أكدت أرامل مستفيدات من مشروع الحاضنات الزراعية بهورة عالي، أن المشروع أنساهن هم الفقد، وأصبح مصدر دخل لهن، مشيرات إلى أن المشروع فتح لهن أبواباً كثيرة.وقالوا في لقاء لـ"الوطن"، إن تخصيص ذلك المشروع، فتح آفاقاً كثيرة، واستطاع أن يحولهن إلى منتجات، مساهمات في الأمن الغذائي لمملكة البحرين.من جانبه، قالت اختصاصي أول مشرفة برنامج التدريب الزراعي للأمهات، دانة الخاجة، إن فكرة المشروع بدأت باتفاقية تعاون بين وكالة الزراعة والشؤون البحرية، والمؤسسة الخيرية الملكية، على تخصيص أراضٍ زراعية في الحاضنات الزراعية في هورة عالي، مهمتهم زراعتها بصورة كاملة بحيث يكون ريع المحاصيل والمنتجات مردود للأرامل بالبرنامج.
وأكدت أن نحو 25 أرملة سجلن بالبرنامج، بعدها تم نظيم مقابلات شخصية لكل أرملة لمعرفة مدى تقبلها للبرنامج حسب معايير خاصة، فيما تم اختيار 11 أرملة، لافتة إلى أن الدفعة الثانية بدأت من 9 سبتمبر حتى مايو الماضي الدفعة الأولى ، حيث إن البرنامج التدريبي بخلاف الجانب النظري يركز على زراعة الفراولة والفلفل الأخضر والخيار والباذنجان.وأضافت، "تم التعاون مع شركتين لبيع وترويج المنتجات، فيما العمل ينقسم بين يوم نظري وآخر عملي للعناية بالمزروعات والحصاد، لأن فكرة المشروع نمت من حب الأرامل للزراعة وقربهن منها، وبالفعل لوحظ تغير نفسية العديد من النساء وارتياحهن من البرنامج"، مؤكدة القدرة على زراعة المحاصيل في المنازل وأن هناك خطوات لتبني مشاريعهن والأراضي الزراعية الخاصة بهن بالتعاون مع تمكين".
أما سلوى الجوعان، وهي الأم الحاصلة على جائزة الأم المثالية، فقالت "الزراعة شيء أساسي في حياتي، وكنت أمارسها في مساحات محدودة بالمنزل، زرعت الطماطم والفلفل البارد، ولم يمكن باستطاعتي زراعة جميع المحاصيل التي أحلم بزراعتها، حيث إن لدي شغفاً وحباً لهذه المهنة، وشعرت بسعادة مفرطة عند قبولي في البرنامج، فهي فرصة للتعرف على الزراعة بالطريقة الصحيحة والعملية، خاصة مع تخصيص أراضٍ للزراعة في الحاضنات في هورة عالي، فالزراعة عوضتني عن ألم الفقد وتعتبر مصدر دخل وحرفة، وهي شيء قريب من النفس إذا كانت الأماكن ممتلئة بالأوراق الخضراء".أما ميمونة عيسى، فقالت، "نطمح لنكن رائدات أعمال في مجال الزراعة، نحتاج للمادة والدعم ونتمنى الدعم من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، لإظهار مكنونات السيدات البحرينيات، حيث إن تجربة "الهايدولولك" فتحت المجال أمامي للزراعة في مجالات أوسع، وأتمنى زراعة جميع المحاصيل وتوفير الأمن الغذائي".من جانبها، قالت رملة مفتاح، إنها تمنت أن يتم إدراج اسمها للقدوم كحضور فقط، ولكنها فوجئت بأنها ضمن الأرامل المختارة.وأضافت، "الأرملة تتعلق بأي حبل، وأتمنى أن تتوثق حبالي بالمؤسسة الخيرية الملكية وتزداد متانة ولا تنقطع، من خلال دعمها المستمر للأرامل".وتابعت، "الزراعة مثل الطفل، مجرد بذرة نهتم بها من المطر والغبار والهواء، ونسعى لحصادها قريباً، وأنا عشت في الدولاب وزرعنا مع أهلنا وشاهدنا الزرع يكبر ويثمر، لذلك علاقتي بالزراعة قوية، فالزرع كالبحر يحمل همومنا والوقت يمر سريعاً"، مطالبة ببرنامج متكامل لزراعة جميع النباتات منها الورود.
