سماهر سيف اليزل
أمينة هاشم الكوهجي .. حلقت في فضاء الكتابة، أثارت موضوعات اجتماعية مهمة في رواية "جحيم المطلقات" وكان لعملها الصدى الكبير بما أخرجته من قصص ومعاناة 15 مطلقة ولها عدد من المؤلفات منها "الزائرة الغريبة". اعتمدت على مناقشة القضايا المجتمعية بطرق روائية مازجة الواقع بالخيال، تعتمد على ما ترصده عينها ، وما يمس روحها ، تطمح لتغير وقائع المجتمع المؤلمة.
الكوهجي من مواليد المنامة، حاصلة على البكالوريوس في الآداب والتربية، وعلى شهادة القيادة المدرسية.. عملت في السلك التعليمي أكثر من 30 سنة.. بدأت في الكتابة منذ سن صغير ، ولكنها انقطعت عن الساحة بسبب مهنتها في التدريس .. فحول مشوارها مع الكتابة وتجربتها دار هذا الحوار ..
- كيف كانت بدايتك مع الكتابة ؟ وهل كان الأمر هواية أو صدفة ؟
كانت بدايتي منذ الصف الخامس الابتدائي، من موضع إنشائي حصل على صدى كبير بين مدرسات اللغة العربية وبلغ إلى المديرة ، وكانت المفاجأة لي كطفلة أن أؤخذ لكل صف على حدا لإقراء موضوعي على الطالبات، وكان الأمر مثيرا وبطوليا بالنسبة لي، وتم تعهدي من قبل مدرسات العربي في كل المراحل الدراسية التالية، وكن أول داعم وخير مشجع.
- بمن تأثرات من الكتاب في البحرين وفي العالم العربي ؟
منذ بدايتي وأنا هاوية للقراءة، وفي المرحلة الإعدادية كنت قد أنهيت قراءة الثلاثية وكل كتب نجيب محفوظ وغيرها ، فنحن كنا من جيل يقرأ ، ونشأت في بيئة مشجعة وداعمة للقراءة ، وكنت من محبي نجيب محفوظ وطه حسين.
- ما هي الرسالة الموجهة من خلال روايتك ؟
أنا أحاول أن أتلمس قضايا المجتمع، و المواضيع التي تؤثر بهم ، واكتب في كل الجوانب التي تؤلمني أو تلفتني أو تؤثر فيي ، وكانت لي قصص وطنية تتكلم عن القضية الفلسطينية و الانتفاضة ، وأميل للقضية الاجتماعية ، وأقوم بتحوير القضية لرواية وأضيف عليها التفاصيل والأحداث من وحي مخيلتي ، واضع لمسة من شخصيتي عليها .
- ما هي التحديات التي واجهتها ؟
حبي للغة العربية أخذني من الكتابة ، فبعد تخرجي من الجامعة كنت قد بدأت الكتابة، ولكن تعمقي في تدريس اللغة العربية وشغفي بعملي أبعداني عن القلم، ومن ثم كان لانتقالي للإدارة والإشراف دور أيضا في ابتعادي عن الكتابة والتأليف، ولكن بعد تقاعدي أتيحت لي الفرصة وتوفر لدي الوقت للعودة لعشقي الأول.
- برأيك ما هي مقومات الروائي الناجح ؟
الإطلاع ..! ويجب أن يكون لدية ثقافة واسعة، وثروة لغوية وكل ذلك لا يأتي إلا بالقراءة ، والكثير من الكتاب الشباب يفتقدون هذا الجانب وليس لديهم إطلاع ، وهناك كتاب كثر لكنهم لم يحظوا بالانتشار أو الدعم، كما أن عزوف الشباب عن القراءة قد يكون سببا في اختفاء أو فشل عدد كبير من الروائيين .
- ما هي وجهة نظرك في النقد؟
الكثير ممن هم في الساحة لا يعرفون معنى كلمة "نقد" ، ويأخذون النقد على أنه هجوم شرس على الكاتب ومواجهته بنقاطه السلبية والتغاضي عن الإيجابي ، وإبراز كل مراكز الضعف لدية ، وهو خطأ كبير خصصوا للمبتدئين الذين هم بحاجة للدعم والأخذ بيدهم والرفق بهم ، وليس على الناقد أن يكون مهاجم ، وهذا الأمر يجعل الكثيرين يعزفون عن النشر والظهور والانكسار .
- هل هناك دعم كاف للكتاب والمثقفين في البحرين؟ ومن دعمك ؟
هناك قصور في الدعم في البحرين، ربما كنت محظوظة حين حظيت بالدعم في كل مراحلي الحياتية، ولكن هذا الدعم مفقود اليوم في الساحة البحرينية ، فدور النشر لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب ، والذين يقومون بالطبع لا يؤدون دورهم في النشر والإعلان ، وأغلب الجهود تكون شخصية ، وهناك قصور في التوجيه والدعم ، ولا تتوفر لهم المساحات الصحيحة.
