إبراهيم الرقيمي

قال النائب أحمد الانصاري إن "بعض المواطنين يعتقدون بأن النائب حصالة متنقلة أو مخلص لإجراءاتهم، ومنهم اتكاليون بنسبة 100%، لذلك يجب توعية المواطن بأن النائب ممثل للشعب داخل مجلس النواب وناقل لأصواتهم".

وأكد الأنصاري في حوار لـ"الوطن" أن كثرة لجان التحقيق خلال دور الانعقاد لا داعي لها، داعياً النواب إلى عدم التسرع في اتخاذ القرارات. وبين أن مناقشة الوزراء في الجلسات يجب أن تكون بالأدلة والإثباتات والطرح العقلاني لا بالصراخ.

ولفت الأنصاري إلى أن نظام العامل المرن عرض التاجر البحريني لخسائر وبيع محله لعامله الذي سيصبح كفيلاً لنفسه وينافس البحريني، مشيراً إلى وجود 45 محلاً أصبحت شاغرة في شارع بوكواره والرقم بازدياد.

وقال الأنصاري، كونه رئيس مجلس بلدي الجنوبية السابق، إن "الأعضاء البلديين اليوم لا يستطيعون تنفيذ أي مشروع جديد بحكم الميزانية، والواجب عليهم المحافظة على الأمور الموجودة"، مشيراً إلى أن جميع المشاكل البلدية في منطقته تم حلها والمتبقي هي المشكلة المشتركة المتعلقة بتجمعات الأمطار. في حين أكد وجود شبكة ضخمة لتصريف مياه الأمطار تمتد من شارع الاستقلال حتى تقاطع ألبا.

وأضاف الأنصاري أن "طيران الخليج" مازالت تعاني مشاكل مالية وإدارية، واصفاً حالها "كالرماد على الجمر".



وفي ما يلي نص الحوار:

- كيف تصف دورك كنائب في دور الانعقاد الأول؟

دور النائب في الأساس هو نقل صوت المواطنين وأهالي دائرته في المجلس وطرح المواضيع التي يعاني منها المواطنون كالإسكان والصحة والعمالة وغيرها. وجميع تلك الأمور تكون عن طريق اتخاذ إجراءات لازمة للمقترحات والمشاريع أو المداخلات داخل المجلس. وهناك قبول بشكل عام من أهالي دائرتي لمستواي كنائب، ولدينا مكتب مشترك يجمع أعضاء كتلة الأصالة إلى جانب مجلس إمام مسجد شيخان الذي كنت مؤذناً سابقاً فيه. وكل ما يريده المواطن هو التواصل مع ممثل الدائرة.

- ما أكثر المشاكل التي يعانيها المواطنون من أهل دائرتك في الوقت الراهن؟

كل منطقة لها مشاكلها الخاصة. وأكثر مشكلة موجودة هي البطالة وحاجة المواطنين للتوظيف، تليها مشكلة الإسكان وحاجة كل مواطن متزوج حديثاً إلى بيت منفصل.

- كونك رئيس مجلس بلدي سابق، ما المشاكل البلدية التي حملتها معك إلى مجلس النواب؟

جميع المشاكل البلدية حلت، لكن لدينا مشكلة واحدة في البحرين كلها هي تجمعات مياه الأمطار، والحل المعروف حالياً هو توفير الصهاريج لشفط المياه. وعندما نقول إن هناك شفطاً للمياه فإن ذلك يعتمد على سرعة تجاوب الوزارة لتوفير الصهاريج، وعند حدوث الامطار وتجمعات المياه يكون العضو البلدي هو المتهم الأول بهذه المشكلة.

في السابق كان هناك مساحات فارغة لتصريف مياه الأمطار، لكن المشكلة الآن هو البنيان والعمران الذي تنحبس فيه المياه مما يسبب دخولها للمنازل. هناك شبكة ضخمة لتصريف مياه الأمطار الى البحر تمتد من شارع الاستقلال حتى تقاطع ألبا الجديد، وسيتم الانتهاء منها قريباً.

- هل هناك إشكاليات يعانيها المجلس البلدي مع وزارة البلديات؟

أكثر مشكلة يعاني منها الأعضاء البلديون هي الميزانية، فيرغب العضو البلدي في إنشاء حديقة ومخططات أخرى لكنه يفاجأ بأنه لا يستطيع فعل شيء. معظم الميزانيات الموجودة لدى البلديات هي من أجل الصيانة والحفاظ على المكتسبات الحالية الموجودة.