تدريب المنتسباتوفي في إطار تعزيز الشراكة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، نفذت المؤسسة الخيرية الملكية مشروعاً يهدف إلى دمج منتسباتها في سوق العمل الإنتاجي، من خلال إنشاء مشروعات صغيرة ذات عائد اقتصادي مرتفع ومستدام، حيث ينفذ البرنامج داخل الحاضنات الزراعية بهورة عالي، ويتسع لحوالي 10 متدربات في الدورة الواحدة التي تمتد لموسم زراعي كامل يمتد لـ 9 أشهر، يخضع خلالها المتدرب بعد تلقيه المعلومات الأساسية النظرية إلى مرحلة التطبيق والممارسة العملية الإنتاجية داخل المحميات.ورشحت المؤسسة الخيرية الملكية مجموعة من منتسبيها للالتحاق بالبرنامج التنفيذي لتدريبهن وتأهيلهن على الإدارة والإنتاج من البيوت المحمية، وبدورها تقوم وكالة الزراعة والثروة البحرية بتصنيف المتقدمات بواقع عشر متدربات في الدورة الواحدة.
وتمارس المتدربات الجانب العملي لإنتاج المحاصيل والبيوت المحمية الشائعة مثل الطماطم والخيار والفلفل الحلو، بدءاً من الشتل مروراً بالحصاد حتى نهاية الموسم.
ويتكون البرنامج من عدة مراحل، منها كيفية تركيب البيوت المحمية وتثبيت الغطاء البلاستيكي للبيت المحمي وشبك التظليل وإنشاء قنوات النمو لزراعة النباتات، وكيفية تجهيز بيئة الزراعة وزراعة الشتلات، وتربية النباتات بالخيوط وتقليمها، وطرق المحافظة على الثمار أثناء وبعد الحصار كالجمع والفرز والتغليف.
ويتلقى المتدرب عائداً مادياً من ما يتم بيعه من إنتاج المحمية التي يتدرب فيها لتحفيزه على العناية ومعايشة الواقع الإنتاجي للمحميات، كما يمكنه ذلك من شراء مستلزمات الإنتاج (بذور- أسمدة)، ويتم تسويق المنتجات من خلال عبوات ذات شعار مميز خاص بالمتدربات في المؤسسة للفنادق والمتاجر الكبرى مع الإعلان المناسب لتشجيع الجمهور على دعمهم بشراء تلك المنتجات، وإمكانية المشاركة بالمنتج في سوق المزارعين البحرينيين.وتلعب وكالة الزراعة والثروة البحرية دوراً مهماً بتوفير الأراضي اللازمة لإنشاء المحميات وتوزيعها على المتدربات بعد اجتيازهن فترة التدريب في حال قيام إحدى الجهات المانحة أو الداعمة بتقديم كلفة إنشاء المحميات لدعم الفكرة، مع إعطاء شهادة تفيد بأن المتدربة يمكنها إدارة محميتها الزراعية.
وتقوم الوكالة بتوفير المياه والكهرباء للبيوت المحمية الجديدة، وكذلك الأسمدة اللازمة للزراعة ستقدم الدعم المناسب لتشغيل البيوت المحمية الجديدة، وإمداد المتدربات بالدعم الفني والإرشادي المستمر.الجدوى الاقتصادية لإنتاج محمية زراعيةوخلصت الدراسة الخاصة بالجدوى الاقتصادية، إلى أن المحمية تكون على مساحة 612 متراً مربعاً لإنتاج محاصيل ثمرية، بكلفة 16 ألف دينار لعمر افتراضي 10 سنوات، وأسمدة كيماوية لعمل محلول مغذي بكلفة 1035 ديناراً بمعدل 115 شهرياً على مدى 8 أشهر، في حين المياه العذبة للري والكهرباء ستقدم من قبل وكالة الزراعة، وبيئات الزراعة من بيت موس وببرليت، وحصى تكلفته 170 ديناراً لعدة مواسم زراعية، أما بالنسبة لتكلفة البذور تبلغ 205 دنانير لـ 2000 بذرة لكل من الخيار والطماطم والفلفل الحلو.
وتشير الدراسة إلى أن هذه المحاصيل تبدأ بالإثمار بعد حوالي شهرين إلى 3 أشهر بعد الشتل وبشكل أسبوعي، بمتوسط إجمالي 18 طن ثمار على خلال موسم الإنتاج من نوفمبر حتى مايو، بمتوسط سعر 500 فلس لكجم وهو ما يتراوح قيمته السوقية 9000 دينار بحريني.وتبلغ تكلفة البنية الأساسية للبيت المحمي 1600 دينار والتكلفة التشغيلية 1305 دنانير، مع إجمالي العائد 9000 دينار، فعليه يكون صافي الربح خلال موسم الإنتاج الواحد (7-9) أشهر 7695 ديناراً.