أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن "مملكة البحرين تمتلك من المواقع التاريخية والمقدرّات الثقافية ما يمكّنها من تقديم نموذج ناجح وأصيل يعكس غنى وفرادة الثقافة والحضارة لمنطقتنا العربية".
وفي قاعة المدافن بمتحف البحرين الوطني حيث تستقر مقتنيات تختزل تاريخ وتقاليد حقبة هامة من حضارة دلمون، عقدت الهيئة مؤتمراً صحفياً الخميس بمناسبة إعلان موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمية لمنظمة اليونيسكو مطلع الشهر الجاري خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الثالث والأربعين في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحضور الشيخة مي بنت محمد، وعدد من الدبلوماسيين العرب والدوليين، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وانطلق المؤتمر الصحافي بعرض مقطع مصوّر يوثّق لحظات تسجيل موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي أثناء اجتماع لجنة التراث العالمي الثالث والأربعين.
وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "اليوم نحتفي بثالث موقع بحريني على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونيسكو، موقع تلال مدافن دلمون، الذي يكرّس كافة تفاصيله وتاريخه وامتداده الجغرافي ليستعيد ذاكرة حضارة أثرت المشهد التاريخي خلال حقبة إنسانية هامة".
وأضافت: "نهدي هذا المنجز البحريني الجديد إلى قيادتنا متمثّلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والذين يؤمنون بالثقافة ويراهنون على قدرتها على صناعة مستقبل أفضل لمملكة البحرين".
وأكدت على أهمية تسجيل موقع إضافي للبحرين على قائمة التراث العالمي، موضحة أن صناعة السياحة الثقافية تقوم على توفير تجربة ثقافية رائدة ومتميزة للزوّار عبر الاستثمار في المقومات الحضارية والتاريخية،
وأشارت الشيخة مي إلى أن موقع تلال مدافن دلمون سيساهم برفقة موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ في تعزيز البنية التحتية للسياحة الثقافية في المملكة، مؤكدة أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تعمل حالياً على إعداد أكثر من ملف يحكي فرادة واستثناء مواقع بحرينيّة، يمكنها أن تندرج ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو.
وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أن تسجيل موقع تلال مدافن دلمون يدعم حضور التراث الإنساني والحضاري للوطن العربي على المستوى الدولي.
وأشارت إلى أن جهود البحرين في تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي جاءت ضمن عملها المستمر والدائم من أجل تعزيز مكانة الإرث العربي في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو والذي يساهم بالحفاظ عليه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يتخّذ من البحرين مركزاً له منذ عام 2012.
وكانت لجنة التراث العالمي، أعلنت تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ليصبح بذلك ثالث مواقع البحرين على القائمة بعد موقع قلعة البحرين الذي أُدرج عام 2005م وموقع طريق اللؤلؤ في المحرّق والذي أُدرج على القائمة عام 2012.
من جانبه، استعرض مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة تفاصيل موقع تلال مدافن دلمون، حيث أشار إلى أن الموقع يمتد من شمال البحرين وحتى جنوبها.
وقال إن مراحل تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي امتدت لحوالي عشر سنوات، موضحاً أن حكومة البحرين دعمت العمل على ملف التسجيل فيما تعاونت المؤسسات والهيئات الحكومية وأهالي المناطق المحيطة بتلال المدافن الدلمونية مع هيئة الثقافة لتحقيق هذا المنجز. وأضاف الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن الهيئة تُشرك كافة الأطراف المحلية والدولية في عملية صون وحماية الموقع، فهيئة الثقافة تتعاون مع بعثات دولية في هذا الشأن، كالبعثة الدنماركية والفرنسية وغيرها، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي، وخصوصاً سكّان المناطق المحيطة بتلال المدافن الدلمونية في عملية الصون والحفظ والإدارة.
وتناول الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة الأجزاء المكوّنة لموقع تلال مدافن دلمون التي تعد أكبر وأكثف حقول تلال مدافن في العالم، موضحاً أن الموقع يتكون من 21 جزءاً تمتد لأكثر من 20 كيلومتراً موزّعة على: حقل تلال مدينة حمد "بوري، كرزكان، دار كليب"، حقل تلال مدافن الجنبيّة، حقل تلال مدافن عالي الشرقي، الذي يحتوي على أكبر عدد من المدافن (4669 تلة دفن)، حقل تلال مدافن عالي الغربي، حيث تضم في مجموعها 11 ألفاً و774 تلة دفن، والتلال الملكيّة من 1 إلى 17.
