سماهر سيف اليزل
أكد مؤسس جمعية الإغاثة الطبية البحرينية د.محمد عايد أهمية إرساء مبدأ الصحة للجميع، وبين دور الجمعية في تأسيس وتبني وتدريب فرق طبية قادرة على مواجهة صعاب الأزمات إقليمياً وعالمياً، وجذب فئة الشباب ونشر الوعي بأهمية العمل التطوعي الجماعي وخصوصاً في مجال الإغاثة الطبية.
وأعتبر د.محمد أن البحرين بيئة خصبة للعمل الإغاثي والتطوعي، فشباب المملكة يملكون من الوعي والاطلاع ما يؤهلهم للعمل في هذا المجال، فالطاقات الشبابية محبة للخير وتسعى للخدمة والمساعدة خارج البحرين وداخلها، لافتاً إلى اهتمام الدولة والمؤسسات المجتمعية والمدنية الذي يعتبر داعماً ومشجعاً للاستمرار والتطور.
جاء ذلك في حوار أجرته "الوطن" حول عطاء الجمعية وأهدافها، وطبيعة العمل الإغاثي وتحدياته المختلفة، بعدما جالت الجمعية بما تحمله من خير بين الصومال وسريلانكا وتركيا (أنطاكيا) ولبنان (عرسال- وادي خالد- طرابلس) والأردن (مخيم الزعتري) لإغاثة اللاجئين السوريين، وغزة ووادي خالد لخدمة اللاجئين السوريين، إلى جانب رحلات استطلاعية وإغاثية إلى اليمن وجيبوتي .. فعن كل ذلك دار هذا اللقاء..
البداية من الصومال
كيف تأسست الجمعية وما هي أهداف الجمعية؟
جاءت فكرة تأسيس جمعية الإغاثة الطبية البحرينية بهدف تلبية الحاجة الضرورية لتواجد جمعية شبابية تطوعية تختص بالإغاثة الطبية، وبدأت الفكرة عند مشاركة مجموعة من الأطباء البحرينيين في الرحلة الإغاثة إلى مخيم داداب في كينيا لإغاثة اللاجئين الصوماليين في العام 2011.. وتوالت بعدها المشاركات المحلية والدولية في فعاليات عدة ورحلات إغاثة تخدم أهداف الجمعية التي تأسست بناء عليها وأصبحت مؤسسة رسمية معترف بها من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في العام 2013.
أما بالنسبة للأهداف فتهدف جمعية الإغاثة الطبية البحرينية إلى بناء وتدريب فرق طبية وتطوعية قادرة على مواجهة أصعب الأزمات العالمية والإقليمية بكفاءة وثقة تامة، وتمكين كل المنكوبين صحيا في أي منطقة كانت من الوقوف على أقدامهم مرة أخرى والعودة لاستئناف حياتهم الطبيعية عقب الأزمات، ولفت أنظار المنظومات الصحية العالمية للمناطق المنكوبة وإقامة جسور التعاون بينهم مما يسهم في رفع معاناة المنكوبين بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى جذب فئة الشباب وتعزيز الوعي بأهمية العمل الجماعي التطوعي بشكل عام وبمجال الإغاثة الطبية العاجلة بشكل خاص.
إلى ذلك تتمثل رؤيتنا في الجمعية إلى إرساء مبدأ الصحة حق للجميع واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في سبيل حماية هذا الحق لجميع شعوب العالم والسعي لتثبيت القيم الإنسانية العميقة في العالم.. ورسالتنا بالطبع تقديم الإغاثة الطبية للمنكوبين في مناطق الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية والدول الفقيرة ساعين لتوفير الاحتياجات الصحية على أكمل وجه لكل من يحتاجها.
جسور التعاون
ما هي علاقتكم بالمنظمات المشابهة إقليمياً أو عالمياً، وهل تعملون بشكل مستقل أم ثمة جسور تعاون؟
بصفتنا أول جمعية إغاثة شبابية تختص بالإغاثة الطبية في مملكة البحرين نتعاون مع منظمات دولية ومحلية عدة فيما يخدم الأهداف المشتركة، إذ نؤمن بطبيعة الحال أن عمل الإغاثة تكاملي وليس تنافسياً، فسعينا الدائم هو تحقيق أهدافنا دون تدخلات لذا آثرنا الاستقلال وعدم الانضمام إلى منظمة موجودة مسبقاً مع عدم إغلاق الباب في وجه اتفاقيات التعاون والتفاهم وهو ما حدث فعلاً مع عدة منظومات إغاثة محلية ودولية ، فلا يمكن أن تنجح منظمة إغاثة دون عمل مؤسسي احترافي يستفيد من الخبرات السابقة لنظرائه ويتطلع مستقبلاً للتميز وذلك لخدمة الهدف الأسمى.
وكما ذكرنا كانت البداية التي أدت إلى نشوء فكرة تأسيس الجمعية هي المشاركة في إغاثة اللاجئين الصوماليين في العام 2011، والتي نتج عنها لاحقا ثلاث رحلات إغاثة أدت إلى إنشاء عيادة البحرين هناك لخدمة اللاجئين الصوماليين، وذلك بعد أن حصلنا على الاعتراف الرسمي وأشهرت الجمعية في 2013.. منذ ذلك اليوم وكأي مؤسسة ناشئة مررنا بعدة تجارب ومشاركات وازددنا قوة يوما بعد يوم وهو ما يسهل عملنا ويجعلنا قادرين على تجاوز الصعوبات والعوائق بفاعلية لتحقيق أهدافنا بشفافية وكسب ثقة المتبرعين والمنظمات المحلية والدولية.
البداية بـ10 أعضاء
ما هو عدد المؤسسين وما هو عدد الأعضاء؟
بدأنا بـ10 أعضاء مؤسسين.. جميعهم من الأطباء الشباب وفتحنا باب الانضمام للجمعية، وتميزنا بالترحيب بجميع العاملين في المجال الصحي من صيادلة وأطباء أسنان ومسعفين وممرضين واختصاصيي التغذية والعلاج الطبيعي والطب الحيوي، كما كان الباب مفتوحاً لانضمام كافة التخصصات الأخرى التي لا تقل أهمية عن اختصاصيي الصحة وتعمل معهم جنباً إلى جنب للوصول للهدف المنشود مثل الموارد البشرية والمالية والدعم اللوجستي والتدريب والتطوير والإعلاميين واختصاصيي العلاقات العامة وكلهم يقومون بجهود جبارة للنهوض بجمعية الإغاثة الطبية البحرينية وإيصال جهودها للعالم أجمع، وفي ظل ذلك يظل باب الانضمام لعضوية الجمعية مفتوحاً دائماً كما ولدينا مكان لمحبي العمل التطوعي الإغاثي حيث يندرجون في مهام وظيفية وتدريبية محددة ويتلقون دورات ومحاضرات تساعدهم على فهم عمل الجمعية والاستعداد لكل طارئ.
حول العالم
العمل الإغاثي مفخرة للعاملين فيه، فكيف تقيسون الأثر وكيف تقيمون عملكم؟
أطلقنا ثلاث رحلات إغاثة طبية إلى مخيم داداب في كينيا وتم إنشاء "عيادة البحرين" لخدمة اللاجئين الصوماليين، كما قمنا برحلة استطلاعية وعلاجية إلى سريلانكا والمشاركة في فحص الأيتام، إلى جانب رحلة استطلاعية إلى البوسنة والمشاركة في فعالية ذكرى مجزرة سربرنتيسا السنوية.
إلى ذلك نظمنا رحلات إغاثته إلى حدود كل من تركيا (أنطاكيا) ولبنان (عرسال- وادي خالد- طرابلس) والأردن (مخيم الزعتري ) لإغاثة اللاجئين السوريين، ورحلة إغاثته إلى غزة والمساهمة في إيصال أدوية وسيارة إسعاف وإنشاء وحدة عناية قصوى، إلى جانب المساهمة في إنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية على الحدود السورية، وإطلاق وتشغيل أول عيادة متنقلة في لبنان وادي خالد لخدمة اللاجئين السوريين، والمساهمة في إدخال 70 سيارة إسعاف لخدمة الجرحى السوريين وتوزيعها على المستشفيات الميدانية العاملة، إلى جانب تنظيم رحلة إغاثة إلى جيبوتي والمساهمة في إنشاء مستوصف د.عبدالرحمن السميط في قرية مؤمنة ، ورحلة استطلاعية وإغاثة إلى اليمن وجيبوتي ، وإنشاء صيدلية آية الخيرية الأولى في إدلب "سوريا " لتوزيع الدواء وحليب الأطفال والمعدات الطبية مجانا على المستحقين والمحتاجين.
أيضاً تم تنظيم رحلة استطلاعية وإغاثته إلى كشمير، وإقامة عدة فعاليات خيرية ورياضية على أرض مملكة البحرين للتوعية بالكوارث وجمع التبرعات، والمشاركة في مؤتمرات إغاثة محلية وعالمية، وإطلاق مبادرة "لوحة الشرف" العالمية لجمع التبرعات لإقامة "مستشفى الإغاثة الطبية البحرينية" في غزة، وتنظيم رحلة كمبوديا الإغاثة الاستطلاعية، وإرسال ثلاثة أجهزة أشعة متنقلة إلى الداخل السوري وتوزيعها على المستشفيات الميدانية المستحقة، ورحلة ماليزيا الاستطلاعية والإغاثة للإطلاع على وضع اللاجئين الروهينغيا هناك، وإطلاق 3 رحلات إغاثية إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش والمساهمة في إنشاء عيادة طبية.
قامت الجمعية أيضاً بإطلاق رحلة غاثية إلى كينيا منطقة تانا ريفر للوقوف على مشكلة شح المياه الصالحة للشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي والمساهمة في إنشاء 16 بئراً ارتوازياً بالإضافة إلى إصدار تقرير متخصص مفصل عن نتائج عينات مياه الشرب هناك، وإطلاق رحلة استطلاعية إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 في جمهورية مصر العربية للاطلاع على تجربتهم الناجحة وبحث سبل التعاون، وإطلاق رحلة استطلاعية إلى مركز الأطراف الصناعية للاجئين السوريين في إسطنبول تركيا وزيارة المخيمات في أنطاكيا، والمشاركة الفعالة في إعداد تقرير التنمية المستدامة – البحرين التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وتنظيم دورة "تحليل رسومات الأطفال" بالتعاون مع الدكتورة الفنانة أماني الهاجري ، قدمها المدرب ناصر العمري من سلطنة عمان وذهب ريع الدورة بالكامل لدعم مشاريع الدعم النفسي للأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، وإيصال أجهزة متطورة لفحص العيون وتصحيح الكتاراكت لخدمة المحتاجين .
خير البحرين.. خير يعم
هل لاقت الجمعية قبولاً مجتمعياً وهل ثقافة العمل الإغاثي منتشرة في مجتمعنا؟
طبعاً، مجرد أن تولي الدولة الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وتخصيص وزارة لدعم الجمعيات الأهلية ينعكس إيجاباً على باقي أفراد المجتمع ويجعلهم يعلمون أن الأمور في نصابها وأن كل تحرك مدروس يزيد من ثقة المتبرع والمتطوع على حد سواء بالمؤسسة، وتجربتنا الشخصية أن مملكة البحرين بيئة خصبة للعمل الإغاثي التطوعي، فالشعب واع ومطلع على الأوضاع دوليا والشباب يمتلكون طاقات خلاقة وحماس منقطع النظير وحب للخير دون تمييز وعنصرية وهما آفة أي عمل تطوعي.