الأعضاء البلديين حالياً لا يستطيعون تنفيذ أي مشروع جديد بحكم الميزانيات، ولكن ما يستطيعون فعله هو المتابعة اليومية للمشاكل والأحداث البلدية داخل دوائهم. وأكثر الناس يطلبون مرتفعات كون هناك شوارع ممتدة دون انحناءات فيكون الشارع مهيئاً للسرعات العالية. والمجلس البلدي ينظم إنشاء المرتفعات، لكن إنشاءها ليس بالأمر السهل ويكون بالتنسيق مع الدفاع المدني والإسعاف بحيث لا تعيق وصول الطوارئ إلى المكان اللازم، وهذا الأمر يحدده المهندسون.

من جهة أخرى، هناك تطوير لممشى الاستقلال كونه أكثر الإمكان اقبالاً من المواطنين والمقيمين، حيث تم استبدال الطابوق الأحمر إلى ممشى مطاطي إلى جانب تظليل بعض المرفقات ووضع ألعاب رياضية.

- برأيك ما الفرق بين العمل داخل المجلس البلدي والمجلس النيابي؟

في العمل البلدي أستطيع رؤية ثمار عملي في الوقت نفسه. وأستطيع حل المشكلات التي يعاني منها المواطنون آنياً عن طريق الاتصال بالمسؤولين والمتابعة معهم، بينما المجلس النيابي يحتاج إلى دراسة وإصدار تشريعات وقوانين والأمر ليس سهلاً ويحتاج إلى وقت.

ويجب على المواطنين أن يعلموا أن العمل النيابي يحتاج إلى جهد ووقت ولا يمكن تحقيق الإنجاز في فترة بسيطة، فالنائب لا يملك عصا سحرية لتحقيق مطالب المواطنين. يجب التفريق بين العمل النيابي والبلدي. وعلى المواطنين أن يعلموا بأن النائب ممثل عنهم وليس مخلصاً لأمور حياتهم، فهناك بعض المواطنين يلجؤون للنائب قبل بدء أي شيء، وبعض الناس اتكاليون بنسبة 100% يرغبون بكل شيء وهم في منازلهم، فالنائب ليس مخلصاً لتلك الأعمال وعمله يقضي بإيصال صوت المواطن للمجلس.

- كونك أكثر الأعضاء تقديماً للمقترحات، ألا ترى أن كثرتها تعيق عمل الحكومة، وهل أنت مقتنع بجميع تلك المقترحات؟

نعلم أن المقترحات بقانون لها أهمية أكبر من الاقتراحات برغبة وفقدنا أهميتها في دور الانعقاد الأول، والمقترحات مصدرها الأهالي والمواطنين فأنا لا أخترع المقترحات لكن مصدرها المواطن.

- كيف ستلجأ كنائب لحل مشكلة نقص الاقتراحات بقوانين الموجودة لدى المجلس؟

أدعو كل مواطن يرى نقصاً في قانون ما أن يتقدم به لنائب منطقته ليستطيع تقديمه كمقترح بقانون ورفعه على المجلس فتحل المشاكل في تلك القوانين. ودورنا كلجان دراسة القوانين والمشاريع التي تحال إلينا وتعديلها.

- وجهت سؤالاً عن طيران الخليج، فما أهم المعوقات الموجودة لدى الطيارين، وما الإجراءات التي ستتخذها مستقبلاً؟

كان الاستفسار عن سبب استقالات الطيارين التي سببت تأخير الرحلات، لأن تأخير الرحلات يؤثر على سمعة الشركة، وسمعة الشركة تعود بتأثيرها على سمعة البحرين باعتبار طيران الخليج الناقلة الرسمية لها، والشركة فيها نقص وقصور ويجب محاسبة المسؤولين.

أنا كنائب متابع لطيران الخليج من خلال المواطنين أو الموظفين، أرى أن كثرة المشاكل في طيران الخليج ستدفع الأخرين للابتعاد عن الشركة إلى شركات أخرى، وحجم الشركة وأداؤها يؤثر في مدخول الشركة. هناك مشاكل موجودة في طيران الخليج، والشركة من خسارة إلى خسارة وقد يكون الحل خصخصتها. الشركة الآن مثل الرماد على الجمر، الظاهر لنا وللمواطنين أنه لا توجد مشاكل لكن من الداخل هناك مشاكل مالية وإدارية وغيرها.

- كيف ترى العمل ضمن كتلة الاصالة؟ وهل يمكن أن نرى الأنصاري مستقلاً؟

هناك تعاون دائم بين أعضاء الكتلة، والأمر بيننا شورى والخلافات بيننا من الطبيعي أن تكون موجودة فمن الممكن أن أرى أمراً معيناً ويرون الخمسة الآخرون شيئاً آخر فالديمقراطية ستحكم ذلك. أنا دخلت مجلس النواب باسم كتلة الأصالة وأنا جزء منها ولن أبتعد عنها.

