براء ملحم
كشفت مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد، عن خطة وطنية لإحياء التراث غير المادي البحريني خلال الأشهر القادمة، ضمن أعمال الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي في متحف البحرين.
وأشارت لـ"الوطن"، إلى أن الخطة الوطنية ستسلط الضوء على خطة عمل فعلية لتحريك أجزاء كثيرة من ذاكرتنا وهويتنا وارتباطنا بهذا التراث غير المادي، إضافة إلى خلق نوع من التعاون مع مختلف القطاعات العامة والخاصة بالمملكة لصون هذا التراث، من خلال الملتقيات وإشراك جميع الفئات المجتمعية للعمل معاً على تفعيل دورنا في الحفاظ على التراث غير المادي والمتمثل بقصصنا وموسيقتنا وجميع الفنون الشعبية والخيل وغيرها.
وأضافت الشيخة هلا بنت محمد، الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي الأحد، أن التراث غير المادي بمختلف عناصره جزء مهم من استراتيجية هيئة البحرين للثقافة والاثار للحفاظ عليه لما يمثله من هوية وطنية إضافة إلى شخصيتنا وهويتنا الشعبية، موكدة على أنه تراث متجدد وحي ومتطور عبر السنين.
ونوهت إلى أن معالم الخطة ستنطلق من خلال التوصيات النهائية للملتقى الأول، على أمل الخروج بورش وندوات تتحدث عن أهمية صون وحفظ هذا التراث الحي.
وانطلقت الأحد، أعمال الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي في متحف البحرين الوطني بحضور مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة، ومدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة الثقافة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ومدير إدارة التراث الوطني بالهيئة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وعدد من الخبراء في مجال التراث الثقافي غير المادي والباحثين والعاملين في هذا المجال والمهتمين وصل عددهم إلى أكثر من 70 مشاركاً.
ووجّهت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة الشكر إلى كافة المساهمين في إنجاح الملتقى، شاكرة بالأخص حرص واهتمام رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بهذا الجانب من التراث الثقافي البحريني غير المادي.
وأشارت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إلى أن الملتقى، سيطرح العديد من القضايا القيّمة المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي، مؤكدة أن هذا الإرث الإنساني جزء أساسي من هوية مملكة البحرين وثقافتها الغنية والعريقة.
وأوضحت أن الملتقى سيلقي الضوء على عناصر هامة من التراث الثقافي غير المادي في البحرين كالقصص الشعبية، الخيل الطعام التقليدي والفنون الشعبية كغناء الفجري المشهور، مؤكدة أنه من واجب الجميع الحفاظ على هذه العناصر، بمشاركة كافة أفراد المجتمع والجهات المعنية، وضمن خطّة وطنية واستراتيجية تقوم عليها هيئة البحرين للثقافة والآثار
فيما قدّم مستشار التراث العالمي بالهيئة د.منير بوشناقي مداخلة عبر الفيديو توجه خلالها بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وفريق هيئة البحرين للثقافة والآثار على تنظيم الملتقى الخاص بحماية التراث الثقافي غير المادي في البحرين، معرباً عن أمله أن يتوسّع الملتقى في نسخه القادمة ليشمل المنطقة العربية.
وقدّم بوشناقي سرداً تاريخياً لتطوّر الجهود العالمية في حماية التراث الثقافي غير المادي منذ اتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972م وحتى عام 2006م، الذي تم خلاله إقرار "اتفاقية 2003م" الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي رسمياً، حيث أشار إلى أن هذه الجهود بدأت عام 1973م بطلب من ممثل بوليفيا بأن تتضمن اتفاقية 1972م فقرة حول حماية الفلكلور أو الثقافة الشعبية.
ومنذ ذلك الحين بدأت منظمة اليونيسكو بالعمل مع شركائها على دراسة إمكانية حماية الفلكلور بطرق أكثر قانونية لتنتج أول وثيقة رسمية حول حماية الثقافة الشعبية عام 1989م. وعام 1999م، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصيات اليونيسكو وطالبت بتنفيذ الإجراءات اللازمة لوضع نص قانون إجباري للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، لتصدر بعد ذلك بثلاث سنوات اتفاقية عام 2003م ويتم اعتمادها عام 2006م.
وقال إنه ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وقعت على الاتفاقية 178 دولة وتم تسجيل 508 عناصر وطنية تراثية غير مادية في القائمة المعترف بها، متواجدة في 122 دولة.