وكانت لجنة التراث العالمي، أدرجت الموقع على قائمة التراث العالمي بناء على معياريين من معايير الإدراج وهي المعيار الثالث الذي يشير إلى احتواء الموقع على شهادة فريدة واستثنائية لتقليد ثقافي وحضاري، والمعيار الرابع الذي يشير إلى كون الموقع يمثّل مثالاً بارزاً على نوعية من البناء توضح مرحلة هامة من تاريخ البشرية.
وتكمن أهمية موقع تلال مدافن دلمون في أنها تمثل شهادة على طريقة دفن فريدة من نوعها لحضارة دلمون المبكرة وهي فترة امتدت لحوالي 450 عاماً (من 2200 ق.م – 1750 ق.م).
وبما أن بقايا المستوطنات التي ظهرت على أرض مملكة البحرين شحيحة ومدفونة تحت طبقة سميكة من التربة، فإن تلال مدافن دلمون هي الدليل الأكثر وضوحاً على ثقافة دلمون المبكرة.
وإضافة إلى ذلك، مكّن الازدهار الاقتصادي المكتسب في ذلك الوقت سكان الجزيرة القدامى من تطوير تقاليد دفن أكثر تفصيلاً استوعبت كافة فئات المجتمع ومختلف أعمارهم وأجناسهم وطبقاتهم الاجتماعية، كما أنها توفر أدلة حاسمة على تطور النخب والطبقات الحاكمة.
وعلى الرغم من أن تلال مدافن دلمون قد تأثرت بفعل التعرية والنهب جزئياً في العصور القديمة، إلا أن عمارتها وتصميمها الداخلي بقي سليماً.
وتشير الأدلة الأثرية إلى أن المدافن لم تشيد في الأصل كتلال، وإنما كأبراج أسطوانية الشكل. بينما تم بناء التلال الملكية التي تتميز بحجمها الواضح وغرف دفن مفصلة كأبراج دفن من طابقين.
يذكر أن مملكة البحرين كانت شاركت في اجتماع لجنة التراث العالمي كعضو في اللجنة التي تتكون من 21 دولة، حيث كانت فازت بعضويتها خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، والذي عقد نهاية عام 2017م. وبناء على هذه العضوية، فإن البحرين ساهمت بفعالية في تقييم ملفات ترشيح المواقع لدخول لجنة التراث العالمي، والتي وصلت إلى 37 ملفاً، إضافة إلى تقديم الآراء الفنية والتقنية حول الملفات والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الدولية الضرورية لدخول القائمة.
{{ article.visit_count }}
وفي قاعة المدافن بمتحف البحرين الوطني حيث تستقر مقتنيات تختزل تاريخ وتقاليد حقبة هامة من حضارة دلمون، عقدت الهيئة مؤتمراً صحفياً الخميس بمناسبة إعلان موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمية لمنظمة اليونيسكو مطلع الشهر الجاري خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الثالث والأربعين في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحضور الشيخة مي بنت محمد، وعدد من الدبلوماسيين العرب والدوليين، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وانطلق المؤتمر الصحافي بعرض مقطع مصوّر يوثّق لحظات تسجيل موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي أثناء اجتماع لجنة التراث العالمي الثالث والأربعين.
وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "اليوم نحتفي بثالث موقع بحريني على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونيسكو، موقع تلال مدافن دلمون، الذي يكرّس كافة تفاصيله وتاريخه وامتداده الجغرافي ليستعيد ذاكرة حضارة أثرت المشهد التاريخي خلال حقبة إنسانية هامة".
وأضافت: "نهدي هذا المنجز البحريني الجديد إلى قيادتنا متمثّلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والذين يؤمنون بالثقافة ويراهنون على قدرتها على صناعة مستقبل أفضل لمملكة البحرين".
وأكدت على أهمية تسجيل موقع إضافي للبحرين على قائمة التراث العالمي، موضحة أن صناعة السياحة الثقافية تقوم على توفير تجربة ثقافية رائدة ومتميزة للزوّار عبر الاستثمار في المقومات الحضارية والتاريخية،
وأشارت الشيخة مي إلى أن موقع تلال مدافن دلمون سيساهم برفقة موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ في تعزيز البنية التحتية للسياحة الثقافية في المملكة، مؤكدة أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تعمل حالياً على إعداد أكثر من ملف يحكي فرادة واستثناء مواقع بحرينيّة، يمكنها أن تندرج ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو.
وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أن تسجيل موقع تلال مدافن دلمون يدعم حضور التراث الإنساني والحضاري للوطن العربي على المستوى الدولي.
وأشارت إلى أن جهود البحرين في تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي جاءت ضمن عملها المستمر والدائم من أجل تعزيز مكانة الإرث العربي في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو والذي يساهم بالحفاظ عليه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يتخّذ من البحرين مركزاً له منذ عام 2012.
