أكد خادم الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية "البيارق البيضاء" القسيس هاني عزيز أن البحرين حجزت لنفسها مكاناً على خارطة الدول المتحضرة والراقية التي تسعى باستمرار للحفاظ على التراث التاريخي في جانبيه الطبيعي والمعنوي، داعياً الدول التي ما زالت تئن تحت نير العنصرية والشقاق لأن تستنسخ نموذج البحرين في التسامح وأن تتصدى لكل أنواع العنف والعنصرية والتعصب.

وأشار في بيان صحافي، إلى أن التراث هو حاضنة لحضارة الشعب وإرساء للهوية الوطنية، فهو ذاكرة تخبئ في طياتها خلاصة التجارب التي عايشها الشعب البحريني على مرّ العصور، وحافظة مليئة بالتجارب والدروس.

وأوضح، أن بقاءه وتوريثه بل وترسيخه في ذاكرة الأجيال الشابة لضرورة مهمة، وحظيت هذه المهمة برعاية واهتمام القيادة متمثلة بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، ومن قبل رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

وهنأ القسيس هاني الشيخة مي بنت محمد بمناسبة تسلمها جائزة الآغا خان للعمارة التي عن مشروع "إحياء منطقة المحرّق" من قبل سمو الأمير كريم آغا خان في الحفل الذي أقيم في مدينة قازان الروسية، موصلاً تهنئته أيضاً للفريق المشرف على العمل.

وأشار خادم الكنيسة الإنجيلية الوطنية بجهود الشيخة مي بنت محمد التي لا تألو جهداً في سبيل الحفاظ على المعالم التراثية للمملكة، مؤكداً أن التاريخ إلى جانب أنه يحفظ الهوية الإسلامية للمملكة، لكنه لا يطمس تجربة الشعوب غير المسلمة وهو ما يؤكد مجدداً أن البحرين مملكة التآخي والتسامح والتعايش منذ القدم وحتى اليوم، وقد باتت بنظر كل فرد بحريني أو مقيم غير مسلم واحة آمنة للتقارب ولممارسة الشعائر الدينية بفرح وطمأنينة.

ودعا القسيس هاني في ختام بيانه، باقي الدول التي ما زالت تئن تحت نير العنصرية والشقاق لأن تستنسخ نموذج البحرين في التسامح وأن تتصدى لكل أنواع العنف والعنصرية والتعصب، لأن الحفاظ على تراث الشعوب واحترام المعتقدات علامة مضيئة وواجهة حضارية للدول الراقية، لذا فإن تبني مفهوم التسامح اليوم، يؤسس لمجتمع آمن ومتقدم يرتقي بخدمات ومنجزات الدولة في إطار النهضة والتنمية المستدامة الشاملة، بينما عكس ذلك سيجر دولاً لمنزلق التقهقر والتراجع وعدم مواكبة التطور الثقافي والاقتصادي والإنساني.