سماهر سيف اليزل
أكد الطبيب العام وأخصائي الصحة المهنية سابقاً د. محمد عبداللطيف حاجة البحرين لزيادة الوعي الصحي الدوائي، مبيناً أن الحكومة تصرف مبالغ كبيرة على الحالات المزمنة.
وأشار عبداللطيف في لقاء مع "الوطن"، إلى أن التركيز على الصحة الأولية والتوعية الصحية بسلوك النمط الصحي يجنب الإصابة بالكثير من الأمراض ويقلل من التكاليف الزائدة.
وبين أن أغلب الأدوية يمنع صرفها دون وصفات لأن الطبيب وحده هو الملم بتراكيبها، لافتاً إلى أن الطب المكمل موجود ولكنه ليس طباً بديلاً يمكن أن يغني عن العلاج الكلاسيكي.
وقال عبداللطيف إن قيمة الأدوية تتراوح بين دينار وصولاً لـ 1000 دينار، مؤكداً وجود أدوية باهظة الثمن، كأدوية علاج التليف الكبدي والتصلب اللويحي، إلى جانب أدوية مرض الصدفية التي قد تصل تكاليفها من 450 وحتى 500 دينار.
ولفت عبداللطيف، إلى أن هناك أمراضاً المسبب الرئيس لها يكون عدوى فيروسية تأخذ عدة أيام ويقوم الجسم بمقاومتها من خلال المناعة، حيث تعتمد المناعة على سلوك الإنسان الصحي وغذائه، وهو ما يحدد قدرة أجسامهم على محاربة المرض، فقابلية الجسم لشفاء نفسه بنفسه موجودة.
تفاصيل التعامل مع الدواء كانت محط نقاش مع د عبد اللطيف، والذي تكمن سيرته الذاتية في أنه طبيب متقاعد من العمل في شركة بيتر وكيماويات، يعمل في عيادته لأكثر من 20 عاماً، يمارس الطب ومحب لخدمة المجتمع بتقديم المحاضرات التوعوية والتثقيفية، فإلى تفاصيل الحوار..
ما هي محاذير التعامل مع الدواء؟
تركيبات الأدوية تدخل بها المواد الكيميائية وهو أمر مؤثر على صحة الشخص حال أخذها بطرق خاطئة ودون وصفات من الطبيب المختص، وهناك بعض الأدوية التي يمكن صرفها من الصيدليات كالمسكنات وبعض المراهم وقطر العين أو الأذن، إلا أن أغلب الأدوية يمنع صرفها دون وصفات لأن الطبيب وحده هو الملم بمفعول هذه الأدوية واحتياجاتها وطرق أخذها وتأثيراتها على الجسم.
ويوجد في البحرين بعض الحالات ممن يأخذون الأدوية دون وعي بمضاعفتها فمنها ما يؤثر على ضغط العين وتأثر على الأذن، وشراء الأدوية دون وصفات هو خطأ كبير جداً لذلك يجب على كل الصيدليات تنفيذ تعليمات وزارة الصحة والالتزام بعدم صرف أي دواء دون وصفة.
ماذا عن ضرر اختلاف توقيت الأدوية وما أثره على الإنسان؟
هناك أدوية تؤخذ قبل الأكل والبعض الآخر بعد الأكل، وأخرى تؤخذ كل 8 أو 6 ساعات وهذه التفرقة في التوقيت تتم بحسب نوعية الدواء وقوة تأثيره على الجسم فهناك أدوية يكون امتصاص الجسم لها يكون أفضل على معدة خاوية، منها أدوية المعدة وحقن الأنسولين.
أما الأدوية التي تأخذ بعد الأكل، فهناك حكمة من ذلك وهو أن أغلب هذه الأدوية قد تؤثر على المعدة في حال تناولها دون طعام كما إن مفعولها قد يقل ولا يستفيد منها الجسم بالشكل الصحيح، والأدوية التي تحدد بعدد الساعات فذلك يكون بسبب أن مدة مفعول محددة بهذه الساعات، وعلى الطبيب شرح هذه الأمور للمريض وتحديد مواعيد كل دواء، حيث إن تغيير مواعيد اخذ الدواء قد يكون له تأثير سلبي أو غير مفيد.
