أكد باسم الحمر وزير الإسكان أن الابتكار في مجال المدن الذكية بات متطلبا ضروريا لمستقبل تكوين المجتمعات العمرانية، باعتبار أن العلاقة التفاعلية مع المواطنين من خلال التقنيات الحديثة يضمن تطوير جودة حياتهم، ويحقق معدلات مرتفعة من التواصل والاتصال بين الحكومات والأفراد، فضلا عن الآثار الإيجابية التي تترتب على إنشاء مثل تلك المدن على مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.
وقال على هامش مشاركته في حفل افتتاح مؤتمر المدن الذكية الرابع لعام 2019، إن البحرين من أبرز الدول التي تركز على مسألة الإبداع والابتكار من أجل تطوير المجتمعات والمدن الجديدة، فضلا عن تحقيقها مراكز متقدمة في مجال التطور التكنولوجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى تحفيز برنامج عمل الحكومة فيما يتعلق بقطاع الإسكان على ضرورة الابتكار والبحث عن حلول جديدة لمعالجة ملف السكن الاجتماعي.وأضاف أن مسألة تكوين بيئة ومجتمعات تقنية تعد أمرا ضروريا في حال الرغبة في تنامي الابتكار وإيجاد الحلول الجيدة لتطوير المشاريع السكانية من خلال العلاقة التفاعلية بين المواطنين والحكومات، مشيرا في هذا الصدد الى أن الحكومات باتت تولي مسألة توفير البنية التحتية الذكية اهتماما في مشاريع بناء المدن، الأمر الذي يسهم في أن تكون المدن متصلة بأسرع الخدمات، بما يعود بالنفع على حياة المواطنين.
وأوضح أن العديد من دول العالم تقوم حاليا بتوصيل المدن بتقنية الـ5G وهي التقنية التي تعظم من الإمكانيات ورفع كفاءة استخدام الوسائل والوسائط التقنية، ويعزز كفاءة وقدرات البنية التحتية، مشيرا إلى أن ذلك بات أمرا أساسيا ويمثل أحد مقومات المدن الذكية، مفيدا بأن مملكة البحرين شرعت في تطبيقها، لتنضم إلى ركب دول العالم التي تمتلك أفضل الممارسات في هذا المجال.وحول آليات التقنيات الحديثة التي من الممكن أن تطور الحياة في المدن، قال الوزير "من الممكن الاستعانة بأجهزة الرصد لجمع البيانات والمعلومات كتلك الخاصة برصد الازدحامات ودرجات الحرارة وجودة الهواء، وكفاءة عمل شبكات الكهرباء والماء وغيرها، ومن خلال ذلك يمكن تحليل البيانات والمعلومات وربطها مع الذكاء الاصطناعي والبيانات الخاصة باستخدام السكان لتلك الخدمات، ويكون عنصرا أساسيا في جودة وكفاءة الخدمات، وبالتالي تستطيع الدول أن تحقق الأهداف التنموية التي تركز على محور المدن المستدامة".
وبين إلى أن التوجه نحو المدن الذكية يجب أن يكون تدريجيا وبأساليب تخطيطية مدروسة، مشددا على ضرورة وضع أعراف ومعايير ومؤشرات عالمية لإنشاء المدن الذكية، وان يتم تبادل تلك المعايير بين الدول للوصول إلى النموذج المتكامل للمدن الذكية.وقال إن البحرين تمتلك بنية تحتية قوية في المجال التكنولوجي يؤهلها للتحول السريع نحو المدن الذكية، مدللا على ذلك بخطوط الألياف البصرية التي باتت تمتد لغالبية مناطق المملكة، مشيرا إلى أن صغر مساحة المملكة يسهم في سرعة تفعيل مبادئ وفكرة المدن الذكية، مردفا أن الأمر الذي يساعد على ذلك هو التركيبة السكانية للمملكة التي تشير إلى أن فئة الشباب يمثلون 60% منها، وهي الفئة الأكثر تعاملا مع التقنيات الحديثة وبصفة يومية.
وأضاف أن شركات التطوير العقاري بالمملكة تتسم منتجاتهم بكثير من العناصر الذكية والتقنية العالية، مؤكدا أن المدن الذكية أصبحت أمرا أساسيا وضروريا في العصر الحالي.