هل تروجون للعمل الإغاثي من أجل تعريف المجتمع به والتشجيع عليه؟
نحن في الإغاثة الطبية البحرينية نسعى دوما للترويج للعمل الإغاثي بشكل عام ونشر أهم سبله وكذلك لا نغفل نشر إنجازات متطوعينا بشفافية في مختلف الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لإثارة حماسة الشباب لنهج سبلهم وإطلاق طاقاتهم ولترسيخ فكرة أن العمل الإغاثي المنظم ليس حكراً على أحد وأن الخير لابد أن يعم.
المناطق المنكوبة
ما هي أصعب المناطق التي تمت زيارتها وكيف تقيمون احتياجاتها؟
لكل منطقة قمنا بزيارتها خصوصية فريدة وهي متغيرة بحسب نوع الكارثة، ففي هيكل الجمعية التنفيذي نمتلك فريق استطلاع أولي يصل إلى المنطقة المنكوبة في أسرع وقت ممكن للاستطلاع وإرسال تقرير أولي نحدد من خلال نوع الكارثة وأهم الاحتياجات وهل التدخل يقع ضمن تخصصنا من عدمه، ثم نفعل الفرق الإغاثة بحسب التخصص "فريق الحروب والنزاعات المسلحة، وفريق الكوارث الطبيعية، وفريق الرعاية الصحية الأولية، وفريق المجاعات، وفريق الأوبئة والأمراض المعدية وأخيراً وليس آخراً فريق الدعم الطبي".
وأصعب المناطق بطبيعة الحال هي ما تجتمع بها أكثر من كارثة في وقت واحد، كالنزاع المسلح والمجاعة مثل الصومال ، وكذلك مناطق اللجوء المكتظة مثل مخيم داداب في كينيا ومخيم كوكس بازار في بنغلاديش ومخيمات اللاجئين على الحدود التركية واللبنانية حيث تتعدد الحالات التي تحتاج للرعاية الطبية وتتنوع بين الجرحى وممن يعانون من نقص تغذية وانتشار للأمراض والأوبئة وهو ما يستدعي تدخل سريع لمنع امتداد الكارثة وتفاقمها.
رواد الإغاثة في البحرين
من هم الرواد في مجال الإغاثة في البحرين والذين تركوا بصمة وصاروا قدوة لمن بعدهم ؟
تزخر الساحة البحرينية بالمتميزين إغاثيا والذين يتبعون الأسس العلمية المعترف بها وجميعهم خطوا خطوات واضحة في العالم لمن بعدهم يمشون فيه في سبيل رفعة اسم البحرين في المجال الإغاثي عالمياً، وأذكر بعض ممن تركوا هذا الأثر..
من الجمعية الإسلامية المغفور له بإذن الله تعالى محمد جناحي.. ومن لجنة الأعمال الخيرية بجمعية الإصلاح: الشيخ طارق طه وعبد النور يوسف ومحمد جاسم سيار ونواف الكوهجي ومن القسم النسائي فاطمة العطاوي، ومن جمعية التربية الإسلامية الشيخ ناصر لوري والشيخ جاسم المعاودة، ومن أيادي الإغاثة: فجر مفيز ونورة علي، ومن مفاتيح الخير: الشيخ عادل الحمد، ومن المؤسسة الخيرية الملكية: مصطفى السيد، ومن بحرين ترست فاطمة البلوشي، ومن ريليف فور لايف: الدكتور مجدي عبيد، بالإضافة إلى الكثير والكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تنشط محليا في مشاريع تنموية وإغاثية والتي لا يقل دورها عن الإغاثة الخارجية والتي أغلبها لديها مقومات حمل راية الإغاثة عالمياً ورفع اسم البحرين في هذا المحفل الدولي المشرف.