الأمراض المزمنة تعتمد على الدواء لضبط الحالة، فكيف يتم التعامل معها؟
الأمراض المزمنة - وهي أمراض الدورة الدموية - مثل القلب وارتفاع ضغط الدم، مرض السكري وأمراض المفاصل، إلى جانب ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، هي أمراض عصرية تتواكب مع كثرة الأكل وقلة الحركة والرياضة، وعلاجات هذه الأمراض يكلف الدولة حيث تصرف مبالغ كبيرة على الحالات المزمنة قد يأخذ من ميزانية وزارة الصحة عن ما يقل 50%، ولذلك يجب التركيز على الصحة الأولوية والتوعية الصحية للسلوك النمط الصحي تجنباً للأمراض والتكاليف الزائدة.
كيف يتم التعامل مع الزائد من الأدوية، وخاصة عند بيع الأدوية أكثر من الحاجة؟
لدينا مشكلة في موضوع صرف الأدوية والحالة المرضية، فهناك حالات تستدعي استخدام خمس حبات فقط لمدة خمسة أيام، في وزارة الصحة يصرف الدواء حسب المدة المحددة من الطبيب، ولكن في الصيدليات الخارجية التي تصرف الدواء بكمية كاملة على عكس الدول الثانية التي تصرف الدواء بالكمية المطلوبة من الطبيب فقط، لذلك نحن بحاجة لوعي صحي فيما يخص الصيدليات، وهذا الأمر يشكل تكلفة على المريض.
كيف ترى سلوكيات الناس في الحفاظ على الأدوية بين حبوب وشراب وأبر وقطرات؟
كل دواء يكتب عليه طريقة حفظه، وأغلب الأدوية تحفظ في درجة حرارة لا تقل عن 25 % مما يمكن حفظها في الغرف المكيفة. ولكن هناك أدوية لابد أن تحفظ في درجات حرارة منخفضة لذلك يجب أن توضع داخل الثلاجات، وهناك أدوية يجب أن تحفظ بعيداً عن الضوء، وعلى المريض أن يقرأ هذه الإرشادات وأن يكون هناك وعي كافٍ لحفظ الأدوية ومدتها، فمن الخطأ استخدام الأدوية دون معرفة مدة صلاحيتها.
فكثير من الناس غافلون عن أن قطرات العين والأذن تنتهي صلاحيتها بعد شهر من فتحها، وكذلك أدوية السعال مدتها ستة شهور فقط، ويقومون بحفظ الأدوية لفترات طويلة ويعيدون استخدامها.
ما قصة الأدوية الأصلية والأدوية التقليد؟
هناك أدوية غالية مثل أدوية علاج التليف الكبدي والتصلب اللويحي، وهناك أدوية لمرض الصدفية قد تكلف من 450 إلى 500 دينار، ولكن يظل الاختلاف في الشركات المصنعة للدواء، والطبيب بحكم خبرته يكتب الدواء الذي يضمن أنه سيؤتي المفعول المطلوب للعلاج، وبعد تسعير الأدوية حدث انخفاض ملحوظ في الأسعار مما يساعد على ضبط العملية وحصول المريض على العلاجات المعقولة.
ما رأيك بالأدوية العشبية والعودة للطب البديل؟
الطب الشعبي ليس له أصول علمية بل هو يأتي بالخبرة والتجربة، وهناك بعض الدول لديها مجلس الدواء والغذاء يقومون بمراقبة الأدوية ويصدقون على ما تم تجربته وثبتت إفادته على المرضى، وعلى هذا الأساس يتم استخدامها.
أما أدوية الأعشاب فهناك مدرستان وهما الكلاسيكية "المعترف بها"، ومدرسة طب الأعشاب التي تعتمد على علاج الداء بالداء، ونحن كأطباء نسميه الطب المكمل وليس الطب البديل الذي يقوم بإكمال العلاج الكلاسيكي.
هل الجسم قادر على شفاء نفسه بنفسه؟
بالطبع، فهناك أمراض المسبب الرئيس لها يكون عدوى فيروسية تأخذ عدة أيام ويقوم الجسم بمقومتها من خلال المناعة، وتعتمد المناعة على سلوك الإنسان الصحي وغذائه، وهو ما يحدد قدرة أجسامهم على محاربة المرض، فقابلية الجسم لشفاء نفسه بنفسه موجودة.
