حيــــــــة بيـــــــة... على درب الحنينيةراحت حيـــــــــــة... وجات بيـــــهيا حييتي يا بيتي... غديتك عشيتكنهار العيـــــــــد... لا تدعيــــــــن عليهعلى شواطئ البحرين، يجتمع الأطفال لرمي "الحية بية"، حيث يحيي المواطنون من أفراد وجمعيات وأندية في يوم عرفة هذه العادة التراثية، ليزهو الأطفال بأزيائهم التراثية وفي أيديهم سلال صغيرة مزروعة بحبوب الشعير.وتعتبر "الحية بية" من العادات والتقاليد المعروفة في الخليج العربي في عيد الأضحى المبارك، حيث يقضي الأطفال وأسرهم يوماً احتفالياً على ساحل البحر وهم يرددون أنشودة "الحية البية". وما زال المجتمع البحريني يحرص على إحياء هذه العادة الشعبية الموروثة، حيث يحتفل كل مركز من المراكز الاجتماعية بعيد الأضحى المبارك على طريقته وسط أهالي المناطق وخصوصاً الأطفال، وتتخلل الاحتفالات فعاليات ونشاطات ترفيهية تتسم بطابع تراثي.كشخة تراثيةعائشة محمد، أم لأربعة أطفال، تهتم بمتابعة الأنشطة التراثية. وتقول "يلبس الأطفال الثوب البحريني و"السديري" المطرز و"القحفية"، وترتدي الفتيات "الجلابية" المطرزة و"البخنق" المطرز بخيوط الزري الذهبية، ليشكل الأطفال وهم يصطفون على ساحل البحر لوحة فنية شعبية جميلة مع ترديد أهزوجة "الحية بية"، معبرين عن فرحتهم بهذه المناسبة التراثية التي لا تقتصر على الصغار فقط بل يشارك فيها الكبار مستذكرين جمال "أيام لول"".وتضيف عائشة "من خلال متابعتي فإن إحياء الحية بية يتم في أغلب مناطق البحرين، ومنها المحرق والبديع والقرى الساحلية، واللافت أن أهل الرفاع يرمون الحية بيه في وادي الحنينية في خصوصية تميز منطقتهم دون غيرها، لعدم وجود سواحل في المنطقة".

فيما تقول مريم يوسف "لا أبالغ إن قلت إن المجتمع النسائي يذكر مناسبة الحية بية كأحد الأحداث التي يجب إعداد العدة لها، إذ يتم شراء الثياب التراثية، والاستعداد لإحياء المناسبة، وتجميع أطفال العائلة لالتقاط الصور وإحياء هذه العادة التراثية التي تعتبر بمثابة أضحية للأطفال".وتخيط فاطمة عبدالرحمن الثياب التراثية في منزلها لتبيعها على الانستغرام. تقول فاطمة "ما يميز ثياب المناسبات التراثية كالحية بية الألوان الزاهية وخيوط الزري التي تزين جلابيات الفتيات وأيضاً السديري والقحفية التي يرتديها الصبيان فوق الثوب البحريني، من هنا يعتبر موسم الحية بية أحد مواسم البيع وكثرة الطلب على الملابس التراثية".علبة أناناس أو سلة خوصكانت الحية بية تزرع داخل المنزل قديماً، أما اليوم فأدخلت عليها لمسات حداثية، فأصبحت سلة مزركشة تضاف لها الألوان والأشرطة. وعن هذا التغيير تقول فاطمة عبدالرحمن "اختلفت الحية بية بين القديم والجديد، فقديماً كانت عبارة عن علبة أناناس تملأ بالرمل والطين والسماد وتزرع فيها حبوب الشعير أو القمح قبل عيد الأضحى بعشرة أيام أو أسبوعين، أو تزرع في سلال صغيرة مصنوعة من سعف النخيل، ليعتني بها الأطفال ويتابعوا نموها ويسقوها حتى تكبر، وفي يوم الوقوف بعرفة الذي يصوم فيه المسلمون امتثالاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصادف التاسع من شهر ذي الحجة، ترمى الحية بيه في البحر لأبعد مسافة ممكنة. أما اليوم فقد أصبح شراؤها جاهزة خيار الأسر المفضل الأفضل، حيث تضاف لها الأشرطة الملونة وقطع القماش التراثية كلمسات حداثية على التقليد التراثي".وبالرجوع إلى التاريخ، يعتقد أن معظم أهل الخليج العربي أخذوا هذه العادة المحببة منذ قديم الزمان من الهند، حيث كانت التجارة بين الهند ودول الخليج نشطة وأدى هذا التقارب الثقافي والفكري إلى تشابه بعض العادات والأطباع.. فالحية بية تعني أن "الحجة سوف تأتي". وعلى السواحل يردد الأطفال أهزوجة "باكر العيد":

باكر العيــد بنذبح أبقــرة... نادوا خلفان ابسيفة وخنجرهباكر العيــد بنلبس اليــديد... بناكل عيش أو خوخ أو سنكرةيا الله يا اصبيان يا الله يا بنات... اليوم العيد ما نبي دندرة