ناقشت جامعة الخليج العربي أول رسالة دكتوراه في تخصص إدارة الابتكار للباحثة لولوة بودلامة عن بحثها بعنوان "تطوير الوقف باستخدام مفاهيم الابتكار الاجتماعي: دعم المبادرات الاجتماعية من أجل التنمية المستدامة في مملكة البحرين".

ويعد برنامج ماجستير دكتوراه إدارة الابتكار الذي أطلقته جامعة الخليج العربي قبل ثلاث سنوات أول برنامج من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يمنح درجة الدكتوراه في مجال إدارة الابتكار.

وأرجع عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد الدهماني فتح الله الفضل في إطلاق هذا البرنامج، إلى رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد العوهلي، الذي حرص على إطلاق هذا البرنامج بل وبناء استراتيجية متكاملة لتحويل جامعة الخليج العربي إلى جامعة مبتكرة، وتشجيع جميع أعضائها لإطلاق مبادرات مبتكرة تساهم في النهضة الشاملة التي تمر بها المنطقة.

بدورها اعتبرت الباحثة لولوه بودلامة هذه البحث إنجازاً جديداً للمرأة البحرينية حيث يعد بحث الدكتوراه الذي قدمته "أول بحث تمنح بموجبه درجة دكتوراه في تخصص إدارة الابتكار على مستوى الخليج العربي، لأكون بذلك أول خليجية تحصل على شهادة الدكتوراه في هذا المجال الرائد والمهم".

وقالت بودلامة: "كنت أتطلع إلى أن أكون شريكا حقيقياً في إيجاد حلول تنموية للمجتمع البحريني، وهذا ما دفعني لدراسة الابتكار الاجتماعي تحديداً، ووجدت أن هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول تمويلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من أجل تنمية المجتمع البحريني".

وتابعت: "يعد نظام الوقف نظاماً تمويلياً رائداً ساهم في نهضة الدولة الإسلامية، ليس هذا وحسب بل أنه ساهم في تمويل عدد من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية خلال الحضارة الإسلامية وكان أحد عوامل النهضة في ذلك الوقت، فلهذا قمت بدراسة نظام الوقف من خلال مفاهيم الابتكار الاجتماعي العالمي، من أجل إيجاد صياغة مبتكرة من نظام الوقف".

وتناولت البودلامة في دراستها كذلك، قدرة نظام الوقف الإسلامي على دعم أهداف التنمية المستدامة وتمويلها، بالإضافة إلى دراسة واقع إدارة الوقف في مملكة البحرين، وقدمت نموذجا متكاملاً لتطوير الأوقاف بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية الغراء.

واستخدمت الباحثة المنهج الكمي والكيفي، واعتمدت في دراستها على عدد من الأدوات البحثية المبتكرة للتوصل إلى نتائج البحث وتوصياته مثل برنامج التحليل Atlas.ti ونموذج التحليل المؤسسي، ونموذج التدقيق على الابتكار للوصول إلى نتائج البحث، التي أثبتت فيها أن نظام الوقف يعتبر جزءاً من الابتكارات الاجتماعية كما أثبت البحث قدرة نظام الوقف على خدمة وتمويل ملفات اجتماعية واقتصادية وبيئية مهمة جداً، وأثبت كذلك بأن نظام الوقف يستطيع خدمة أهداف التنمية المستدامة إذا ما تم تطويره بطرق ابتكارية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية.

وأوصت الباحثة لولوة البودلامة بضرورة إدراج نظام الوقف كأحد مصادر التمويل لخدمة أهداف التنمية المستدامة، وأوضحت بأن هناك اهتماماً عالمياً بنظام الأوقاف، وألمحت بأن المملكة العربية السعودية قامت بإدراج تطوير الأوقاف ضمن خطتها الاستراتيجية 2030.

كما أشارت إلى أن مركز محمد بن راشد العالمي للأوقاف والهبات يعد مثالاً رائعاً للوقف المبتكر للاحتذاء به، مؤكدة أن خطة البحرين الاقتصادية 2030 أشارت إلى أهمية "الابتكار للوصول إلى حلول ناجعة لمواجهة مشكلات المجتمع."

وتألفت لجنة المناقشة من أستاذ العلوم السياسية، بقسم المحاماة والعلوم السياسية بجامعة تونس المنار، الأستاذ الدكتور محمد كيروي، ممتحناً خارجياً، وأستاذ التقنية الحيوية، بقسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور محمد دهماني فتح الله، ممتحناً داخلياً، فيما أشرف على الرسالة كل من أستاذ التخطيط الحضري بقسم الموارد الطبيعية والبيئة، الأستاذ الدكتور أحمد الخولي، وأستاذ المياه والبيئة بقسم إدارة الابتكار والتقنية، بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي.