سماهر سيف اليزل
شكا عدد من متساكني كرزكان إهمال المرافق الخدمية، مطالبين برصف الشوارع وإنشاء مدارس وحديقة تكون متنفساً لأهالي قرية، تعتبر من أكبر قرى المنطقة الغربية من ناحية المساحة والتعداد السكاني، حيث تتألف من أربعة مجمعات 1027، 1026، 1025، 1028، على مساحة 3,56 كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 7 آلاف نسمة.
ولمتساكني القرية مطالب وشكاوى رفعت عدة مرات للجهات المعنية والأعضاء البلديين ، ولكن لم تواجه بأي حراك فعلي أو نتيجة، ورغم كل "التطنيش" - حسب وصفهم - ما زال المواطنون صابرين، يحدوهم أمل أن يروا رغباتهم تتحقق.
"شوارعنا حفر وتراب"
تقول فاطمة صالح القاطنة في قرية كرزكان إن طرقات الشوارع باتت حفر وتراب، حتى أن تضرر السيارات والمواطنين بات يصدح في كل مكان، دون وجود أذان صاغية من الجهات المختصة لإعادة رصف الشوارع.
وأضافت أن القرية تخلو من الحدائق لترفيه الأطفال والأهالي، وقد لجأ الأهالي لعمل حدائق بأنفسهم للأطفال ليلهوا بعيداً عن الطرقات والحوادث التي لا تخلو منها كل المناطق.
وذكرت أن ساحل القرية يعاني من شح في الخدمات الترفيهية، وهو بحاجة إلى إنشاء ألعاب وملعب للأطفال، مؤكدة أن السوق اليومية التي تقام يوم السبت في حاجة إلى تنظيم، ففي نهاية اليوم الشارع يكون مليئا بالأوساخ دون وجود رادع يمنعهم من المخالفة وتنظيف أماكنهم بعد الانتهاء من عملهم.
"ساحل بلا خدمات"
ومن جانبه، يؤكد أحمد ملا حسن أحد مواطني القرية أن ما تبقى من الساحل بعد تولي الثروة السمكية مسؤوليته معدوم من الخدمات، وأن ما به من خدمات قام بها مواطنو المنطقة والبحارة المستفيدين من الساحل، وتتمثل في حمامين وغرفة صغيرة بعد أخذ الإذن من الجهة المختصة ومساهمتهم بمبلغ رمزي .
ويضيف أحمد حسن قائلا: "قمنا بوضع بعض الألعاب البسيطة بمجهودات شخصية لتسلية الأبناء ، ورغم تواصلنا مع الأعضاء البلديين الذين قدموا بدورهم المخططات و الدراسات وتم التواصل مع الثروة السمكية كذلك الذين قاموا بزيارات عديدة، ووعدوا بأن يقوموا بتخصيص ميزانية، ولكن حجر الأساس الذي وضع في 2011 لم يحرك ساكنا.
وتابع أحمد حسن أن قرية كرزكان ليس بها حديقة عامة ، وليس هناك مركز لكبار السن ، والمركز الثقافي الذي بالمنطقة به أنشطة محدودة ، ورغم كثرة المتقاعدين وازديادهم إلا انه ليس هناك مكان ليمارسوا فيه هواياتهم ويقضوا أوقات فراغهم" .
شبكات صرف صحي
نائب رئيس مركز كرزكان الثقافي والرياضي محمد أبو حسن يتحدث عن واقع المنطقة قائلا : "احتياجات المنطقة كثيرة ، منها عدم وجود مكتبة عامة للمنطقة الغربية ككل ، وليس هناك مركز اجتماعي قريب للقرية ، وليس هناك مدرسة إعدادية للبنات، كما أن المركز الصحي بالمنطقة "مركز الكويت " لا يغطي ولا يستوعب مجموع المرضى، لافتا أن كل هذه احتياجات رئيسية لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها ، وهناك عدد من الطرق التي تحتاج لتعبيد من جديد لان الحفريات التي حدثت بالمنطقة أدت إلى تهالكها واندثارها ، ذلك بالإضافة إلى شبكات الصرف الصحي التي تظل متدفقة وفائضة في بعض مناطق القرية مما ينشر الروائح ويؤدي إلى تكاثر الحشرات و القوارض، ومع تواجدي مع أبناء القرية فهذه هي أكبر معاناتهم ومطالبهم ورغم تأملنا وتقديمنا لهذه المطالب لوزارة التربية والجهات المختصة ما زالت لا تقوم بالمطلوب .