ويأتي هذا الملتقى في ظل تصاعد أهمية زيادة الوعي لدى الباحثين والمهتمين في مجال التراث باتفاقية منظمة اليونيسكو لعام 2003م، والخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، حيث صادقت البحرين على هذه الاتفاقية.
وتشّكل اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي آلية دولية فعالة لصون وترويج التراث الثقافي البحريني، كجزء من جهود هيئة الثقافة لاستيفاء التزامات البحرين تجاه الاتفاقيات الدولية لدى اليونيسكو.
وفي هذا السّياق، قدّم الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عرضاً حول اتفاقية اليونيسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003م، حيث أشار إلى أن البحرين وقعّت على هذه الاتفاقية وتمكنت من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى. وأوضح الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن تسجيل التراث غير المادي على قائمة منظمة اليونيسكو يعد جزءاً مهماً من الاتفاقية بالإضافة إلى الآليات الأخرى لصون التراث.
وأكد أن هيئة الثقافة تعمل على تنفيذ جرد وطني وتكوين سجل وطني يشارك في إعداده الخبراء والمهتمون، ويشمل عناصر تراثية وطنية مناسبة لاشتراطات الاتفاقية.
وتناول الملتقى في يومه الأول عنصرين من العناصر الوطنية البحرينية للتراث الثقافي غير المادي، حيث البداية كانت مع "الخيل العربية" التي تُصنّف ضمن "المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون".
وقال الشيخ أحمد بن صقر آل خليفة المقدّم الركن قائد سرية المراسم والخيالة بالحرس الملكي في مداخلته، إن الخيل العربية تشكل عنصراً جمالياً مهماً في التراث العربي بشكل عام، مشيراً إلى أن البحرين تفتخر بعملها على المحافظة على هذا العنصر التراثي غير المادي.
وأوضح الشيخ خليفة بن صقر آل خليفة أن المملكة تمتلك واحداً من أفضل أصناف الخيل العربية، مضيفاً أن موقع البحرين الجغرافي وثرواتها الطبيعية ساهمت في توفير بيئة ملائمة لتكاثر الخيل والحفاظ عليها.
بدوره قال وكيل وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني للثروة الحيوانية ومدير الاسطبلات الملكية د.خالد حسن إنه من المهم تسليط الضوء على الخيل العربية كموروث حضاري يجب الاهتمام به وتعريف الأجيال القادمة بطبيعته وتفاصيله. وحول الحفاظ على الخيل العربية البحرينية، قال إن البحرين تمتلك حالياً ما يتجاوز 700 جواد أصيل، مؤكداً أن الحفاظ على الإرث الثقافي جاء بتوجيهات من القيادة لمملكة البحرين، حيث تم إنشاء اسطبلات ومنشآت خاصة بالخيل وتوظيف القدرات المحلية والعالمية من أجل التعامل مع الخيل وإنتاجها بأفضل طريقة.
أما العنصر الوطني الثاني من عناصر التراث الثقافي غير المادي والتي تناولها الملتقى فكانت "القصص الشعبية" التي تعد أحد أبرز التقاليد الثقافية البحرينية وواحدة من أشكال التعبير الشفهي الأكثر إبداعاً وتُصنف ضمن "التقاليد وأشكال التعبير الشفهي". وتناولت أستاذ مساعد السرديات والنقد الأدبي الحديث بكلية الآداب بجامعة البحرين د.ضياء الكعبي "القصص الشعبية"، حيث أشارت إلى أن الحكاية الشعبية تعد نوعاً سردياً شفاهياً أنتجته الذاكرة الجمعية للأمم بهدف تطوير فهم أفضل للكون والأنظمة الثقافية الحاكمة للمجتمع.
وأوضحت أن الحكاية الشعبية لم تتبناها الشعوب من أجل التسلية فقط في عصر لم تكن فيه وسائل حديثة للتواصل والترفيه، بل هي جزء هام من الثقافة العامة وتستمد منها الشعوب قوتها وفقدانها قد يؤثر على الجذور الأصيلة للمجتمعات.
وحول الحكايات الشعبية في البحرين، قالت الكعبي إن المملكة تتميز بتعدد بيئاتها الجغرافية وتنوع عمرانها ونسيجها السكاني، والذي أثمر عن نتاج سردي شفاهي متنوع وغني.
