د.فهد حسين
حينما كنت في نشوة الكتابة والقراءة باغتني أحد الأصدقاء ناقلاً لي خبر وفاة الصديق الشاعر حبيب الصايغ، لا شك كان الذهول لسماع الخبر جمد كل تفكيري ولم أعرف حتى الرد عليه. وبعد تواصل مع عدد من الأدباء والكتاب في الإمارات وتحقق الخبر لي كبرت المباغتة لتأخذني سيراً تاريخياً بمعرفة هذا المبدع العروبي الذي عرفته في ثمانينيات القرن الماضي عبر مقالات وموضوعات ونصوص شعرية كان ينشرها آنذاك في الصحافة الإماراتية، وتعمقت العلاقة الإنسانية والثقافية والأدبية بعد اختياره أميناً عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب خلفاً للكاتب محمد سلماوي.
ومنذ توليه المنصب المهم والحساس عربياً وعالمياً خطط لبناء استراتيجية للاتحاد محيطة بسياج اجتماعي كبير، واستطاع في فترته الأولى، والسنة الأولى للفترة الثانية أن يجعل الاتحاد وأعضائه في تواصل مستمر عبر كل الوسائل الإلكترونية من جهة، وأن تكون دولة الإمارات المحطة الأولى للقاءات أعضاء الاتحاد العام كلما تعذر عقد هذا اللقاء أو ذاك الاجتماع دون السؤال عن المصروفات والاحتياجات المادية، كما كان بما يحمله من صفات إنسانية جمة قادرا على احتواء أي تباين أو اختلاف يحدث بين الأعضاء في الاتحاد العام، بل يسعى دائما لتحقيق كل الرغبات والطموحات التي تطرح هنا أو هناك طالما يدعم مسيرة الاتحاد الذي حاول أن يطور من لوائحه الداخلية وأنظمته.
وكان آخر ما دار بيني وبينه من حوار هاتفي موافقته على تصور قدمته إليه يسهم في تعضيد مسيرة الاتحاد العام. لقد كان شاعراً عروبياً بامتياز، ورئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب جامعاً قدر الإمكان كل التباينات في الرؤى، وأميناً عاماً صادقا في عمله مضحياً بوقته وصحته، كل هذا في سبيل الثقافة والعروبة والأدب عبر الاتحاد العام. ستبقى في ذاكرة الثقافة العربية شاعراً وأديباً وأخاً فقدته مباغتة ولكن هذا أمر الله. نم في رحاب جنة الخلد يا أبا سعود.