أكد مؤسس جمعية الإغاثة الطبية البحرينية د.محمد عايد أهمية إرساء مبدأ الصحة للجميع، وبين دور الجمعية في تأسيس وتبني وتدريب فرق طبية قادرة على مواجهة صعاب الأزمات إقليمياً وعالمياً، وجذب فئة الشباب ونشر الوعي بأهمية العمل التطوعي الجماعي وخصوصاً في مجال الإغاثة الطبية.
وأعتبر د.محمد أن البحرين بيئة خصبة للعمل الإغاثي والتطوعي، فشباب المملكة يملكون من الوعي والاطلاع ما يؤهلهم للعمل في هذا المجال، فالطاقات الشبابية محبة للخير وتسعى للخدمة والمساعدة خارج البحرين وداخلها، لافتاً إلى اهتمام الدولة والمؤسسات المجتمعية والمدنية الذي يعتبر داعماً ومشجعاً للاستمرار والتطور.
جاء ذلك في حوار أجرته "الوطن" حول عطاء الجمعية وأهدافها، وطبيعة العمل الإغاثي وتحدياته المختلفة، بعدما جالت الجمعية بما تحمله من خير بين الصومال وسريلانكا وتركيا (أنطاكيا) ولبنان (عرسال- وادي خالد- طرابلس) والأردن (مخيم الزعتري) لإغاثة اللاجئين السوريين، وغزة ووادي خالد لخدمة اللاجئين السوريين، إلى جانب رحلات استطلاعية وإغاثية إلى اليمن وجيبوتي .. فعن كل ذلك دار هذا اللقاء..
البداية من الصومال
كيف تأسست الجمعية وما هي أهداف الجمعية؟
جاءت فكرة تأسيس جمعية الإغاثة الطبية البحرينية بهدف تلبية الحاجة الضرورية لتواجد جمعية شبابية تطوعية تختص بالإغاثة الطبية، وبدأت الفكرة عند مشاركة مجموعة من الأطباء البحرينيين في الرحلة الإغاثة إلى مخيم داداب في كينيا لإغاثة اللاجئين الصوماليين في العام 2011.. وتوالت بعدها المشاركات المحلية والدولية في فعاليات عدة ورحلات إغاثة تخدم أهداف الجمعية التي تأسست بناء عليها وأصبحت مؤسسة رسمية معترف بها من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في العام 2013.
أما بالنسبة للأهداف فتهدف جمعية الإغاثة الطبية البحرينية إلى بناء وتدريب فرق طبية وتطوعية قادرة على مواجهة أصعب الأزمات العالمية والإقليمية بكفاءة وثقة تامة، وتمكين كل المنكوبين صحيا في أي منطقة كانت من الوقوف على أقدامهم مرة أخرى والعودة لاستئناف حياتهم الطبيعية عقب الأزمات، ولفت أنظار المنظومات الصحية العالمية للمناطق المنكوبة وإقامة جسور التعاون بينهم مما يسهم في رفع معاناة المنكوبين بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى جذب فئة الشباب وتعزيز الوعي بأهمية العمل الجماعي التطوعي بشكل عام وبمجال الإغاثة الطبية العاجلة بشكل خاص.
إلى ذلك تتمثل رؤيتنا في الجمعية إلى إرساء مبدأ الصحة حق للجميع واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في سبيل حماية هذا الحق لجميع شعوب العالم والسعي لتثبيت القيم الإنسانية العميقة في العالم.. ورسالتنا بالطبع تقديم الإغاثة الطبية للمنكوبين في مناطق الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية والدول الفقيرة ساعين لتوفير الاحتياجات الصحية على أكمل وجه لكل من يحتاجها.