- هل هناك نواب يرغبون في الانضمام الى الكتلة؟

المشكلة أن كل نائب يرونه ملتزماً دينياً ينسب إلى كتلة الأصالة وهذا شرف لنا، لكن نحن ككتلة مكونين من 3 أعضاء فقط وأيادينا مفتوحة وممدودة لجميع الكتل النيابية، فيجب علينا التكاتف مع باقي الكتل.

- هل تتبنى الكتلة لجنة تحقيق أو مناقشة عامة أو استجواباً؟

نحن ككتلة لدينا برنامج نمشي عليه ولدينا مقترحات وقوانين ويتم تقديمها باسم الأعضاء. لجان التحقيق لا يمكننا طلبها دون هدف لكن إذا دعت الحاجة فسنتقدم بها. نحن كتلة قوية وقديمة وموجودة من بداية الفصول التشريعية ولدينا إدارة ونواب سابقون ونقدر المصلحة أين. ولن نشذ عن المصلحة العامة ومصلحة الحكومة الرشيدة ولدينا ثوابت لا نحيد عنها، وأمورنا كلها بحسب ديننا.

- كيف تقيم أداء لجنة الخدمات في الدور الأول؟

الأداء كان جيد جداً وطرحت اللجنة مواضيع كثيرة وقوية. وأشكر بذلك رئيس اللجنة ونائب الرئيس لتعاونهما مع النواب. وكان الجميع مخلصاً في اجتماعات اللجان وكانت هناك لقاءات دائمة مع الجهات المعنية، ورفعت مواضيع كثيرة إلى هيئة المكتب، بعض المواضيع طرحت في المجلس وبعضها ما زال لدى هيئة المكتب.

- في إحدى الجلسات خالفت بمداخلتك رفض اللجنة لمشروع بقانون بخصوص مادة التجويد، رغم موافقتك على رفض المشروع في اجتماع اللجنة، فماذا حصل؟

المشروع منذ البداية كان عليه تحفظ وكان هناك نواب في اللجنة موافقين على المشروع وآخرون رافضين. وغير صحيح أنني كنت موافقاً على رفض المشروع في اجتماع اللجان. كان هدفي هو زيادة نسبة القرآن الكريم في المدارس، واعتمادنا على مواد التربية الإسلامية فقط غير كاف كونها حصتين فقط في الأسبوع، وأفضل أن تكون هناك حصص مخصصة للقرآن الكريم لأنه ليس كل الطلبة مسجلين لدى مراكز التحفيظ لكنهم موجودون في المدارس.

- وزارة التربية في ردها على المشروع أكدت أن تخصيص حصص التجويد يعني زيادة في ساعات المدارس، كيف ستعالج الأمر؟

التربية تدرس الطبخ والخياطة والموسيقى واللغة الفرنسية وكل تلك الأمور لم تؤثر على الساعات الدراسية. ألغوا تلك المواد وضعوا التجويد، يجب إعطاء الطالب خيارات في المجال الذي يرغب في دراسته وليس إلزامه بدراسة الموسيقى والفرنسي وغيره. القرآن له أثر كبير في تعلم اللغة العربية وفصاحة اللسان، والمشروع الآن لدى الحكومة وننتظر رد الحكومة.

- في حال ترؤسك لجنة الخدمات واستمرار النائب عبدالرزق حطاب في رئاسة لجنة المرافق فستصبحون 3 أعضاء في هيئة المكتب، هل سيكون لهذا الرقم تأثير أو تغيير بالنسبة لكم ككتلة؟

في الدور الأول كان هناك 3 نواب من كتلة البحرين النيابية، ولم يشكل ذلك فارقاً لهم إلى جانب أننا غير مخططين ككتلة لهذا الأمر، ولو كنا جميعاً في هيئة المكتب فلا أرى مشكلة في الأمر، والنواب هم من سيختارون رئيسهم.

- ما أبرز المشاكل التي يعانيها المواطنون في وقتنا الحالي؟

زيادة نسبة الطلاق وزيادة العنوسة وتأخر الزواج، فنرى شباباً وشابات بلغوا 30 من عمرهم ولم يتزوجوا حتى الآن، والسبب صعوبة فتح بيت إذ يجب على الشاب أن يأخذ قرضاً نتيجة ضعف راتبه، إضافة إلى أن تكاليف العرس باهظة فيلجأ المواطن إلى الجمعيات لمساعدته في تحمل التكاليف.

