أكد عضو جمعية الهلال الأحمر البحريني أحمد شملوه قيمة السلام والعطاء في ظل المآسي الإنسانية التي يشهدها العالم.
وبين لـ"الوطن" أن مردود الأعمال الإغاثية والخيرية والتطوعية لا يقاس بالعائد بل يقاس بأثر المنفعة الإنسانية التي تعزز قيم المحبة والتصالح والتكامل بين المجتمعات.
وبين أثر الرحلات الإغاثية للدول التي تعاني من مشاكل وكوارث وحروب، معتبراً أن مثل هذه التجارب تصقل الإنسان وتهذبه من الداخل، وتجعل من المشاركين أشخاصاً أكثر تفهما لاحتياجات الناس وأكثر تقديرا لقيمة الحياة والنعمة.
وعن تجربته قال شملوه: "زرت مخيمات جسور في لبنان مقابل الحدود السورية، وكانت التجربة لمدة 8 أيام، كنا نسكن في فندق قريب من المخيمات، نستيقظ مبكراً الساعة 8 ونسير لمدة ساعتين للمخيمات، يعني أننا نصل للمخيمات في تمام الساعة 10 صباحا، لنقوم بمساعدتهم بتوزيع الملابس والزي المدرسي والحقائب المدرسية، في محاولة لتغطية جميع احتياجات الطالب من الألف إلى الياء.. كنا نقوم بزيارات إلى مدارسهم ، لنتعرف على كتبهم وما هي المواد الدراسية التي يتعلمها الطالب ونقوم بتوزيع الكتب عليهم ، نتعرف أيضا على كيفية الدراسة والجو المدرسي، ونقدم لهم بعض النصائح والورش التي تخلق جوا من الألفة بينهم لمساعدة بعضهم البعض وتشجيعهم على الدراسة، كذلك نقوم بخلق لحظات ترفيهية لهم من أجل تغيير الأجواء الكئيبة التي يعيشونها".
وأضاف شملوه : "كانت هذه التجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، فقد كشفت معنى الألم والمعاناة التي يعيشها أهل المخيمات، وقيمة الوطن الذي يظل بظلاله على أهله، فمن يرى معاناة الناس في الدول الأخرى يدرك حجم النعمة التي يعيشها، وأذكر أننا كنا نقوم بالبذل والعطاء بما نستطيع، فمثلا كنت أقوم بتدريس الطلبة لأنني أستاذ قسم التربية الرياضية، وقد استمتعت جدا بتدريس أبناء المخيمات، وأذكر أنني قمت بشرح ظاهرة الاحتباس الحراري ومكوناته، وكانت هذه الرحلة ذات أجواء جميلة في منطقة أحوج ما تكون لأشكال العطاء الإنساني".
وعن المعاناة التي تلمسها شملوه قال: "استطعنا بتواجدنا في المخيمات تخفيف الضغوط التي يمر بها الأهالي والأطفال والطلبة خاصة، فقد تأثر البعض منهم بالأوضاع بشكل كبير، وكان بعض أهالي المخيمات يعاني من الاكتئاب بدرجات مختلفة ، وكنا على يقين بأننا مهما فعلنا فإننا لن نستطيع أن نغير حالهم ، لذلك سعينا لأن نرسم البسمة على شفاههم قدر المستطاع".
ومن المواقف التي استوقفته يقول شملوه: "من المآسي التي تدمي القلب وجود أحد الأطفال الذي كان لا يعرف شيئاً غير اسمه وليس لديه أي معلومة عن نفسه، لا يعرف من أين هو ولا يعرف كم عمره ولا يعرف شيء إطلاقا وكان غير متقبل للتعليم وغير متقبل أن يكون أفضل ، سعيت جاهدا إلى تغييره خلال 8 أيام ولكن دون جدوى للأسف الشديد ، فمثل هذا الطفل يعاني الكثير ويحمل في قلبه الكثير من الآلام منها ألم فقدان الوالدين ، وفقدان الأخوة ، وفقدان البيت والوطن، فكلها سلسلة من المآسي الإنسانية التي تكفل للإنسان انكساره وتفقده معنى الحياة".