جسور التعاون
ما هي علاقتكم بالمنظمات المشابهة إقليمياً أو عالمياً، وهل تعملون بشكل مستقل أم ثمة جسور تعاون؟
بصفتنا أول جمعية إغاثة شبابية تختص بالإغاثة الطبية في مملكة البحرين نتعاون مع منظمات دولية ومحلية عدة فيما يخدم الأهداف المشتركة، إذ نؤمن بطبيعة الحال أن عمل الإغاثة تكاملي وليس تنافسياً، فسعينا الدائم هو تحقيق أهدافنا دون تدخلات لذا آثرنا الاستقلال وعدم الانضمام إلى منظمة موجودة مسبقاً مع عدم إغلاق الباب في وجه اتفاقيات التعاون والتفاهم وهو ما حدث فعلاً مع عدة منظومات إغاثة محلية ودولية ، فلا يمكن أن تنجح منظمة إغاثة دون عمل مؤسسي احترافي يستفيد من الخبرات السابقة لنظرائه ويتطلع مستقبلاً للتميز وذلك لخدمة الهدف الأسمى.
وكما ذكرنا كانت البداية التي أدت إلى نشوء فكرة تأسيس الجمعية هي المشاركة في إغاثة اللاجئين الصوماليين في العام 2011، والتي نتج عنها لاحقا ثلاث رحلات إغاثة أدت إلى إنشاء عيادة البحرين هناك لخدمة اللاجئين الصوماليين، وذلك بعد أن حصلنا على الاعتراف الرسمي وأشهرت الجمعية في 2013.. منذ ذلك اليوم وكأي مؤسسة ناشئة مررنا بعدة تجارب ومشاركات وازددنا قوة يوما بعد يوم وهو ما يسهل عملنا ويجعلنا قادرين على تجاوز الصعوبات والعوائق بفاعلية لتحقيق أهدافنا بشفافية وكسب ثقة المتبرعين والمنظمات المحلية والدولية.
البداية بـ10 أعضاء
ما هو عدد المؤسسين وما هو عدد الأعضاء؟
بدأنا بـ10 أعضاء مؤسسين.. جميعهم من الأطباء الشباب وفتحنا باب الانضمام للجمعية، وتميزنا بالترحيب بجميع العاملين في المجال الصحي من صيادلة وأطباء أسنان ومسعفين وممرضين واختصاصيي التغذية والعلاج الطبيعي والطب الحيوي، كما كان الباب مفتوحاً لانضمام كافة التخصصات الأخرى التي لا تقل أهمية عن اختصاصيي الصحة وتعمل معهم جنباً إلى جنب للوصول للهدف المنشود مثل الموارد البشرية والمالية والدعم اللوجستي والتدريب والتطوير والإعلاميين واختصاصيي العلاقات العامة وكلهم يقومون بجهود جبارة للنهوض بجمعية الإغاثة الطبية البحرينية وإيصال جهودها للعالم أجمع، وفي ظل ذلك يظل باب الانضمام لعضوية الجمعية مفتوحاً دائماً كما ولدينا مكان لمحبي العمل التطوعي الإغاثي حيث يندرجون في مهام وظيفية وتدريبية محددة ويتلقون دورات ومحاضرات تساعدهم على فهم عمل الجمعية والاستعداد لكل طارئ.
حول العالم
العمل الإغاثي مفخرة للعاملين فيه، فكيف تقيسون الأثر وكيف تقيمون عملكم؟
أطلقنا ثلاث رحلات إغاثة طبية إلى مخيم داداب في كينيا وتم إنشاء "عيادة البحرين" لخدمة اللاجئين الصوماليين، كما قمنا برحلة استطلاعية وعلاجية إلى سريلانكا والمشاركة في فحص الأيتام، إلى جانب رحلة استطلاعية إلى البوسنة والمشاركة في فعالية ذكرى مجزرة سربرنتيسا السنوية.
