إبراهيم بوهندي

كان صائغاً مبدعاً بامتياز

رحل الصديق العزيز على قلوبنا حبيب الصائغ المبدع الإماراتي المستحق بكل ما توحيه الصفة من صفاء الروح في المحبة والجمال، رحل بعد أن غرس معنى اسمه في ذاكرة من عرفه على كل مستويات العلاقات الإنسانية بين الإنسان والآخر.

رحل حبيب الصائع بعد أن حقق لنا، نحن الأدباء في الخليج، شرف تمثيل جميع الأدباء العرب في العالم بعد أن تشرف بالفوز بمنصب "الأمين العام للأدباء والكتاب العرب" منذ عام 2015. رحل "أبوسعود" الشاعر حبيب الصائغ مخلفاً وراءه ذلك الإرث الإبداعي الذي شغل به الكثير من النقاد والباحثين في الأدب على مستويات مختلفة وليس في الشعر وحده.

رحل حبيب مستقبلاً هدأة الروح وسكينتها في ملكوت محبة الخالق بعيداً عن كراهية المخلوقين وأحقادهم. رحل ذلك الصائغ الذي صاغ درر القول في مواقف عربية كثيرة، حيث لم يكن يمر عام في أيام ولايته كأمين عام للأدباء والكتاب العرب إلا وكان له فيه أكثر من مبادرة لتسجيل موقف عربي في سبيل القضايا العربية، وعلى وجه الخصوص منها، قضيتنا الكبرى "قضية فلسطين"، برعاية كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي والشارقة على وجه الخصوص.

ولم تكن له تلك المواقف السياسية فقط، بل أذكر مواقفه الأدبية أيضاً وعونه للكثير من الأدباء العرب على تحمل تكاليف نشر نتاجهم وترجمته، ضمن المشروع الثقافي الكبير لذلك المثقف العروبي الذي تبوأ منصب الحاكم فأضاف على الهيبة السياسية هيبة الكلمة ورهبتها في الأدب والثقافة بشكل عام، ذلك المثقف الحاكم الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي لم يكن يفوت مناسبة في لقاءات الأدباء والكتاب العرب عندما يكونون في رحاب دولة الإمارات العربية المتحدة إلا وأعطى المشاركين فيها فرصة الاجتماع به، في رحاب دارته التي تحتوى على الكثير من نتاج مشروعه الثقافي في إمارة الشارقة.

ومن المعروف أنه بعد سنين طويلة من الحضور الخليجي في عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، استطاع ذلك الأديب الكبير المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ حبيب الصائغ من أن يتحمل مسئولية الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. وبتحمله تلك المسؤولية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة إمارة أبوظبي أثبت للآخرين بأن الخليج العربي يتميز بثروات إنسانية، لا تقل غنى عن ثرواته النفطية التي يلهث خلفها الكثيرون متناسين تلك الثروة الروحية التي أبدعها كثيرون من أدباء الخليج العربي.

نسأل الله سبحانه أن يتقبل حبيب الصائغ ويسكنه فسيح الجنان، فلقد كان رحمه الله صائغاً مبدعاً بامتياز في أدبه.