ويزيد في التفصيل قائلاً: "الأطفال هناك بلا طموح، وهذا ما يجعل منهم فئة أحوج ما تكون للعطف والاهتمام والعطاء، فأغلب الطلاب ليس لديهم أماني، أسألهم ماذا تريدون أن تصبحوا مستقبلا فيقولون لي بأنهم يريدون أن يكونوا مزارعين وفلاحين، موضحين أن العمل أهم من الدراسة، وهذا الأمر نابع من تلمسهم لأهمية العمل وتأمين لقمة العيش دون النظر إلى أهمية الدراسة والنجاح والعلم لخلق مستقبل أفضل لهم.. هذا بخلاف مساكنهم التي تفتقد لعوامل السلامة والصحة ، فهي مخيمات غير نظيفة، وغير صحية ، ولا تتوفر فيها المرافق.. هم باختصار أناس فقراء ومساكين، يعيشون فقط على ما يصل إليهم من الجمعيات، وهذا ما يحملنا مسؤولية أكبر في توفير أقصى ما نستطيع لهم، علنا نحدث الفارق في حياتهم، ونشجعهم على تغيير مستقبلهم".
واختتم شملوه حديثه: "إن جمعية الهلال الأحمر البحريني جمعية خيرية تطوعية داخلية عالمية من ضمن 172 جمعية عالمية، تأسست سنة 1971، وتم الاعتراف الدولي بها في 14 سبتمبر 1972 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، وانضم إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر في نفس العام، وتهدف جمعية الهلال الأحمر البحريني إلى تحقيق الأغراض الإنسانية التالية، والمساهمة مع شركائنا بالحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر في التخفيف من الآلام البشرية ، وتقديم خدمات اجتماعية وإنسانية تتفق مع رسالة الهلال الأحمر، والعمل على نشر مبادئ الحركة الدولية ، وتدريب وتأهيل متطوعين بالعمل الإنساني وفق مبادئ الحركة ، والمساهمة في نشر القانون الدولي الإنساني وتقديم الخدمات والمساعدات للمحتاجين".
{{ article.visit_count }}
وبين لـ"الوطن" أن مردود الأعمال الإغاثية والخيرية والتطوعية لا يقاس بالعائد بل يقاس بأثر المنفعة الإنسانية التي تعزز قيم المحبة والتصالح والتكامل بين المجتمعات.
وبين أثر الرحلات الإغاثية للدول التي تعاني من مشاكل وكوارث وحروب، معتبراً أن مثل هذه التجارب تصقل الإنسان وتهذبه من الداخل، وتجعل من المشاركين أشخاصاً أكثر تفهما لاحتياجات الناس وأكثر تقديرا لقيمة الحياة والنعمة.
وعن تجربته قال شملوه: "زرت مخيمات جسور في لبنان مقابل الحدود السورية، وكانت التجربة لمدة 8 أيام، كنا نسكن في فندق قريب من المخيمات، نستيقظ مبكراً الساعة 8 ونسير لمدة ساعتين للمخيمات، يعني أننا نصل للمخيمات في تمام الساعة 10 صباحا، لنقوم بمساعدتهم بتوزيع الملابس والزي المدرسي والحقائب المدرسية، في محاولة لتغطية جميع احتياجات الطالب من الألف إلى الياء.. كنا نقوم بزيارات إلى مدارسهم ، لنتعرف على كتبهم وما هي المواد الدراسية التي يتعلمها الطالب ونقوم بتوزيع الكتب عليهم ، نتعرف أيضا على كيفية الدراسة والجو المدرسي، ونقدم لهم بعض النصائح والورش التي تخلق جوا من الألفة بينهم لمساعدة بعضهم البعض وتشجيعهم على الدراسة، كذلك نقوم بخلق لحظات ترفيهية لهم من أجل تغيير الأجواء الكئيبة التي يعيشونها".