إلى ذلك نظمنا رحلات إغاثته إلى حدود كل من تركيا (أنطاكيا) ولبنان (عرسال- وادي خالد- طرابلس) والأردن (مخيم الزعتري ) لإغاثة اللاجئين السوريين، ورحلة إغاثته إلى غزة والمساهمة في إيصال أدوية وسيارة إسعاف وإنشاء وحدة عناية قصوى، إلى جانب المساهمة في إنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية على الحدود السورية، وإطلاق وتشغيل أول عيادة متنقلة في لبنان وادي خالد لخدمة اللاجئين السوريين، والمساهمة في إدخال 70 سيارة إسعاف لخدمة الجرحى السوريين وتوزيعها على المستشفيات الميدانية العاملة، إلى جانب تنظيم رحلة إغاثة إلى جيبوتي والمساهمة في إنشاء مستوصف د.عبدالرحمن السميط في قرية مؤمنة ، ورحلة استطلاعية وإغاثة إلى اليمن وجيبوتي ، وإنشاء صيدلية آية الخيرية الأولى في إدلب "سوريا " لتوزيع الدواء وحليب الأطفال والمعدات الطبية مجانا على المستحقين والمحتاجين.
أيضاً تم تنظيم رحلة استطلاعية وإغاثته إلى كشمير، وإقامة عدة فعاليات خيرية ورياضية على أرض مملكة البحرين للتوعية بالكوارث وجمع التبرعات، والمشاركة في مؤتمرات إغاثة محلية وعالمية، وإطلاق مبادرة "لوحة الشرف" العالمية لجمع التبرعات لإقامة "مستشفى الإغاثة الطبية البحرينية" في غزة، وتنظيم رحلة كمبوديا الإغاثة الاستطلاعية، وإرسال ثلاثة أجهزة أشعة متنقلة إلى الداخل السوري وتوزيعها على المستشفيات الميدانية المستحقة، ورحلة ماليزيا الاستطلاعية والإغاثة للإطلاع على وضع اللاجئين الروهينغيا هناك، وإطلاق 3 رحلات إغاثية إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش والمساهمة في إنشاء عيادة طبية.
قامت الجمعية أيضاً بإطلاق رحلة غاثية إلى كينيا منطقة تانا ريفر للوقوف على مشكلة شح المياه الصالحة للشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي والمساهمة في إنشاء 16 بئراً ارتوازياً بالإضافة إلى إصدار تقرير متخصص مفصل عن نتائج عينات مياه الشرب هناك، وإطلاق رحلة استطلاعية إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 في جمهورية مصر العربية للاطلاع على تجربتهم الناجحة وبحث سبل التعاون، وإطلاق رحلة استطلاعية إلى مركز الأطراف الصناعية للاجئين السوريين في إسطنبول تركيا وزيارة المخيمات في أنطاكيا، والمشاركة الفعالة في إعداد تقرير التنمية المستدامة – البحرين التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وتنظيم دورة "تحليل رسومات الأطفال" بالتعاون مع الدكتورة الفنانة أماني الهاجري ، قدمها المدرب ناصر العمري من سلطنة عمان وذهب ريع الدورة بالكامل لدعم مشاريع الدعم النفسي للأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، وإيصال أجهزة متطورة لفحص العيون وتصحيح الكتاراكت لخدمة المحتاجين .
خير البحرين.. خير يعم
هل لاقت الجمعية قبولاً مجتمعياً وهل ثقافة العمل الإغاثي منتشرة في مجتمعنا؟
طبعاً، مجرد أن تولي الدولة الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وتخصيص وزارة لدعم الجمعيات الأهلية ينعكس إيجاباً على باقي أفراد المجتمع ويجعلهم يعلمون أن الأمور في نصابها وأن كل تحرك مدروس يزيد من ثقة المتبرع والمتطوع على حد سواء بالمؤسسة، وتجربتنا الشخصية أن مملكة البحرين بيئة خصبة للعمل الإغاثي التطوعي، فالشعب واع ومطلع على الأوضاع دوليا والشباب يمتلكون طاقات خلاقة وحماس منقطع النظير وحب للخير دون تمييز وعنصرية وهما آفة أي عمل تطوعي.