وأضافت أن ماضي الحكايات الشعبية البحرينية لم يرتبط بموسم أو طبقة معينة في المجتمع على غرار المجتمعات الأخرى حول العالم، بل كان السرد نشاطاً جماعياً مارسته مختلف الطبقات في مختلف الأوقات، موضحة أن النشاط السردي ما زال يمارس اليوم في مناطق مختلفة من البحرين كالرفاع، المنامة، المحرّق سترة وغيرها.
وأوضحت الكعبي أن الحكاية الشعبية تمتعت بإقبال كبير في البحرين، إلا أن انتشارها تأثر بفعل ظهور وسائل الاتصال والترفيه الحديثة.
وأكدت أن للبحرين خصوصيتها في الحكايات الشعبية، على الرغم من أن بعض هذه الحكايات قد تمتلك أصولاً عالمية، ولكن الخصوصية المحلية تتمثل في المفردات والشخصيات والبيئات.
وحول واقع الحكاية الشعبية اليوم، قالت الدكتورة ضياء الكعبي إنه توجد في البحرين جهود فردية ومؤسساتية للحفاظ عليها، مشيرة إلى أن الجهود الفردية انطلقت منذ منتصف القرن الماضي وحتى اليوم.
وأوضحت أن من بين أبرز أشكال الجهود الجماعية للحفاظ على الإرث الثقافي البحريني في مجال الحكايات الشعبية، كان مشروع "الحكايات الشعبية البحرينية ألف حكاية وحكاية مشروع جمع وتدوين ميداني" والذي وثّق الحكاية الشعبية المحلية باللهجة البحرينية، واستغرقت مدة جمعه حوالي عشر سنوات.
ويلقي الملتقى الضوء على عناصر من التراث الثقافي البحريني غير المادي والقابلة للإدراج على القائمة التمثيلية، وسيتم تناولها بهدف التعريف بها وإعطاء المجال للنقاش من قبل المهتمين والمختصين حول سبل صونها، الترويج لها وإدراجها على القائمة التمثيلية لليونيسكو. وإضافة إلى جانبه البحثي العلمي، فإن فعاليات الملتقى لن تقتصر على ندوات وجلسات متحف البحرين الوطني، بل يتضمن برنامجه جولات ميدانية وعروضاً مباشرة.
كشفت مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد، عن خطة وطنية لإحياء التراث غير المادي البحريني خلال الأشهر القادمة، ضمن أعمال الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي في متحف البحرين.
وأشارت لـ"الوطن"، إلى أن الخطة الوطنية ستسلط الضوء على خطة عمل فعلية لتحريك أجزاء كثيرة من ذاكرتنا وهويتنا وارتباطنا بهذا التراث غير المادي، إضافة إلى خلق نوع من التعاون مع مختلف القطاعات العامة والخاصة بالمملكة لصون هذا التراث، من خلال الملتقيات وإشراك جميع الفئات المجتمعية للعمل معاً على تفعيل دورنا في الحفاظ على التراث غير المادي والمتمثل بقصصنا وموسيقتنا وجميع الفنون الشعبية والخيل وغيرها.
وأضافت الشيخة هلا بنت محمد، الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي الأحد، أن التراث غير المادي بمختلف عناصره جزء مهم من استراتيجية هيئة البحرين للثقافة والاثار للحفاظ عليه لما يمثله من هوية وطنية إضافة إلى شخصيتنا وهويتنا الشعبية، موكدة على أنه تراث متجدد وحي ومتطور عبر السنين.
ونوهت إلى أن معالم الخطة ستنطلق من خلال التوصيات النهائية للملتقى الأول، على أمل الخروج بورش وندوات تتحدث عن أهمية صون وحفظ هذا التراث الحي.
وانطلقت الأحد، أعمال الملتقى الوطني الأول للتراث الثقافي غير المادي في متحف البحرين الوطني بحضور مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة، ومدير إدارة الآثار والمتاحف بهيئة الثقافة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ومدير إدارة التراث الوطني بالهيئة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وعدد من الخبراء في مجال التراث الثقافي غير المادي والباحثين والعاملين في هذا المجال والمهتمين وصل عددهم إلى أكثر من 70 مشاركاً.
ووجّهت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة الشكر إلى كافة المساهمين في إنجاح الملتقى، شاكرة بالأخص حرص واهتمام رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بهذا الجانب من التراث الثقافي البحريني غير المادي.