وأضاف شملوه : "كانت هذه التجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، فقد كشفت معنى الألم والمعاناة التي يعيشها أهل المخيمات، وقيمة الوطن الذي يظل بظلاله على أهله، فمن يرى معاناة الناس في الدول الأخرى يدرك حجم النعمة التي يعيشها، وأذكر أننا كنا نقوم بالبذل والعطاء بما نستطيع، فمثلا كنت أقوم بتدريس الطلبة لأنني أستاذ قسم التربية الرياضية، وقد استمتعت جدا بتدريس أبناء المخيمات، وأذكر أنني قمت بشرح ظاهرة الاحتباس الحراري ومكوناته، وكانت هذه الرحلة ذات أجواء جميلة في منطقة أحوج ما تكون لأشكال العطاء الإنساني".
وعن المعاناة التي تلمسها شملوه قال: "استطعنا بتواجدنا في المخيمات تخفيف الضغوط التي يمر بها الأهالي والأطفال والطلبة خاصة، فقد تأثر البعض منهم بالأوضاع بشكل كبير، وكان بعض أهالي المخيمات يعاني من الاكتئاب بدرجات مختلفة ، وكنا على يقين بأننا مهما فعلنا فإننا لن نستطيع أن نغير حالهم ، لذلك سعينا لأن نرسم البسمة على شفاههم قدر المستطاع".
ومن المواقف التي استوقفته يقول شملوه: "من المآسي التي تدمي القلب وجود أحد الأطفال الذي كان لا يعرف شيئاً غير اسمه وليس لديه أي معلومة عن نفسه، لا يعرف من أين هو ولا يعرف كم عمره ولا يعرف شيء إطلاقا وكان غير متقبل للتعليم وغير متقبل أن يكون أفضل ، سعيت جاهدا إلى تغييره خلال 8 أيام ولكن دون جدوى للأسف الشديد ، فمثل هذا الطفل يعاني الكثير ويحمل في قلبه الكثير من الآلام منها ألم فقدان الوالدين ، وفقدان الأخوة ، وفقدان البيت والوطن، فكلها سلسلة من المآسي الإنسانية التي تكفل للإنسان انكساره وتفقده معنى الحياة".
ويزيد في التفصيل قائلاً: "الأطفال هناك بلا طموح، وهذا ما يجعل منهم فئة أحوج ما تكون للعطف والاهتمام والعطاء، فأغلب الطلاب ليس لديهم أماني، أسألهم ماذا تريدون أن تصبحوا مستقبلا فيقولون لي بأنهم يريدون أن يكونوا مزارعين وفلاحين، موضحين أن العمل أهم من الدراسة، وهذا الأمر نابع من تلمسهم لأهمية العمل وتأمين لقمة العيش دون النظر إلى أهمية الدراسة والنجاح والعلم لخلق مستقبل أفضل لهم.. هذا بخلاف مساكنهم التي تفتقد لعوامل السلامة والصحة ، فهي مخيمات غير نظيفة، وغير صحية ، ولا تتوفر فيها المرافق.. هم باختصار أناس فقراء ومساكين، يعيشون فقط على ما يصل إليهم من الجمعيات، وهذا ما يحملنا مسؤولية أكبر في توفير أقصى ما نستطيع لهم، علنا نحدث الفارق في حياتهم، ونشجعهم على تغيير مستقبلهم".
واختتم شملوه حديثه: "إن جمعية الهلال الأحمر البحريني جمعية خيرية تطوعية داخلية عالمية من ضمن 172 جمعية عالمية، تأسست سنة 1971، وتم الاعتراف الدولي بها في 14 سبتمبر 1972 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، وانضم إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر في نفس العام، وتهدف جمعية الهلال الأحمر البحريني إلى تحقيق الأغراض الإنسانية التالية، والمساهمة مع شركائنا بالحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر في التخفيف من الآلام البشرية ، وتقديم خدمات اجتماعية وإنسانية تتفق مع رسالة الهلال الأحمر، والعمل على نشر مبادئ الحركة الدولية ، وتدريب وتأهيل متطوعين بالعمل الإنساني وفق مبادئ الحركة ، والمساهمة في نشر القانون الدولي الإنساني وتقديم الخدمات والمساعدات للمحتاجين".