هل تروجون للعمل الإغاثي من أجل تعريف المجتمع به والتشجيع عليه؟
نحن في الإغاثة الطبية البحرينية نسعى دوما للترويج للعمل الإغاثي بشكل عام ونشر أهم سبله وكذلك لا نغفل نشر إنجازات متطوعينا بشفافية في مختلف الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لإثارة حماسة الشباب لنهج سبلهم وإطلاق طاقاتهم ولترسيخ فكرة أن العمل الإغاثي المنظم ليس حكراً على أحد وأن الخير لابد أن يعم.
المناطق المنكوبة
ما هي أصعب المناطق التي تمت زيارتها وكيف تقيمون احتياجاتها؟
لكل منطقة قمنا بزيارتها خصوصية فريدة وهي متغيرة بحسب نوع الكارثة، ففي هيكل الجمعية التنفيذي نمتلك فريق استطلاع أولي يصل إلى المنطقة المنكوبة في أسرع وقت ممكن للاستطلاع وإرسال تقرير أولي نحدد من خلال نوع الكارثة وأهم الاحتياجات وهل التدخل يقع ضمن تخصصنا من عدمه، ثم نفعل الفرق الإغاثة بحسب التخصص "فريق الحروب والنزاعات المسلحة، وفريق الكوارث الطبيعية، وفريق الرعاية الصحية الأولية، وفريق المجاعات، وفريق الأوبئة والأمراض المعدية وأخيراً وليس آخراً فريق الدعم الطبي".
وأصعب المناطق بطبيعة الحال هي ما تجتمع بها أكثر من كارثة في وقت واحد، كالنزاع المسلح والمجاعة مثل الصومال ، وكذلك مناطق اللجوء المكتظة مثل مخيم داداب في كينيا ومخيم كوكس بازار في بنغلاديش ومخيمات اللاجئين على الحدود التركية واللبنانية حيث تتعدد الحالات التي تحتاج للرعاية الطبية وتتنوع بين الجرحى وممن يعانون من نقص تغذية وانتشار للأمراض والأوبئة وهو ما يستدعي تدخل سريع لمنع امتداد الكارثة وتفاقمها.
رواد الإغاثة في البحرين
من هم الرواد في مجال الإغاثة في البحرين والذين تركوا بصمة وصاروا قدوة لمن بعدهم ؟
تزخر الساحة البحرينية بالمتميزين إغاثيا والذين يتبعون الأسس العلمية المعترف بها وجميعهم خطوا خطوات واضحة في العالم لمن بعدهم يمشون فيه في سبيل رفعة اسم البحرين في المجال الإغاثي عالمياً، وأذكر بعض ممن تركوا هذا الأثر..
من الجمعية الإسلامية المغفور له بإذن الله تعالى محمد جناحي.. ومن لجنة الأعمال الخيرية بجمعية الإصلاح: الشيخ طارق طه وعبد النور يوسف ومحمد جاسم سيار ونواف الكوهجي ومن القسم النسائي فاطمة العطاوي، ومن جمعية التربية الإسلامية الشيخ ناصر لوري والشيخ جاسم المعاودة، ومن أيادي الإغاثة: فجر مفيز ونورة علي، ومن مفاتيح الخير: الشيخ عادل الحمد، ومن المؤسسة الخيرية الملكية: مصطفى السيد، ومن بحرين ترست فاطمة البلوشي، ومن ريليف فور لايف: الدكتور مجدي عبيد، بالإضافة إلى الكثير والكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تنشط محليا في مشاريع تنموية وإغاثية والتي لا يقل دورها عن الإغاثة الخارجية والتي أغلبها لديها مقومات حمل راية الإغاثة عالمياً ورفع اسم البحرين في هذا المحفل الدولي المشرف.