فاطمة الشيخ

اتجهت مختبرات وكالة الزراعة والثروة البحرية التابعة لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، إلى تقديم دورات تدريبية لخريجي الجامعات في الزراعية النسيجية للنخيل، والتي تعتمد على علوم "التقنية الحيوية الخضراء"، حيث تم تقديم دورة تدريبية لـ 6 طالبات تخصص بكالوريوس أحياء بجامعة البحرين، تستمر 3 أشهر.

وتعتمد تقنية الزراعة النسيجية على علوم "التقنية الحيوية الخضراء"، والتي تتمثل في إنشاء مختبرات لزراعة الخلايا والأنسجة النباتية، لإكثار وإنتاج كافة النباتات والمزروعات التي تستورد من الخارج.

وذكر فني مختبر أول جعفر عبد الجليل بمختبر الأنسجة النباتية التابع لوكالة الزراعة والثروة البحرية، أن الوزارة تطرح من خلال الدورة البرنامج الكامل للزراعة النسيجية، حيث بدأت الدورة بتعريف الزراعة النسيجية والعينات التي يتم زراعتها في المختبر.

وبين جعفر، أن الدورة ركزت على الزراعة النسيجية للنخيل، و للمكانة التاريخية والثقافية للنخيل لدى أهالي البحرين، ولكونها ثروة هامة للمملكة، كما تعرفت الطالبات على أنواع النخيل و كيفية الزراعة النسيجية للنخيل.

وأضاف أن الدورة، أعطت للطالبات فرصة لتجربة الزراعة النسيجية للنخيل، بدءاً من تحضير التربة الغذائية، وفحص عينات منها بأنابيب الاختبار، وتجهيزها لإجراء تجارب جديدة، و مروراً بطرق تقطيع النخيل.

وأكد جعفر بأن طالبات المتدربات بمستوى ممتاز من المعرفة العلمية بالزراعة النسيجية، وأعمار النخيل التي تستخدم في الزراعة النسيجية، كما خضن الطالبات التجربة الميدانية للزراعة النسيجية داخل مختبرات الوكالة و في المزارع.

وقال، إن الدورة تطرقت إلى الزراعة النسيجية لوردة الأوركيدا، لكونها من الورود الأغلى سعراً في السوق، إذ من شأن زراعتها و الاستثمار فيها رفع سوق الورود في البحرين، و لكن التركيز الأكبر في الدورة على الزراعة النسيجية للنخيل.

وأوضح جعفر أن المختبر يعمل على الزراعة النسيجية لأنواع مختلفة من النخيل منها الخنيزي والخلاص والبرحي والشيشي، بعد أن كان محصوراً على الخنيزي و الإخلاص لافتاً إلى أن العملية لاقت نجاحاً بشكل لافت في زراعة الأصناف المختلفة المشار إليها.

ودعا جعفر المتدربات إلى معاودة زيارة المختبر بعد انقضاء فترة الدورة التدريبية، لمتابعة عينات أشجار النخيل التي عملوا عليها، و للاطلاع على المراحل التي تمر فيها العينات، للتعرف على كافة مراحل نموها، حيث إن مختبرات الوكالة تسقبلهن بكل رحابة صدر.

وقالت إحدى المتدربات الطالبة مريم الجزيري، إنهن سعين بشكل حثيث لتلقي التدريب في مختبرات وكالة الزراعة التابعة لوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، لصقل خبرتهن العلمية الواسعة في مجال الزراعة، و تدعيمها بالجانب العملي.

وذكرت الجزيري أنها تلقت التدريب العملي بشكل مكثف في مختبرات الوكالة، حيث اكتسبت المعرفة الشاملة حول مراحل زراعة وتكاثر التخيل نسيجياً.

وكان وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، أكد في تصريح سابق أن التقنية المشار إليها تنتج عدداً كبيراً من الفسائل، ليتراوح الإنتاج من 1000 إلى 1500 نخلة سنوياً.

وتقوم تقنية زراعة النخيل نسيجياً على خذ أنسجة نشطة من لب النخلة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات ومرورها بمراحل في المختبر تصل إلى 18 شهرا ًتشتمل على أعداد مادة خاصة للبيئة الزراعية في المختبر تحتوي على أملاح وفيتامينات ومحاليل، ومن ثم استحداث مرحلة الكالس من خلال تقطيع اللب إلى أجزاء صغيرة ووضع كل منها في أنابيب اختبار ومن ثم تكوين المجموع الخضري.

بعدها تأتي مرحلة التجذير والتي تشمل نقل البراعم السابقة إلى وسط غذائي خاص يحتوي على محفزات لتكون الجذور، ومن ثم مرحلة الأقلمة والتي فيها يتم وضع النباتات الجديدة في أصص خاصة وتغطى بأغطية بلاستيكية وتوضع في البيت الزجاجي تحت ظروف خاصة قبل أن يتم نقلها إلى الحقل الزراعي.

يذكر أن وكالة الزراعة، دأبت في تبني تقنية الزراعة النباتية نسيجياً منذ عام 2004، حيث تضمن التقنية خلو النخيل الجديدة من الأمراض، كما تنتج نخيل مطابقة في المواصفات مع العينة.

وتتميز التقنية بسرعة نموها الجذري والخضري، و تتميز أشجار النخيل النسيجي في إنتاجها الثمري المبكر بعد "2 – 4" سنوات، والنخيل النسيجي متفوق بخلوه من الأمراض والحشرات وبحالة صحية ممتازة، بالإضافة إلى امكانية زراعة أشجار النخيل النسيجي بأي فصل من فصول السنة، وذات تكاليف أقل وأوفر خاصة في مجال الشحن والنقل، و نسبة الفاقد من النخيل النسيجي ضئيلة جداً.

ولا تتأثر عملية الإكثار بالزراعة النسيجية بالظروف الخارجية الجوية من العوامل المناخية غير المساعدة، ولا ينتج عن العمل المخبري أي نفايات "غازية أو سائلة أو صلبة" تضر بالإنسان أو بالبيئة أو بكافة أشكال الحياة.

وتتمتع تقنية الإكثار النسيجي للنخيل بتطابق النخيل التي تتم زراعتها تكون مطابقة تماماً للنخيل الأصلية "الأم"، وسهولة نقل الشتلات من مكان إلى آخر نظراً لصغر حجمها وقلة وزنها، إلى جانب ذلك قلة أسعار النباتات المنتجة عن طريق زراعة الأنسجة عند مقارنتها بالفسائل العادية.