{{ article.visit_count }}
أكد الطبيب العام وأخصائي الصحة المهنية سابقاً د. محمد عبداللطيف حاجة البحرين لزيادة الوعي الصحي الدوائي، مبيناً أن الحكومة تصرف مبالغ كبيرة على الحالات المزمنة.
وأشار عبداللطيف في لقاء مع "الوطن"، إلى أن التركيز على الصحة الأولية والتوعية الصحية بسلوك النمط الصحي يجنب الإصابة بالكثير من الأمراض ويقلل من التكاليف الزائدة.
وبين أن أغلب الأدوية يمنع صرفها دون وصفات لأن الطبيب وحده هو الملم بتراكيبها، لافتاً إلى أن الطب المكمل موجود ولكنه ليس طباً بديلاً يمكن أن يغني عن العلاج الكلاسيكي.
وقال عبداللطيف إن قيمة الأدوية تتراوح بين دينار وصولاً لـ 1000 دينار، مؤكداً وجود أدوية باهظة الثمن، كأدوية علاج التليف الكبدي والتصلب اللويحي، إلى جانب أدوية مرض الصدفية التي قد تصل تكاليفها من 450 وحتى 500 دينار.
ولفت عبداللطيف، إلى أن هناك أمراضاً المسبب الرئيس لها يكون عدوى فيروسية تأخذ عدة أيام ويقوم الجسم بمقاومتها من خلال المناعة، حيث تعتمد المناعة على سلوك الإنسان الصحي وغذائه، وهو ما يحدد قدرة أجسامهم على محاربة المرض، فقابلية الجسم لشفاء نفسه بنفسه موجودة.
تفاصيل التعامل مع الدواء كانت محط نقاش مع د عبد اللطيف، والذي تكمن سيرته الذاتية في أنه طبيب متقاعد من العمل في شركة بيتر وكيماويات، يعمل في عيادته لأكثر من 20 عاماً، يمارس الطب ومحب لخدمة المجتمع بتقديم المحاضرات التوعوية والتثقيفية، فإلى تفاصيل الحوار..
ما هي محاذير التعامل مع الدواء؟
تركيبات الأدوية تدخل بها المواد الكيميائية وهو أمر مؤثر على صحة الشخص حال أخذها بطرق خاطئة ودون وصفات من الطبيب المختص، وهناك بعض الأدوية التي يمكن صرفها من الصيدليات كالمسكنات وبعض المراهم وقطر العين أو الأذن، إلا أن أغلب الأدوية يمنع صرفها دون وصفات لأن الطبيب وحده هو الملم بمفعول هذه الأدوية واحتياجاتها وطرق أخذها وتأثيراتها على الجسم.
ويوجد في البحرين بعض الحالات ممن يأخذون الأدوية دون وعي بمضاعفتها فمنها ما يؤثر على ضغط العين وتأثر على الأذن، وشراء الأدوية دون وصفات هو خطأ كبير جداً لذلك يجب على كل الصيدليات تنفيذ تعليمات وزارة الصحة والالتزام بعدم صرف أي دواء دون وصفة.
ماذا عن ضرر اختلاف توقيت الأدوية وما أثره على الإنسان؟
هناك أدوية تؤخذ قبل الأكل والبعض الآخر بعد الأكل، وأخرى تؤخذ كل 8 أو 6 ساعات وهذه التفرقة في التوقيت تتم بحسب نوعية الدواء وقوة تأثيره على الجسم فهناك أدوية يكون امتصاص الجسم لها يكون أفضل على معدة خاوية، منها أدوية المعدة وحقن الأنسولين.
أما الأدوية التي تأخذ بعد الأكل، فهناك حكمة من ذلك وهو أن أغلب هذه الأدوية قد تؤثر على المعدة في حال تناولها دون طعام كما إن مفعولها قد يقل ولا يستفيد منها الجسم بالشكل الصحيح، والأدوية التي تحدد بعدد الساعات فذلك يكون بسبب أن مدة مفعول محددة بهذه الساعات، وعلى الطبيب شرح هذه الأمور للمريض وتحديد مواعيد كل دواء، حيث إن تغيير مواعيد اخذ الدواء قد يكون له تأثير سلبي أو غير مفيد.