- ما سبب لجوء بعض المواطنين إلى الجمعيات الخيرية؟

نرى أن هناك مواطنين مداخيلهم جيدة لكنهم يسيؤون صرف الراتب فيبقون محتاجين للجمعيات ومساعداتها.

يجب ألا نجعل المواطن يلجأ إلى الجمعيات الخيرية للمساعدة في حل مشاكله المالية. ويجب أن تكون هناك دراسة لسبب زيادة لجوء المواطنين للجمعيات، فلو لم تكن هناك جمعيات خيرية فماذا سيفعل المواطن؟!

ويجب أن تكون هناك جهات حكومية تدعم الزواج للمواطنين وتيسر لهم عوضاً عن أخذ قروض من البنوك تجعل المواطن يدفع نصف راتبه للقروض التي دفعها للزواج والمنزل والتأثيث وغيره. يجب معالجة الأمر ومساعدة الشباب المقبلين على الزواج لتيسير حياتهم.

- في ما يخص العامل المرن، قدمتم في الأصالة طلباً لمناقشة واستيضاح النظام، ما أثر هذه القضية على الاقتصاد والمواطن؟

نحن أول دولة في العالم عملنا نظام العامل المرن لنبين للدول أنه ليس هناك لدينا اتجار بالبشر أو اضطهاد للعمال، فمثلاً مواطن ما لديه محل نجارة واستقطب عاملاً من أي دولة وعلمه كيفية العمل وجعله يعمل في محله، وبعد أن يعرف العامل كيفية العمل وخطة العمل يلجأ إلى هيئة تنظيم سوق العمل ليحصل على تصريح العامل المرن ويصبح حراً أو كفيلاً لنفسه مقابل دفع مبلغ شهري، وبعد ذلك يفتح العامل محلاً آخر للنجارة وسيخاطب الزبائن الآخرين الذين يعرفهم وبالتالي سيلجأ الزبائن إلى الأرخص، ويضطر التاجر البحريني لبيع المحل للعامل القديم بسبب خسارته وفقدانه الزبائن.

أيضاً في موضوع الخدم النظام أصبح يسمح للخدم حال هروب خادمة من منازل الكفيل واستطاعت الشرطة الإمساك بالخادمة يستطيع أي شخص أن يأتي ويأخذ الخادمة ويصبح كفيلها، والمواطن البحريني هو المتضرر في الأخير، فنظام العامل المرن جعل من البحرين أفضل دولة في العالم ولكننا من الداخل متشتتين وغير مرتاحين.

هناك 45 محلاً تجارياً أغلقت وعرضت للإيجار على شارع بوكواره، وهناك محلات أخرى في شارع مشتان وشوارع أخرى فرعية أصبحت مهجورة.

والسبب في ذلك هو منافسة الأجنبي للعامل البحريني ونظام العامل المرن الذي تسبب في ركود المحلات التجارية وإغلاقها، و ارتفاع فواتير الكهرباء على المحلات التجارية والضرائب المتكررة على التاجر كلها أدت لعزوف التجار وخروجهم من المحلات.

- هل سنرى تحسناً في أدائك كنائب في المجلس؟

أكيد، معظم النواب جدد ومعظمهم شباب، فكان هناك حماس وانطلاق في اللسان، بعض النواب يصرخون وبعضهم صامتون لم نسمع لهم كلمة، وبعض النواب عقلانيون في الطرح وبعضهم أطروحاتهم كانت مسيسة، وكل نائب له أهدافه.

وأعتقد بأن الطرح في الدور المقبل سيكون أفضل لأن كل نائب راجع نفسه وكلامه. والطرح ليس في اللسان والصراخ لكن بالدليل، فأنا إذا كنت سأناقش وزيراً فسأتعامل معه بالدلائل والاثباتات وليس بالصراخ والاتهام.

- كلمة توجهها لسعادة النواب.

أدعو إخواني النواب إلى التكاتف ووضع مصلحة البحرين أولاً ثم مصلحة الشعب، والمصلحة الخارجية من خلال إظهار الممارسة الديمقراطية لدول العالم وذلك لا يحدث بالصراخ والتهويل والتخوين، وأتمنى دراسة كل المواضيع، وكل أمر في مصلحة الوطن نحن سنقف معه.

مسألة لجان التحقيق المتعددة ليس لها داع، وإذا كانت هناك حاجة للجان التحقيق فسنعمل عليها لكن إذا لم يكن هناك داع فلا حاجة لذلك. وأدعو النواب إلى عدم التسرع في اتخاذ القرارات، ولا ننسى مصلحة المواطن الذي وضع آماله في النائب، والمواطن لا يريد سوى العيش الكريم.