ريانة النهام
"تصوير - محمد الشويخ"
نظمت أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع هيئة الثقافة والأثار، محاضرة ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية من امرئ القيس إلى مصطفى خليفة، من تقديم رئيس قسم الاستشراق في جامعة برشيتنا د.عيسى مميشي، الأحد في متحف البحرين الوطني.
وقال مميشي، إن الترجمة بالمعنى الواسع لم تبدأ في إلا في القرن العشرين مع طباعة المختارات من ألف ليلة وليلة في عام 1924، وبالتزامن مع تأسيس قسم الدراسات الشرقية لجامعة برشتينا لعام 1973، حيث صدرت الدراسات والمختارات لأمرؤ القيس ومصطفى خليفة، معرباَ عن أسفه الشديد بالتقصير في ترجمة أدب الخليج، وعلى أمل التعويض عنه قريباً من خلال هذه الزيارة.
وتطرقت المحاضرة لترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية حيث بينت مكانة اللغة الألبانية في البلقان وفي دول أوروبا، فاللغة الألبانية هي أكثر اللغات انتشاراً في أوروبا مع اللغة اليونانية القديمة، فالألبان كانوا متجاورين مع اليونان في الألف قبل الميلاد، وفي البلقان تتوفر خمس لغات رئيسية يتراوح عدد المتحدثين فيها من 4 إلى 8 ملايين، بينما هناك 5 ملايين بين أوروبا وتركيا.
وأشار مميشي إلى أن الألبان تقع في الوسط حيث يفوق عدد المتحدثين 5 ملايين شخص، وتعد اللغة الألبانية هي اللغة الغالبية بين الدولتين الألبانية وكوسوفو، أما اللغة الثانية فهي لغة مقدونيا وهي في جمهورية مقدونية.
وقال مميشي، إن الرابط بين الألبان والعرب علاقات ثقافية متنوعة بحكم الأمور المشتركة في الدولة الواحدة وهي الإمبرطورية العثمانية، وبحكم وجود الجاليات الألبانية في بعض الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية وبلاد الشام.
وأوضح أن الترجمة تعد أحد الوسائل الرئيسية فيما يسمى حوار الحضارات ، وهي الأهم في الحوار بين الشعوب وتبادل الثقافات، وفي ترجم الأدب العربي لاسيما اللغة الألبانية فيجب أن يكون في إطار زمني مناسب.
وواصل "مع تقبل الواقع الجديد أخذ الألبان هذه اللغات في مراكز الدولة العثمانية، حيث يعتمدون على هذه اللغات لدراسة العلوم والأدب والدين، وفي هذا السياق يمكن القول أن الصلة الأولى بين الألبان والعرب تعود للقرن السادس عشر نظراً لكون الدولة العثمانية لم تعترف باللغة الألبانية مثل اللغة التركية والفارسية".
وبين أن الألبان كانوا يقبلون على دراسة اللغات الثلاث لتعلم العلوم المختلفة بواسطة اللغات بينما لم يتمتعوا بهذه الحق فيما يتعلق باللغة الألبانية، ونظراً لكون اللغة العربية تعتبر لغة إسلامية فقط، في حين أصبحت فيما بعد لغة التعليم بالمدارس التي انتشرت في جميع مناطق الألبان خلال الحكم العثماني، فكانت تعمتد المدارس النصوص الأساسية باللغة العربية في دراسة العلوم اللغوية والدينية وغيرها.
كما تطرقت المحاضرة إلى أول عمل جدي في ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الألبانية، حيث اختار بعض الحكايات من ألف ليلة وليلة ليصدر أول كتاب تحت عنوان في ظلال النخيل عام 1924.
وحسب د.فتحي المحميد متخصص في الادب العربي في طريقة ترجمة العربية إلى اللغة الالبانية فإن أول عمل جدي في ترجمة صدر حينها، عمل على الترجمة من اللغة الإنجليزية حيث لم يترجم مباشرةً من اللغة العربية.
وتابع: "الأسف لم تجد هذه الخطوة أن تبدأ من الألبانية بسبب حالة عدم الاستقرار والحروب، ونظراً لكون الألبانية دخلت تحت حكم الحزب الشيوعي ودرجت تحت عزلة عن العالم حتى في ما يتعلق بالأمور العلمية، فالنظام الشيوعي كان له معيار بالنسبة لترجمة، ولذلك لم يكن يسمح بترجمة أي أدب عربي لا ينسجم مع المعايير الأديولوجية".
