جعفر الديري

قدمت أسرة أدباء وكتاب البحرين، واجب العزاء لعائلة الشاعر والكاتب الإماراتي الراحل حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

وأعرب وفد "الأسرة" إلى أبوظبي، والذي ضم كل من: الناقد د.فهد حسين والشاعر د.راشد نجم والشاعر كريم رضي، عن خالص تعازيها ومواساتها لعائلة الفقيد ولعموم الأدباء والمثقفين العرب، لوفاة الأديب الكبير والصحافي اللامع، الذي قضى عمره في مجالي الصحافة والثقافة.

من جهته قال رئيس أسرة الأدباء والكتاب الشاعر إبراهيم بوهندي: فقدنا برحيل الصايغ شاعراً وكاتباً مبدعاً من أبرز الأدباء والمثقفين بالوطن العربي، فقدناه في قمة عطائه الأدبي الثقافي.

قامة إبداعية

كانت الأوساط الأدبية العربية، ودعت الثلاثاء 20 أغسطس الجاري، الشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ.

وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "فقدت الإمارات اليوم قامة أدبية وثقافية رفيعة. شكل عطاؤه رافداً إبداعياً مهماً أثرى المشهدين الإماراتي والعربي بأعماله القيمة. رحم الله حبيب الصايغ صاحب القلم المبدع والمخلص لوطنه وأسكنه فسيح جناته. وخالص تعازينا ومواساتنا إلى أسرته".

فيما علق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر تغريدة على موقع "تويتر": "فقدت الإمارات اليوم أحد أعمدة الإعلام والصحافة والأدب. رحم الله حبيب الصايغ وأسكنه فسيح جنانه. وسيبقى عمله وشعره وكتاباته المحبة لوطنه خير إرث له. وستبقى الأوطان خير شاهد على أصحاب الأقلام. اللهم ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان".

ووصف سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في حسابه الرسمي على "تويتر"، الصايغ بأنه "قامة إماراتية وطنية عربية ترك أثراً كبيراً في تطور المشهد الإعلامي والأدبي الإماراتي، وخلف إرثاً إبداعياً سيظل مصدر فخر واعتزاز ومدرسة للأجيال القادمة".

ونعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أمينه العام حبيب الصايغ، في بيان جاء فيه: ببالغ الأسى والحزن، ينعي الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب؛ أمينه العام الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي الكبير حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومستشار دار الخليج ورئيس التحرير المسؤول لجريدة الخليج الإماراتية، عن عمر يناهز الخامسة والستين.

وأكد بيان الاتحاد العام أن الرحيل المفاجئ للشاعر الكبير حبيب الصايغ يعد خسارة فادحة للعمل الثقافي العربي، الذي كان الراحل الكبير أهم وجوهه المشرفة، كونه شاعراً متميزاً مثل الإمارات في العديد من المهرجانات العربية والدولية، وفاعلاً ثقافياً شغل العديد من المناصب في الحقل الثقافي وترك بصمته في كل مكان تولاه، إضافة لكونه كاتباً صحفياً مهما، طالما سخر قلمه لخدمة القضايا القومية العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، القضية المركزية للعرب جميعاً، وقد كان أحد أهم المناهضين للتطبيع مع العدو الصهيوني.

يتنفس شعراً

وعبر رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، الأعضاء في الاتحاد العام، عن فجيعتهم بفقد الشاعر الكبير حبيب الصايغ، الذي تولى الأمانة العامة منذ ديسمبر عام 2015، وشهد الاتحاد العام في عهده طفرة على المستويات جميعاً، خاصة تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ومدينة القدس العربية، التي أقام الاتحاد العام مؤتمراً دولياً حول عروبتها في العام الماضي، شارك فيه حوالي مائة أديب ومثقف وباحث وأكاديمي ومسؤول من مختلف الدول العربية.

وقال الشاعر الإماراتي محمد عبدالله نورالدين لـ "العين الإخبارية": إن حبيب الصايغ لم يقف عن الفعل الثقافي للحظة، فقد كان يتنفس شعراً ويؤمن برسالته ويحارب لأجلها بجرأة دون أي خوف أو تردد، فقد كان هاجسه الأكبر هو الثقافة العربية وكيف يستطيع نقلها إلى واجهة المشهد الثقافي الإنساني، وقد تمهد له أول الطريق مع تبوؤه منصب الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء العرب ليبدأ بتأسيس هذا الصرح بشكل مغاير من جديد.

واعتبرت الروائية الإماراتية تهاني الهاشمي، الصايغ أحد أهم رموز الصحافة والثقافة في الإمارات والوطن العربي الذين أعطوا للإبداع الإماراتي صيغة مؤسسية، فهو رجل وقف وراء تأسيس كيانات ومؤسسات وضعت على رأس همومها حاجات المبدع العربي وأولوياته.

وعلق الشاعر العماني سيف الرحبي بالقول: صدمني الخبر المفاجئ لرحيل الشاعر الصديق الحبيب الصايغ فلم أعرف أنه يعاني من مرض معين لأنني لم أره منذ زمن طويل. وكما يقول الشاعر زهير ابن أبي سلمى: رأَيت المنايا خبط عشواء من تصب/ تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم. وكما يقول الكاتب البلجيكي جورج سيمنون: يموت الأصدقاء ويصيبني الدوار. عرفت الفقيد منذ فترة مبكرة، منذ تأسيس مجلة أوراق التي كنت أعمل معه فيها. تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة، وعزائي لأخيه أحمد الصايغ، ولأولاده وعائلته وللشعر والثقافة.

رمز للحداثة

وأكد الناقد المصري د.صلاح فضل، أن الأدب الإماراتي فقد بموت الصايغ رمزاً للحداثة الشعرية، فقد نجح في قطع شوط كبير للعبور نحو الحداثة، وقام بدور مهم في تعزير العلاقات الأدبية بين الإمارات ودول العالم عبر المؤسسات التي أدارها وعلى رأسها اتحاد الكتاب العرب.

ورأى الشاعر الفلسطيني مراد السوداني أن الصايغ يعد واحد من الأسماء ذات الثقل الإبداعي في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، قدم العديد من الاقتراحات الجمالية وأضاف لها رؤى وآفاقا تخصه فاستحق بجدارة أن يكون اسما دالا على حداثة الحركة الشعرية في الإمارات وفعلها الثقافي الناجز.

وقال الروائي اليمني علي المقري: ما إن يأتي إلى ذهني اسم حبيب الصايغ حتى أتذكر تجربته المهمة في الصحافة الثقافية، وبالذات مجلة "أوراق" المتميزة بإخراجها الأنيق خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي، وما زلت أتذكر عناوين الأغلفة وأتساءل لماذا لم تستمر هذه المجلة رغم دورها الاستثنائي؟ إن الصايغ كان قريباً من الحياة الثقافية العربية وملما بشؤونها، ولهذا رحب كثيرون بعمله في أمانة اتحاد الكتاب العرب.