وأشارت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إلى أن الملتقى، سيطرح العديد من القضايا القيّمة المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي، مؤكدة أن هذا الإرث الإنساني جزء أساسي من هوية مملكة البحرين وثقافتها الغنية والعريقة.
وأوضحت أن الملتقى سيلقي الضوء على عناصر هامة من التراث الثقافي غير المادي في البحرين كالقصص الشعبية، الخيل الطعام التقليدي والفنون الشعبية كغناء الفجري المشهور، مؤكدة أنه من واجب الجميع الحفاظ على هذه العناصر، بمشاركة كافة أفراد المجتمع والجهات المعنية، وضمن خطّة وطنية واستراتيجية تقوم عليها هيئة البحرين للثقافة والآثار
فيما قدّم مستشار التراث العالمي بالهيئة د.منير بوشناقي مداخلة عبر الفيديو توجه خلالها بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وفريق هيئة البحرين للثقافة والآثار على تنظيم الملتقى الخاص بحماية التراث الثقافي غير المادي في البحرين، معرباً عن أمله أن يتوسّع الملتقى في نسخه القادمة ليشمل المنطقة العربية.
وقدّم بوشناقي سرداً تاريخياً لتطوّر الجهود العالمية في حماية التراث الثقافي غير المادي منذ اتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972م وحتى عام 2006م، الذي تم خلاله إقرار "اتفاقية 2003م" الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي رسمياً، حيث أشار إلى أن هذه الجهود بدأت عام 1973م بطلب من ممثل بوليفيا بأن تتضمن اتفاقية 1972م فقرة حول حماية الفلكلور أو الثقافة الشعبية.
ومنذ ذلك الحين بدأت منظمة اليونيسكو بالعمل مع شركائها على دراسة إمكانية حماية الفلكلور بطرق أكثر قانونية لتنتج أول وثيقة رسمية حول حماية الثقافة الشعبية عام 1989م. وعام 1999م، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصيات اليونيسكو وطالبت بتنفيذ الإجراءات اللازمة لوضع نص قانون إجباري للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، لتصدر بعد ذلك بثلاث سنوات اتفاقية عام 2003م ويتم اعتمادها عام 2006م.
وقال إنه ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وقعت على الاتفاقية 178 دولة وتم تسجيل 508 عناصر وطنية تراثية غير مادية في القائمة المعترف بها، متواجدة في 122 دولة.
ويأتي هذا الملتقى في ظل تصاعد أهمية زيادة الوعي لدى الباحثين والمهتمين في مجال التراث باتفاقية منظمة اليونيسكو لعام 2003م، والخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، حيث صادقت البحرين على هذه الاتفاقية.
وتشّكل اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي آلية دولية فعالة لصون وترويج التراث الثقافي البحريني، كجزء من جهود هيئة الثقافة لاستيفاء التزامات البحرين تجاه الاتفاقيات الدولية لدى اليونيسكو.
وفي هذا السّياق، قدّم الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عرضاً حول اتفاقية اليونيسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003م، حيث أشار إلى أن البحرين وقعّت على هذه الاتفاقية وتمكنت من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى. وأوضح الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن تسجيل التراث غير المادي على قائمة منظمة اليونيسكو يعد جزءاً مهماً من الاتفاقية بالإضافة إلى الآليات الأخرى لصون التراث.
وأكد أن هيئة الثقافة تعمل على تنفيذ جرد وطني وتكوين سجل وطني يشارك في إعداده الخبراء والمهتمون، ويشمل عناصر تراثية وطنية مناسبة لاشتراطات الاتفاقية.
وتناول الملتقى في يومه الأول عنصرين من العناصر الوطنية البحرينية للتراث الثقافي غير المادي، حيث البداية كانت مع "الخيل العربية" التي تُصنّف ضمن "المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون".
وقال الشيخ أحمد بن صقر آل خليفة المقدّم الركن قائد سرية المراسم والخيالة بالحرس الملكي في مداخلته، إن الخيل العربية تشكل عنصراً جمالياً مهماً في التراث العربي بشكل عام، مشيراً إلى أن البحرين تفتخر بعملها على المحافظة على هذا العنصر التراثي غير المادي.
وأوضح الشيخ خليفة بن صقر آل خليفة أن المملكة تمتلك واحداً من أفضل أصناف الخيل العربية، مضيفاً أن موقع البحرين الجغرافي وثرواتها الطبيعية ساهمت في توفير بيئة ملائمة لتكاثر الخيل والحفاظ عليها.