وكانت لجنة التراث العالمي، أعلنت تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ليصبح بذلك ثالث مواقع البحرين على القائمة بعد موقع قلعة البحرين الذي أُدرج عام 2005م وموقع طريق اللؤلؤ في المحرّق والذي أُدرج على القائمة عام 2012.
من جانبه، استعرض مدير إدارة المتاحف والآثار بالهيئة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة تفاصيل موقع تلال مدافن دلمون، حيث أشار إلى أن الموقع يمتد من شمال البحرين وحتى جنوبها.
وقال إن مراحل تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي امتدت لحوالي عشر سنوات، موضحاً أن حكومة البحرين دعمت العمل على ملف التسجيل فيما تعاونت المؤسسات والهيئات الحكومية وأهالي المناطق المحيطة بتلال المدافن الدلمونية مع هيئة الثقافة لتحقيق هذا المنجز. وأضاف الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن الهيئة تُشرك كافة الأطراف المحلية والدولية في عملية صون وحماية الموقع، فهيئة الثقافة تتعاون مع بعثات دولية في هذا الشأن، كالبعثة الدنماركية والفرنسية وغيرها، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي، وخصوصاً سكّان المناطق المحيطة بتلال المدافن الدلمونية في عملية الصون والحفظ والإدارة.
وتناول الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة الأجزاء المكوّنة لموقع تلال مدافن دلمون التي تعد أكبر وأكثف حقول تلال مدافن في العالم، موضحاً أن الموقع يتكون من 21 جزءاً تمتد لأكثر من 20 كيلومتراً موزّعة على: حقل تلال مدينة حمد "بوري، كرزكان، دار كليب"، حقل تلال مدافن الجنبيّة، حقل تلال مدافن عالي الشرقي، الذي يحتوي على أكبر عدد من المدافن (4669 تلة دفن)، حقل تلال مدافن عالي الغربي، حيث تضم في مجموعها 11 ألفاً و774 تلة دفن، والتلال الملكيّة من 1 إلى 17.
وكانت لجنة التراث العالمي، أدرجت الموقع على قائمة التراث العالمي بناء على معياريين من معايير الإدراج وهي المعيار الثالث الذي يشير إلى احتواء الموقع على شهادة فريدة واستثنائية لتقليد ثقافي وحضاري، والمعيار الرابع الذي يشير إلى كون الموقع يمثّل مثالاً بارزاً على نوعية من البناء توضح مرحلة هامة من تاريخ البشرية.
وتكمن أهمية موقع تلال مدافن دلمون في أنها تمثل شهادة على طريقة دفن فريدة من نوعها لحضارة دلمون المبكرة وهي فترة امتدت لحوالي 450 عاماً (من 2200 ق.م – 1750 ق.م).
وبما أن بقايا المستوطنات التي ظهرت على أرض مملكة البحرين شحيحة ومدفونة تحت طبقة سميكة من التربة، فإن تلال مدافن دلمون هي الدليل الأكثر وضوحاً على ثقافة دلمون المبكرة.
وإضافة إلى ذلك، مكّن الازدهار الاقتصادي المكتسب في ذلك الوقت سكان الجزيرة القدامى من تطوير تقاليد دفن أكثر تفصيلاً استوعبت كافة فئات المجتمع ومختلف أعمارهم وأجناسهم وطبقاتهم الاجتماعية، كما أنها توفر أدلة حاسمة على تطور النخب والطبقات الحاكمة.
وعلى الرغم من أن تلال مدافن دلمون قد تأثرت بفعل التعرية والنهب جزئياً في العصور القديمة، إلا أن عمارتها وتصميمها الداخلي بقي سليماً.
وتشير الأدلة الأثرية إلى أن المدافن لم تشيد في الأصل كتلال، وإنما كأبراج أسطوانية الشكل. بينما تم بناء التلال الملكية التي تتميز بحجمها الواضح وغرف دفن مفصلة كأبراج دفن من طابقين.
يذكر أن مملكة البحرين كانت شاركت في اجتماع لجنة التراث العالمي كعضو في اللجنة التي تتكون من 21 دولة، حيث كانت فازت بعضويتها خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، والذي عقد نهاية عام 2017م. وبناء على هذه العضوية، فإن البحرين ساهمت بفعالية في تقييم ملفات ترشيح المواقع لدخول لجنة التراث العالمي، والتي وصلت إلى 37 ملفاً، إضافة إلى تقديم الآراء الفنية والتقنية حول الملفات والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الدولية الضرورية لدخول القائمة.