نص – عبدالحميد القائد
(1)
المايسترو
المايسترو يغرق في محاورة الموسيقى
لينسى التي كسرت إيقاعه اليومي
ارتدت روحه وغابت في المسافة
وما زال الضجيج يبحث عن مقهى
ينعكس وجهها الأمازيغي في فنجان القَهوة
هل للمقهى ذاكرة تتذكر خديعة الوقت
أم أن المسافة وهم
العشق جسد للماء
الجوى خرافة الشعراء
ويصحو العاشق من ذهوله
حين تساقط السماء رسائل حب محروقة
تهطل مطرا لا يطفئ جمرات الأوراق
يرسم قوس القزح دوائر بألوان وجهها
تنسدل ستارة سميكة
تطمس ما تبقى من ذاكرة الجنون.
(2)
عينان
عيناك خطيرتان
تبحثان في نهم عن يوتوبيا
تائهتان كأن الجهات تداخلت
فصمت الأفق عن التعليق في خضم الحدقتين
في عينيك رأيت فتنة نائمة
تنتظر من يوقظها لترتاح الأسماك
في البحارِ التي هاجرت
لتقيم قريبا من بريقهما
في شهوة الشغف المتفجر وقفت حائرا
هل هما قارتان متغربتان
أم شعلتان تنتظران فارسا مجنونا
يغامر بالاحتراق بلذتهما
***
غامضة عيناك مثل سوناتا غير مكتملة
أحزانها تهمس كموج نائم
طريدة الإيقاع والمسافة
تبحث عن وجهها القمحي
في العواصم البعيدة
تخفي نبضاتها في عينين خطيرتين
لتزرع المدن عطرا وغموضا.