بدوره قال وكيل وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني للثروة الحيوانية ومدير الاسطبلات الملكية د.خالد حسن إنه من المهم تسليط الضوء على الخيل العربية كموروث حضاري يجب الاهتمام به وتعريف الأجيال القادمة بطبيعته وتفاصيله. وحول الحفاظ على الخيل العربية البحرينية، قال إن البحرين تمتلك حالياً ما يتجاوز 700 جواد أصيل، مؤكداً أن الحفاظ على الإرث الثقافي جاء بتوجيهات من القيادة لمملكة البحرين، حيث تم إنشاء اسطبلات ومنشآت خاصة بالخيل وتوظيف القدرات المحلية والعالمية من أجل التعامل مع الخيل وإنتاجها بأفضل طريقة.
أما العنصر الوطني الثاني من عناصر التراث الثقافي غير المادي والتي تناولها الملتقى فكانت "القصص الشعبية" التي تعد أحد أبرز التقاليد الثقافية البحرينية وواحدة من أشكال التعبير الشفهي الأكثر إبداعاً وتُصنف ضمن "التقاليد وأشكال التعبير الشفهي". وتناولت أستاذ مساعد السرديات والنقد الأدبي الحديث بكلية الآداب بجامعة البحرين د.ضياء الكعبي "القصص الشعبية"، حيث أشارت إلى أن الحكاية الشعبية تعد نوعاً سردياً شفاهياً أنتجته الذاكرة الجمعية للأمم بهدف تطوير فهم أفضل للكون والأنظمة الثقافية الحاكمة للمجتمع.
وأوضحت أن الحكاية الشعبية لم تتبناها الشعوب من أجل التسلية فقط في عصر لم تكن فيه وسائل حديثة للتواصل والترفيه، بل هي جزء هام من الثقافة العامة وتستمد منها الشعوب قوتها وفقدانها قد يؤثر على الجذور الأصيلة للمجتمعات.
وحول الحكايات الشعبية في البحرين، قالت الكعبي إن المملكة تتميز بتعدد بيئاتها الجغرافية وتنوع عمرانها ونسيجها السكاني، والذي أثمر عن نتاج سردي شفاهي متنوع وغني.
وأضافت أن ماضي الحكايات الشعبية البحرينية لم يرتبط بموسم أو طبقة معينة في المجتمع على غرار المجتمعات الأخرى حول العالم، بل كان السرد نشاطاً جماعياً مارسته مختلف الطبقات في مختلف الأوقات، موضحة أن النشاط السردي ما زال يمارس اليوم في مناطق مختلفة من البحرين كالرفاع، المنامة، المحرّق سترة وغيرها.
وأوضحت الكعبي أن الحكاية الشعبية تمتعت بإقبال كبير في البحرين، إلا أن انتشارها تأثر بفعل ظهور وسائل الاتصال والترفيه الحديثة.
وأكدت أن للبحرين خصوصيتها في الحكايات الشعبية، على الرغم من أن بعض هذه الحكايات قد تمتلك أصولاً عالمية، ولكن الخصوصية المحلية تتمثل في المفردات والشخصيات والبيئات.
وحول واقع الحكاية الشعبية اليوم، قالت الدكتورة ضياء الكعبي إنه توجد في البحرين جهود فردية ومؤسساتية للحفاظ عليها، مشيرة إلى أن الجهود الفردية انطلقت منذ منتصف القرن الماضي وحتى اليوم.
وأوضحت أن من بين أبرز أشكال الجهود الجماعية للحفاظ على الإرث الثقافي البحريني في مجال الحكايات الشعبية، كان مشروع "الحكايات الشعبية البحرينية ألف حكاية وحكاية مشروع جمع وتدوين ميداني" والذي وثّق الحكاية الشعبية المحلية باللهجة البحرينية، واستغرقت مدة جمعه حوالي عشر سنوات.
ويلقي الملتقى الضوء على عناصر من التراث الثقافي البحريني غير المادي والقابلة للإدراج على القائمة التمثيلية، وسيتم تناولها بهدف التعريف بها وإعطاء المجال للنقاش من قبل المهتمين والمختصين حول سبل صونها، الترويج لها وإدراجها على القائمة التمثيلية لليونيسكو. وإضافة إلى جانبه البحثي العلمي، فإن فعاليات الملتقى لن تقتصر على ندوات وجلسات متحف البحرين الوطني، بل يتضمن برنامجه جولات ميدانية وعروضاً مباشرة.