- ما هي رسالتك للمواهب الصاعدة في هذا المجال؟
أدعوهم إلى أن يواصلوا مسيرتهم، وألا يصابوا بالإحباط من أول محاولة ، وعليهم أن يتسلحوا بالثروة اللغوية ، ويواظبوا على القراءة، كما يجب عليهم أن يتقبلوا النقد ، ويواجهوا كل التحديات ويحاربوا من أجل حلمهم وموهبتهم.
- ما الذي تقدمه أمينة وما الاختلاف فيه؟
أحاول أن أخلق من الواقع قصة وأحداث خيالية، وأن أوصل رسالة تمس المجتمع ، أناقش القضايا التي قد يغيب عنها البعض بأسلوب روائي قصصي .
- هل ترين أن جيلنا الحالي مهتم بالقراءة والكتابة ؟ وهل النظام التعليمي في البحرين يركز على الموهوبين في هذا المجال منذ الصغر؟ أغلب مدارس البحرين بها أخصائي تفوق وموهبة، ولم يعد العبء على المدرس، بل أصبح هناك تعاون بين المدرسين من أجل إبراز واكتشاف الطالب الموهوب، وصار المجال أوسع مقارنة بالسابق ، إذ هناك مراعاة وتركيز على هؤلاء الأطفال.
- كانت روايتك تتكلم عن قصص المطلقات وواقعهم المرير في مجتمعنا فما الهدف من عرض هذه القصص وهل ترين تغير في نظرة المجتمع وهل المرأة البحرينية تحظى بالدعم والمساعدة الكافيين في مثل هذه الحالات ؟ قضية الطلاق باتت متفشية بشكل غير طبيعي ، وهي قضية كان لا بد أن تثار وهناك قصص كثيرة تحت الظل كان لابد من إبرازها ، وطالت الصغار والكبار من المتزوجات ، وهو أمر محزن ، نعم هناك دعم من قبل مراكز مختلفة ، كما أن المرأة أصبحت تستطيع أن تعتمد على نفسها ماديا ، ولم تعد تخاف من كلمة "طلاق" ، ونظرة المجتمع تغيرت ولم تعد موصومة بالعار والخطيئة ، والمرأة اليوم أشجع توصل صوتها وتدافع عن حقوقها .
- إلى ماذا تطمحين وأين ترين نفسك بعد عشر سنوات ؟ أتمنى أن أوصل رسالتي ، وأن أحقق ولو تغيير بسيط في بنية المجتمع ، وأن يكون لما أكتبة صدى يلقي الضوء على الظواهر السلبية في المجتمع .
- هل هناك إصدارات ومؤلفات جديدة وان وجد ماذا ستكون فكرتها؟
نعم، "مذكرات مديرة " رواية في طور الطباعة، أناقش فيها عدد من المشاكل في السلك التعليمي والإداري ، وكذلك رواية الحب المستحيل ما زالت خلف الأضواء، وبسبب كوني حديثة في الأسرة فهناك مناقشات تدور حول قضايا مختلفة قد تطرح مستقبلا.
-------
أمينة الكوهجي في سطور:
- أمينة هاشم الكوهجي
- من مواليد المنامة
- حاصلة على بكالوريوس في الآداب والتربية تخصص اللغة العربية من جامعة قطر عام 1982.
- حاصلة على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب.
- اجتازت برنامج التنمية المهنية للمدراء المساعدين عام 2012.
- حاصلة على دبلوم عالٍ في القيادة المدرسية بامتياز مع مرتبة الشرف من كلية المعلمين بجامعة البحرين عام 2013.
- عملت منذ تخرجها كمدرسة للغة العربية، ثم كمدرسة أولى لنفس المادة.
- ترقت إلى مديرة مساعدة لمدة أربع سنوات، ثم مديرة لمدرسة توبلي الابتدائية للبنين.
- تقاعدت منذ عامين.
- بدأت في كتابة القصة في سن مبكرة ونشرت في العديد من الصحف المحلية والخليجية.
- فازت عام 2007 بالمركز الأول عن قصة "الحب المستحيل" وقصة "الزائرة الغريبة"، في المسابقة السنوية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم. كما فازت عام 2010 بالمركز الثالث عن قصة "حب بين الثلوج".
- أصدرت مجموعتين قصصيتين "جحيم المطلقات" عام 2008، و"الزائرة الغريبة" عام 2009، وقصة "الساحر" عام 2016.
- حالياً تعد لإصدار مجموعة قصصية جديدة "مذكرات مديرة"، وقصة "الحب المستحيل".