الأمراض المزمنة تعتمد على الدواء لضبط الحالة، فكيف يتم التعامل معها؟
الأمراض المزمنة - وهي أمراض الدورة الدموية - مثل القلب وارتفاع ضغط الدم، مرض السكري وأمراض المفاصل، إلى جانب ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، هي أمراض عصرية تتواكب مع كثرة الأكل وقلة الحركة والرياضة، وعلاجات هذه الأمراض يكلف الدولة حيث تصرف مبالغ كبيرة على الحالات المزمنة قد يأخذ من ميزانية وزارة الصحة عن ما يقل 50%، ولذلك يجب التركيز على الصحة الأولوية والتوعية الصحية للسلوك النمط الصحي تجنباً للأمراض والتكاليف الزائدة.
كيف يتم التعامل مع الزائد من الأدوية، وخاصة عند بيع الأدوية أكثر من الحاجة؟
لدينا مشكلة في موضوع صرف الأدوية والحالة المرضية، فهناك حالات تستدعي استخدام خمس حبات فقط لمدة خمسة أيام، في وزارة الصحة يصرف الدواء حسب المدة المحددة من الطبيب، ولكن في الصيدليات الخارجية التي تصرف الدواء بكمية كاملة على عكس الدول الثانية التي تصرف الدواء بالكمية المطلوبة من الطبيب فقط، لذلك نحن بحاجة لوعي صحي فيما يخص الصيدليات، وهذا الأمر يشكل تكلفة على المريض.
كيف ترى سلوكيات الناس في الحفاظ على الأدوية بين حبوب وشراب وأبر وقطرات؟
كل دواء يكتب عليه طريقة حفظه، وأغلب الأدوية تحفظ في درجة حرارة لا تقل عن 25 % مما يمكن حفظها في الغرف المكيفة. ولكن هناك أدوية لابد أن تحفظ في درجات حرارة منخفضة لذلك يجب أن توضع داخل الثلاجات، وهناك أدوية يجب أن تحفظ بعيداً عن الضوء، وعلى المريض أن يقرأ هذه الإرشادات وأن يكون هناك وعي كافٍ لحفظ الأدوية ومدتها، فمن الخطأ استخدام الأدوية دون معرفة مدة صلاحيتها.
فكثير من الناس غافلون عن أن قطرات العين والأذن تنتهي صلاحيتها بعد شهر من فتحها، وكذلك أدوية السعال مدتها ستة شهور فقط، ويقومون بحفظ الأدوية لفترات طويلة ويعيدون استخدامها.
ما قصة الأدوية الأصلية والأدوية التقليد؟
هناك أدوية غالية مثل أدوية علاج التليف الكبدي والتصلب اللويحي، وهناك أدوية لمرض الصدفية قد تكلف من 450 إلى 500 دينار، ولكن يظل الاختلاف في الشركات المصنعة للدواء، والطبيب بحكم خبرته يكتب الدواء الذي يضمن أنه سيؤتي المفعول المطلوب للعلاج، وبعد تسعير الأدوية حدث انخفاض ملحوظ في الأسعار مما يساعد على ضبط العملية وحصول المريض على العلاجات المعقولة.
ما رأيك بالأدوية العشبية والعودة للطب البديل؟
الطب الشعبي ليس له أصول علمية بل هو يأتي بالخبرة والتجربة، وهناك بعض الدول لديها مجلس الدواء والغذاء يقومون بمراقبة الأدوية ويصدقون على ما تم تجربته وثبتت إفادته على المرضى، وعلى هذا الأساس يتم استخدامها.
أما أدوية الأعشاب فهناك مدرستان وهما الكلاسيكية "المعترف بها"، ومدرسة طب الأعشاب التي تعتمد على علاج الداء بالداء، ونحن كأطباء نسميه الطب المكمل وليس الطب البديل الذي يقوم بإكمال العلاج الكلاسيكي.
هل الجسم قادر على شفاء نفسه بنفسه؟
بالطبع، فهناك أمراض المسبب الرئيس لها يكون عدوى فيروسية تأخذ عدة أيام ويقوم الجسم بمقومتها من خلال المناعة، وتعتمد المناعة على سلوك الإنسان الصحي وغذائه، وهو ما يحدد قدرة أجسامهم على محاربة المرض، فقابلية الجسم لشفاء نفسه بنفسه موجودة.