فاطمة السليم



تختلف العادات والتقاليد باختلاف الزمن، إلا أن عادة "صوغة" الحجاج احتفظت ببقائها رغم التغييرات التي جرت عليها، فكان الحجاج يأتون من الأراضي المقدسة باصطحابهم للهدايا البسيطة والتي تحمل معاني كثيرة، وكان ينتظرها ذووهم من الصغار والكبار بفارغ الصبر لما فيها من رمزية كبيرة وما تحمله من روحانية لا يعادلها روحانية لدى الجميع، حيث جرى العرف أنّ الهدية واجبة ولا يمكن التخلّي عنها، فأصبح الحجاج الآن يقتنون الهدايا من محلات العطور والورود والسجاد الفخم، فضلا عن التغليفات المختلفة والمبالغ بها، حيث تصل تكاليف هذه الهدايا من 200 إلى 500 دينار.

وكانت هدايا الحجاج قديما بسيطة يختالها الكثير من المعاني الرمزية والروحانية ومنها الكاميرا القديمة "العكاسات" التي تظهر بها صور مقربه للكعبة ومناسك الحج وماء زمزم وسجاده وتمر ومسواك، إلى جانب حلويات بسيطة، إذ لا تتعدى تكاليفها الـ 50 دينار.

ولدى استطلاع "الوطن" لآراء المواطنين حول تكاليف هدايا الحجاج، قالت الحاجة أمينه جمعة أن الهدية ليست بثمنها لكن بما تحمله من معاني قيمه وثمينة، فهدية الكاميرا تبهج الأطفال أكثر من العطور والحلويات الفخمة التي ظهرت في الأونه الأخيرة.

واتفقت زهراء علوي مع سابقتها بأن الهدايا البسيطة لها بهجة أكثر فالحاج يذهب لمكة ليعود بشيء يترك الذكرى مع من يزوره من الأطفال حتى الكبار.

وذكر عبدالله علي أن هدية الحجاج لا بد أن يتخللها التمر وماء زمزم فهو له طعم وروحانية مختلفة دون الهدايا الأخرى وأضاف أن أسعار الهدايا لا تكلف أكثر من 100 دينار فقط.

بينما قالت نور محمد أن الهدايا تتعدى كلفتها 400 دينار ومنها العطور العربية والعود مع أنواع فخمه من البخور المعتق ومبخر من أحدى المحلات التجارية المعروفة وتغليفها بحيث تكون مناسبة لتقدميها لزوار الحجاج.

وأقال حسن يونس "شراء هدايا الحجاج من المحلات التجارية في البحرين يعتبر أرخص ويوفر الوقت والجهد، لأننا عادة نعرف أسعار البضائع وما هو المميز والمختلف عن ما يوجد في مكة، فخلال زيارة الحاج لمكة ليس هنالك وقت للخروج والتسوق فهو يقضي معظم وقته في التعبد والتقرب إلى الله".

وأضاف أن الهدايا تكلف 300 دينار وأكثر، إذ يقتينها من محلات العطور التي تعمل دائما عروض للحجاج لتقل تكلفة الهدايا ولكن مهما كان ثمنها فهي هدية حاج ولا تكرر في كل عام.

وذكرت هاجر محسن أنه لا بد أن تكون هدايا الحجاج مختلفة ومنوعة، فلكل عمر هدية مختلفة، فهي تحرص على شراء الحلويات الفخمة للأطفال والسجاد والتمر المحشي بأنواع مختلفة من المكسرات و العود للنساء والرجال وتغليفه معاً بشكل مناسب وبإضافة الورود ليعطي شعور لزائرين الحجاج بأنها هدية مختلفة ومميزة ولا تكرر في كل عام.