قام دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة الأحد، بزيارة إلى معبد شريناتجي الهندوسي في المنامة حيث دشن رسمياً أعمال تطوير وتجديد المعبد؛ بحضور الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف.

وأعرب دولة رئيس وزراء الهند عن سروره بزيارة معبد شريناتجي وهو من أقدم المعابد الهندوسية في المنطقة، مما اعتبره تجسيداً لقوة العلاقة الثنائية بين مملكة البحرين وجمهورية الهند ودلالة على حرية المعتقد والانفتاح الثقافي الذي يمتاز به البلدان.

وخلال الزيارة التي حضرها الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وعدد من ممثلي الجالية الهندية، أزاح دولة رئيس الوزراء الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً ببدء أعمال التطوير.

وأكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، أهمية الزيارة التي يقوم بها دولة رئيس وزراء جمهورية الهند إلى البلاد، لافتاً إلى أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات واسعة تصب في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال: "إن زيارة رئيس وزراء الهند إلى المعبد تأتي لتتوج علاقة تاريخية متميزة بين البلدين، ممتدة في التاريخ، تفاعلت معها الشعوب وتأثرت بها الثقافات والعادات. ووجود جالية هندية في البحرين تدخل في النسيج المجتمعي البحريني، يعد ترجمة حقيقية للتسامح والتعايش السلمي الذي تميزت به البحرين منذ القدم. وزيارة رئيس الوزراء الهند يعتبر حدثا ذي شأن كبير فيما يتعلق بالتأكيد أن هذا التاريخ المتجذر بين البلدين ليس وليد اللحظة وإنما أرسى دعائمه منذ قرون".

وأضاف: "نتطلع لأن تستمر العلاقات الثنائية وتنتقل إلى مستويات أرحب، وهناك آفاق مستقبلية لزيادة التعاون وصناعة تاريخ آخر ممتد إلى سنوات طويلة، فالهند دولة كبيرة، ونحن ننظر لها بأنها جزء من تاريخنا وهناك فرص اقتصادية بين البلدين من الممكن استثمارها مستقبلاً".

من جهته، قال رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة إن المعبد الهندوسي الذي زاره رئيس وزراء الهند يعتبر شاهدا على تنوع الثقافات في البحرين منذ الأزل وشاهدا على التعايش السلمي بين النسيج المجتمعي في البحرين.

وأضاف: "لطالما كانت البحرين عبر التاريخ مركزاً تجارياً استقطب التجار والعلماء من مختلف أنحاء العالم، ومثلت البحرين لهم واحة الأمان ومكانا مثاليا للاستقرار، ووجدوا في التسامح والسلم عاملا يشجع على الاستقرار في البحرين، الأمر الذي تطلب حرية الممارسة الدينية وتم السماح لهم بإنشاء دور العبادة بكل حرية ودون أي تدخل من أي جهة".

وقال: "إن هذا المعبد الهندوسي يؤكد على أن آل خليفة حكام البحرين بدؤوا بسياسة التسامح الديني قبل أكثر من 200 عام وقبل أن تنشأ المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني المنادية بالحريات؛ مما يؤكد على أن التعايش السلمي في البحرين متأصل منذ القدم".

من جانب آخر، قال رئيس المعبد الهندوسي بالبحرين سوشيل ملجيمال: "نحتفل بمرور أكثر من 200 عام على إنشاء المعبد وارتأينا بأن يتزامن تدشين أعمال التطوير مع زيارة رئيس وزراء الهند، ونأمل أن يواصل المعبد عمله وأن يبقى شاهداً على قيم التسامح والتعايش التي وجدناها في البحرين".

وأشار إلى أن البحرين اليوم ترسخ قيما ومبادئ غاية في الأهمية، حيث إنها منارة لنشر قيم التسامح والتعايش الديني بين مكونات المجتمع بمختلف أطيافها وهذه رسالة إلى العالم ليتخذوا من البحرين نموذجا يحتذى به.

وأوضح رئيس جمعية ثاتاي الهندوسية بوب تاكر أن المعبد تم إنشاؤه من قبل الجمعية قبل 200 عام، ليكون بذلك أول وأقدم معبد هندوسي في البحرين ومنطقة الخليج العربي، وقد جاءت الحاجة لإنشاء المعبد لتلبية احتياجات الجالية الهندوسية وكجزء من التزام الجمعية تجاه مجتمعها المغترب، ومن المؤمل أن يشهد المعبد أعمال ترميم وتطوير ستنتهي بحلول العام 2021.