد عليها؟
ليس هناك برنامج ناجح إلا بعد تشخيص دقيق، وإذا لم يكن هناك جهة محايدة للتشخيص، تعتمد على أسس علمية وموضوعية لإبراز نقاط الضعف والقوة، والمعايير تكون دولية.
* أين هي البحرين في هرم التعليم العالمي؟
نتمنى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، ولكن الواقع يحتاج إلى دعم أكبر للارتقاء، ودعم وإنصاف للمعلم، فإذا خسرنا المعلم خرسنا التعليم، وهذا سيتم من خلال دعم مبرمج وفق الآليات واضحة وموضوعية، وتهيء الظروف وخلق جيل متعلم تعلما ذاتيا، والطريق مازال طويلا أمامنا، وقد تكون البحرين أفضل على مستوى الدول العربية.
* في ظل برنامج التقاعد المبكر وخروج أعداد كبيرة من الكفاءات والخبرات من التربية ما هي الحلول المقترحة لسد الفجوة التي سيتركونها؟
يجب أن يكون هناك خطة شاملة لإعادة التدريب داخل الوزارة، بحيث يحصل كل من هو داخل أو خارج الوزارة على تدريب مقنن وتقاس قدراتهم في ضوء التطبيق داخل المدارس، والتجريب العملي.
* أسست شركة تعنى بجودة التعليم فما هو هدفك ولماذا أسست هذه الشركة؟
أسست هذه الشركة بشراكة مع بسمة محمد البلوشي و عبد الحكيم الشاعر لوعينا الدقيق بحاجة المدارس لنوع مقنن من الدعم، وذلك بسبب قيامنا بتقييم المدارس مسبقا ومعرفتنا بمستوياتها وحاجاتها، وهذا الأمر مكّننا من تصميم برامج تطويري وتحسيني داخل المدارس وفق حاجتها، من خلال تشخيص ثانٍ، ومن ثم تقديم العلاج واقتراح البرامج التدريبية.
* ما سبب تدني مستوى المدارس الخاصة في التقييم ؟
أعتقد أنه بسبب خضوع القطاع الخاص للمعلمين، وليس هناك ثبات أعداد أو أداء المدرسين، فهم دائما في حالة تنقل سعيا خلف الراتب الأفضل، وبهذا تظل المدرسة تحت رحمتهم.
* هل يحصل الموهوبون على الرعاية والدعم الكافي في المراحل الدراسية سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة؟
الموهوبين وذوو الهمم يحصلون على الاهتمام بشكل أفضل من القطاع الخاص، وهناك جهد جيد جدا قد بذل في رعايتهم ودعمهم.