أجمع سياسيون وإعلاميون عرب على ضرورة مواجهة الحملات الإعلامية القطرية - الإيرانية المشبوهة التي تستهدف مملكة البحرين، والهادفة إلى نشر الإرهاب والتطرف والمس بالأمن والسلم والاجتماعي، سعياً إلى تحقيق أجندات سياسية أكبر تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار العربي بشكل عام.وأكدوا لـ"بنا"، على ما حققته البحرين من إنجازات كبيرة وقفزات نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحماية وحفظ أمن المواطن وحقوقه وحرياته، وهو ما يشكل إنجازات حقيقية قادها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، داعين إلى مواجهة كل هذه الحملات المغرضة بما يحقق أمن واستقرار المملكة.الشهري: قطر وإيران شريكان بالمشروع التوسعي التخريبيوقال المحلل السياسي السعودي، د.أحمد بن حسن الشهري، إنه ومنذ أن جثم نظام الملالي على الحكم في إيران عام 1979، وقام بثورته الفاسدة التي وضعت في دستورها تصدير الإرهاب وزعزعة أمن المنطقة، أصبح الوطن العربي يعاني من اختلالات أمنية نتيجة هذه التدخلات الممنهجة في شؤون المنطقة الداخلية، إلى جانب العمل على استنبات ودعم خلايا إرهابية على أساس عقدي ومذهبي فارسي يسعى للخروج على الدولة وحمل السلاح.وأضاف الشهري أن هذا ما حدث بالفعل في العديد من الدول العربية مثل؛ العراق والسعودية والبحرين وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، وبالتالي يتضح أن منهج نظام الملالي يقوم على التوسع والتمدد للخارج لتحقيق اجندات سياسية تخريبية في الوطن العربي.وعن شركاء النظام الإيراني في المنطقة، أوضح أن النظام الإيراني وسعياً لتحقيق اهدافه السياسية والمذهبية والطائفية، قام عن طريق شركائها في المشروع التوسعي التخريبي، وهو نظام الحمدين، وما يتبع هذا النظام من أجهزة وقنوات إعلامية، عملت على مدى سنوات سابقة بأجندة سياسية لشق الصف العربي وإثارة النعرات الطائفية المذهبية بين أفراد الشعوب العربية، لإحداث مزيد من التشرذم والتشتت، إضافة إلى عشرات المنابر والمراكز البحثية، والتي تعمل ضمن الأجندات القطرية، وتحاول تفتيت المجتمعات العربية، عن طريق التركيز على إثارة النعرات الطائفية والعنصرية، ومحاولة استهداف الأمن القومي والمجتمعي برسائل إعلامية مشوهة وادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.وبشأن تبادل الأدوار الإعلامية بين النظامين الإيراني والقطري، والشراكة القائمة لاستهداف مملكة البحرين والنيل مما تحقق من إنجازات، أوضح الدكتور الشهري إلى أن نظامي قطر وإيران يهدفان إلى زعزعة الأمن في البحرين وبذلك أقصى جهد لاقتلاعها من حضنها الخليجي العربي وضمها إلى محور الشر الإيراني - القطري.وأشار إلى محاولاتهم المستمرة من خلال تبادل الأدوار بأدواتهم الإعلامية المختلف التغرير بمن تخلوا عن وطنيتهم وعروبتهم واستبدلوها بعصبيات طائفية وعنصرية بغيضة، حاول النظام الإيراني الترويج لها، وغلبوا مع الاسف مصلحة الخارج على مصلحة الوطن.وأكد الشهري، أن مملكة البحرين استطاعت الوقوف بحزم، وبمختلف مستوياتها السياسية والفكرية والإعلامية مجابهة هذا الحملة الشرسة والمضللة، بدعم ومساندة من شعب البحرين الذي التف حول قيادته وأحبط هذا التدخل السافر في شؤون المملكة الداخلية، إضافة إلى المواقف المشرفة والداعمة من دول الجوار البحريني مثل السعودية وبقية شقيقاتها الامارات والكويت، والتي وقفت مع البحرين بكل إمكانياتها لدحر كل مهددات أمنه وسلامته، حيث كان درع الجزيرة بالمرصاد لقوى الشر والتخريب.فهمي: تقاطع إعلامي قطري إيراني وتبادل للأدوارمن جهته أكد أستاذ علوم السياسية في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية في القاهرة، د.طارق فهمي؛ أن الخطاب الإعلامي القطري تميز على مدى السنوات الماضية بالقدرة على التلون، مع افتقاده إلى أي نوع من المهنية أو الحرفية، رغم كل ما يدعيه بهذا الشأن.وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي القطري تقاطع في مواضع كثيرة مع الخطاب الإعلامي الإيراني بقدرته على تبادل الأدوار والتلون خدمة لأهداف سياسية، من خلال نقل رسائل إعلامية تعتمد على أدوات موجهة بصورة أو بأخرى، والتي تتمثل في مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية والقنوات الموجهة للخارج، والتي تتبنى هذا التوجه المعتمد على بعض الرؤى والأهداف السياسية التي يقدمها بعض الأكاديميين الذي استطاعت قطر استمالتهم لتحقيق أهدافها في استهداف الاستقرار في بعض الدول العربية، ومحاولة نقل رسائلها تحت مسميات مختلفة مثل الرأي والرأي الآخر ودعم الثورات والتغيير وغيرها.وكشف فهمي أنه ومن خلال تحليل سريع لمضمون البرامج والرسائل التي تقدمها مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية القطرية، فإن هناك تركيز من قبل هذه المؤسسات على الأوضاع الداخلية لبعض الدول العربية، مثل مصر والبحرين والسعودية والإمارات، حيث يتم تناول قضاياها اعتماداً على بعض التقارير غير الحقيقية والملونة والمغلوطة الصادرة من مؤسسات دولية مشبوهة، والمرتكزة على رسائل الحقوق والحريات والناشطين، مع إهمال وبشكل متعمد أية إشارات إيجابية قد ترد فيها، بل والعمل على قلب الحقائق وبما يوافق مع أجندات الدوحة الإعلامية.