برنامج لتطوير المنطقة
رئيس مركز كرزكان الثقافي و الرياضي منصور الفردان يضع يده على الجرح تماما، ويوصف واقع المنطقة قائلا: "لدينا برنامج متكامل فيما يخص الطلبات، وسبق أن قدمناه للمسؤولين و الجهات الخدمية المختصة في لقاءات عدة، وأولها حاجات ساحل كرزكان للتطوير واستكمال المشروع المتوقف منذ 8 سنوات.
ويضيف الفردان قائلا أن ساحل كرزكان يعتبر المتنفس الأول لأهالي القرية، وهو مصدر رزقهم، وفضاؤهم الترفيهي والاجتماعي، حيث يقوم بدور مهم في استقطاب المتقاعدين المتمكنين، إذ لدى الكثير منهم القدرة على إجراء التمارين الرياضية، ولكن ليس هناك دعم من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية"، موضحا "أن المركز ليس به مبنى إداري متكامل أو ملاعب ليتمكن من خلالها النادي من القيام بدورة تجاه فئات الشباب".
ويذكر الفردان أن "هناك مشاريع إسكانية بجوار القرية لم يحظ أهالي القرية ولا حتى بجزء صغير منها ، رغم أن الطلبات فاقت 17 سنة ، بالإضافة إلى معضلة مركز الكويت الصحي الذي يخدم ما يزيد عن 70 ألف نسمة، وهو يحتاج تطويرا وتوسعة وزيادة في عدد الموظفين والأطباء، لأنه لا يخدم القرية فقط بل المنطقة ككل وهو من أهم الخطوط العريضة، ومازلنا لم نرى اي تطبيق عملي لكل هذه الأمور ".
ويؤكد الفردان حديثه: "أن مدرسة كرزكان الابتدائية ظلت دون تطوير ما يقارب 60 سنة أي منذ تأسيسها ، لذلك فهي بحاجة لتطوير بنيتها التحتية وترميم صفوفها وإيجاد صالة رياضية بها ، وليس هناك مدرسة ابتدائية ولا إعدادية ولا ثانوية للبنات ونحن أمام تطور وتقدم دولي ، وهي أمور كانت يجب أن تتوفر منذ الألفية الماضية".
عائق الميزانية
ومن جهتها علقت العضو البلدي زينب الدرازي على هذه المطالب بقولها: "إن المساحات متوفرة ، لكن العائق الأول يتعلق بالميزانيات، و أن الساحل بات تابعا للثروة السمكية، ولذلك لا يمكن للمجلس البلدي القيام بأي حراك، ولكن مخططات الساحل جاهزة وقيد التنفيذ، وكانت أكثر الطلبات التي وصلتني من أهالي منطقة كرزكان تختص بإعادة رصف الطرق وإيجاد حل لمشكلة الحاويات، وفيما يخص الخطط والمشاريع المستقبلية فستكون عامة وشاملة لكل المناطق" .
------------
تقع قرية كرزكان في الجزء الغربي من خريطة البحرين، ويحدها شمالا قرية دمستان، وجنوبا قرية المالكية، وشرقا مدينة حمد، وغربا المزارع والبحر و تتألف من أربعة مجمعات 1027، 1026، 1025، 1028، وتشكل مساحتها 3,56 كيلومترات مربعة يقطنها نحو 7 آلاف نسمة وهو عدد ليس بقليل .
وتعتبر " كرزكان" من أكبر قرى المنطقة الغربية من ناحية المساحة والتعداد السكاني ، امتازت بعيونها وآبارها التي تسقي بساتينها ونخيلها وأراضيها الزراعية، كما ويتركز فيها عدة بساتين تمتاز بالطبيعة الخلابة ، وبالرغم من كون المنطقة مهمة ومكتظة إلا أنها تعاني من الإهمال وقلة المرافق الخدمية من مراكز صحية وخدمية ودور رعاية أو حتى متنفس لأهاليها.