على مساحة تمتد لأكثر من 100 ألف متر مربع، وفي إطار جهود حماية إرث المملكة الثقافي والبيئي والترويج لقطاع السياحة الواعد بها، أفتتح يوم أمس الجمعة منتزه البحرين للغوص الذي وُصف بأنه الأول والأكبر من نوعه عالمياً، حيث يتوقع أن يفد محبو وعشاق رياضة الغوص والألعاب المائية وهواة الاطلاع على البيئات البحرية المتنوعة والثمينة إلى المنطقة الواقع بها المنتزه شمال مياه البحرين، وذلك بعد اكتمال نجاح اختبار تجربة الغوص في محيطها.



وشهد الافتتاح الرسمي رحلة غوص شارك بها وزير الصناعة والتجارة والسياحة رافقه الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، الدكتور محمد مبارك بن دينه، ومجموعة من الغواصين المحترفين والهواة إلى موقع الطائرة تحت الماء، في حين سيفتح المنتزه أبوابه أمام محبي رياضة الغوص والألعاب المائية ابتداءً من اليوم السبت. وكان المنتزه قد أُعلن عن فكرة إنشائه في النصف الثاني من يناير 2019 الفائت، وذلك بالشراكة بين المجلس الأعلى للبيئة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض والقطاع الخاص، وبدأت المرحلة الأولى منه في يونيو من نفس العام إثر مؤتمر صحافي كبير حظي بمتابعة إعلامية مكثفة، حيث غمرت المياه إحدى الطائرات الضخمة على عمق 20 متراً لتكون موئلاً آمناً للكائنات البحرية، ومركزاً للعديد من المنحوتات البحرية الاصطناعية، ومنها مجسم يمتد على مساحة 900 متر لبيت "النوخذة" التراثي التقليدي سيتم تثبيته في المراحل المقبلة من المشروع.

ويأتي إنشاء المنتزه بهدف تنويع مصادر الدخل، والاستفادة من الميزات التنافسية التي تتمتع بها البيئة البحرية بالمملكة، سيما أنها تشكل نسبة 91% من إجمالي مساحتها، وتمتد سواحلها المائية إلى نحو 510 كم، ولتعظيم العائد من القطاع السياحي بالبلاد الذي يسهم بنحو 8% من مجمل النشاط الاقتصادي، ومن المؤمل زيادتها في غضون السنوات الأربع القادمة لتصل إلى نحو 10% مع تطوير وإنجاز العديد من المشروعات منها افتتاح 22 فندقاً جديداً حسبما أعلن.



وتشهد البحرين اهتماماً متزايداً بمقوماتها السياحية المختلفة ومناطق الجذب الترفيهية والتاريخية الثرية التي تتمتع بها ويمكن استثمارها، خصوصاً تلك التي تعتمد مفهوم السياحة البيئية النظيفة والتراثية الشاملة، وذلك في ضوء القرارات والإجراءات الأخيرة التي استهدفت تنمية الوعي بالموروث الثقافي البحريني الأصيل، والحفاظ على البيئة البحرية والفطرية، وتعظيم العائد من وراء استثمارها.

ومن بين ذلك مشروع إحياء صناعة اللؤلؤ، والاحتفال بيوم السياحة العربي، وافتتاح مركز زوار طريق اللؤلؤ، وتشييد الساحات العامة الـ 16 لمسار موقع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي، وتدشين موسم ناصر بن حمد لرياضات الموروث البحري، وسبقها انطلاق حملة "بحرنا نظيف"، التي تشمل 13 مرفأ في مختلف المحافظات، وغيرها من المشروعات والبرامج التي أدركت أهمية التعويل على القطاع السياحي بمشتملاته المتعددة كقاطرة للنمو الاقتصادي.



ونجحت الخطط والبرامج الموضوعة الرامية إلى تنشيط عجلة نمو القطاع السياحي في تطوير منظومة القوانين والإجراءات المعمول بها للاستفادة منها في تحديث القطاع، وتنمية موارده ومهارات العاملين به، ومن ثم الترويج للمملكة كوجهة سياحية ضمن المناشط والمعارض السياحية، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في زيادة مردوده الاقتصادي وبخاصة مع زيادة معدلات زائري البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.

كما أن معدلات الزوار والسياح في ارتفاع مستمر ويعود ذلك إلى الجهود التي يقوم بها القائمون على قطاع السياحة والمبادرات المختلفة التي تسعى لتنشيط السياحة، حيث بلغ عدد الزوار الوافدين 12 مليون زائر عام 2018، وعدد السياح الدوليين الوافدين نحو 13.7 مليون شخص لنفس العام. الأمر الذي يتوقع معه أن يسهم المنتزه الجديد عقب افتتاحه في زيادة حركة السياحة الوافدة إلى البحرين، وبما يضمن تعزيز العوائد الاقتصادية للقطاع السياحي وتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.