واستشهد بما تتعرض له البحرين من محاولات تشويه صورتها على المستوى الإعلامي والسياسي الدولي، من خلال توظيف وسائل الإعلام القطرية الايرانية، رغم كل ما حققته المملكة من نجاحات على مدى عمر المشروع الإصلاحي وبمختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والحقوقية والدستوري.وعن تبادل الأدوار بين الإعلام القطري والإيراني لتحقيق الأهداف السياسية المشتركة لنظام الدوحة وطهران، أشار فهمي إلى التشابه الكثير في أسلوب الطرح الإعلامي بين المؤسسات القطري والإيرانية، سواء أكانت إعلامية أو مراكز أبحاث أو حتى مؤسسات خيرية أو اجتماعية أو علمية، والتي تسعى إلى استهداف الاستقرار الداخلي لمملكة البحرين، والترويج لخطاب تخريبي إرهابي من خلال استغلال الدين أو العرق أو الطائفة، اعتماداً على بعض المصادر المجهولة المجهلة والمعلومات المفبركة، والتي ثبت بالدليل القاطع أكثر من مرة على مصداقيتها.ورصد فهمي طريقتين يمكن من خلالهما التعامل مع مثل هذه النوعية من الخطابات الإعلامية المضللة، الأول أنه لا بد من الرد الفوري على ما تقدمه هذه المصادر، وعدم ترك الساحة للإعلام القطري والإيراني، من خلال رد ممنهج وأكاديمي وموثق، بأدوات إعلامية صحيحة بهدف تفنيد الأكاذيب وإظهار الحقيقة كاملة كما هي بالضبط.أما الطريقة الثانية، حسب فهمي، فهي نقل الكرة إلى ملعبهم بشكل كامل، من خلال إثار بعض القضايا الكبرى التي تعاني منها هذه الأنظمة، وإظهار حقيقتها الكاملة أمام الرأي العام المحلي والعالمي، بطريقة ذكية ومهنية باشتباك إعلامي قادر على تحقيق الأهداف الهامة التي نسعى لها، وعرض الحقائق كما هي.وشدد على أهمية العناية بثوابت الإعلامي الوطني في البحرين، من خلال التركيز على القفزات الكبيرة والنجاحات التي حققتها خلال السنوات الماضية، ما جعل المملكة في مصاف الدول عالمياً في الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى جانب القفزات الكبيرة الأخرى في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية.حطاب: حماية أمن البحرين مسؤولية عربية في المقام الأولمن جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي الأردني، سلطان حطاب، إلى أهمية الموقع الجغرافي المتقدم الذي تشغله مملكة البحرين في الخاصرة الإيرانية، ما جعلها موضع استهداف مستمر من قبل النظام الإيراني على مدى العقود الماضية، منوهاً إلى أن مسؤولية الدفاع عن أمن واستقرار البحرين هي مسؤولية عربية في المقام الأول، وليست بحرينية فقط.وأعرب عن اعتقاده أن هذه المسؤولية يجب أن يناط جزء منها إلى المثقفين العرب المتكئين على فكر قومي حقيقي ورصين، وعلى المؤسسات الإعلامية العربية بمختلف توجهاتها وأدواتها، للعمل على وقف تشويه الصورة الحقيقية لمملكة البحرين، ومحاولات إنكار ما تحقق في المملكة من انجازات سياسية واقتصادية وثقافية، وهو ما تحاول أن تقوم به مؤسسات ووسائل إعلامية معادية للنيل من صمود المملكة ومواقفها الوطنية والقومية الداعمة لكافة الأشقاء والأخوة العرب.ونوه حطاب إلى أن البحرين وخلال العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، استطاعت تحقيق جملة من الإنجازات الوطنية والتشريعية والدستورية، إلى جانب ما حققته المملكة من طفرة كبيرة في حقوق الإنسان والممارسة السياسية الرصينة وإطلاق للحريات على جميع المستويات السياسية والإعلامية، ما أثار حفيظة بعض الدول والتي حاولت جاهدة النيل من هذه الإنجازات عبر تشويه الصورة وقلب الحقائق، وبما يتوافق مع اجنداتها السياسية الخاصة.وأشار إلى أن بعض المؤسسات والأذرع الإعلامية القطرية الإيرانية حاولت تغذية الثنائيات القومية والمذهبية والطائفية والعرقية في كل دول المنطقة، ومنها مملكة البحرين، ومحاولة تشويه الصورة الحقيقية لهذه الثنائيات، والتي تعد في الأساس أحد أهم عوامل التنوع الثقافي والفكري في الدول.وحذر حطاب من محاولات العبث والمساس بأمن واستقلال مملكة البحرين، بأي وسيلة كانت، مطالباً بسرعة ردعها وتوقفها، كونها تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، مشيراً إلى أن "من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة".وأشاد الحطاب بما تملكه مملكة البحرين من تنوع خصب ومتميز ساهم في تحقيق التطور والارتقاء والتقدم الذي تعيشه المملكة، وأشادت به كل دول العالم، وهو ما وضع البحرين كدولة متطورة في مكانتها الحقيقية والمستحقة على المستوى الإقليمي والعالمي.وأشاد بالخطوات الكبيرة والجريئة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، والتي أصبحت نموذجاً مشرفاً للدول العربية، وقدرة جلالته على إدارة الأزمات وتجاوز التحديات الكبيرة التي مرت بها مملكة البحرين.