وأكد أن العمل على ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية بدأ من مطلع القرن، حين عادت الكوادر الأولى من خريجين الجامعات العربية بعد سقوط النظام الشيوعي، ولكن الترجمات الأولى لم تكن في المستوى المطلوب نظراً لكون من ترجموها كانوا من خريجين قسم الدراسات الإسلامية في الجامعات العربية ولم يحظوا بدراسات تساعدهم للعمل في هذا المجال، مما نتجة بعض الملاحظات لعدم دراستهم للغة العربية لوجود ملاحظات على ما أنجزوه".
ولفت إلى أن ذلك لم يخالف عن النصف الأخر للألبان الذي ضم اليوسلافيا الملكية في سنة 1918، حيث أن النظام الجديد في يوسلفيا الملكية لم يعترف بحق تعليم الألبان بلغاتهم والنشر بها، واستمر الوضع مع تشكيل يوسلافيا سنة 1945 حتى سنة 1974، حين حصلت على وضع الدستور الفدرالي،حيث أصبح بوسع الألبان أن يكون لهم إلى حد ما نظام تعليمي خاص مثل الشعوب الأخرى.
وتحدث عن فتح المجال أما بعض الشباب الألبان في يوسلافيا لدراسة في الجامعات العربية أخذت تتطور الكوادر الأولى التي ستعمل على ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية، وظهور البادرات الأولى التي جاءت أولاً من طرف الشعراء والكتاب الألبان الذين عملوا على الترجمة إلى اللغات الأخرى.
وذكر أن خريجي جامعات يوسلافيا قاموا بترجمة ما ختاروا ضمن الاهتمام المتزايد بأعداد العالم الثالث بشأن حركة عدم الإنحياز، حيث كان نتيجة للعلاقات الجديدة المتنامية آنذاك بين يوغسلافيا وبعض الدول الليبرالية.
وقال إن بعد افتتاح قسم الدراسات الشرقية عام 1974، ترجمة بعض القصائد لشاعر العرراقي عبدالوهاب بياتي ونشرها في إحدى المجلات، حيث ساعد على ذلك صدور مجموعة من المجلات والصحف باللغة الألبانية.
وأردف: "في الواقع أن معظم الترجمات في تلك المجلات منذ متنتصف السبعينات حتى منتصف ثمانينات القرن، حيث مثلت هذه السنوات العقد الذهبي بالنسبة لترجمة الأدب العربي للغة الألبانية ولكن مع نهاية الثمانينات بدأ انهيار المؤسسات الحكومية نتيجة لسياسة القيادة التي كانت تسعى لفرض سيطرتها.
وفي هذا السياق تابع بالقول: "وفقت المجلات الأدبية وحتى الصحف اليومية التي تصدر باللغة الألبانية ومن بعدها تجمدت مسيرة الأدب العربي إلى الألبانية إلى أن وصل إلى ذروته، ففي مطلع القرن الحالي بدأت حركة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية من خلال نركز الألباني المختصة بالدراسات الشرقية في مجلته".
وذكر أن المؤسسات الجيل الأول أخذت على عاتقها التعريف بالأدب العربي، فكانت المخطوطات المترجمة تبقى في الأدراج لعدة سنوات حيث لا يتم تمويلها، وهم على أمل أن يتم التمويل لدعم نشر الأعمال التي تعرف بالأدب العربي بالألبانية.
وأعرب الوفد المكون من د.عيسى مميشي ود.المؤرخ محمد موفاكو عن مدى سعادتهم لزيارة البحرين والتي تعد بلدًا تاريخيًا، مشيرًا إلى أن مشروع الترجمة من العربية إلى الألبانية سيتكون من مؤلفين أو أكثر من مملكة البحرين في 2020 ، شاكرين أسرة الأدباء والكتاب وهيئة الثقافة والأثار على حسن استقبالهم وضيافتهم ضمن برنامج حافل لمدة أسبوع.
"تصوير - محمد الشويخ"
نظمت أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع هيئة الثقافة والأثار، محاضرة ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية من امرئ القيس إلى مصطفى خليفة، من تقديم رئيس قسم الاستشراق في جامعة برشيتنا د.عيسى مميشي، الأحد في متحف البحرين الوطني.
وقال مميشي، إن الترجمة بالمعنى الواسع لم تبدأ في إلا في القرن العشرين مع طباعة المختارات من ألف ليلة وليلة في عام 1924، وبالتزامن مع تأسيس قسم الدراسات الشرقية لجامعة برشتينا لعام 1973، حيث صدرت الدراسات والمختارات لأمرؤ القيس ومصطفى خليفة، معرباَ عن أسفه الشديد بالتقصير في ترجمة أدب الخليج، وعلى أمل التعويض عنه قريباً من خلال هذه الزيارة.
وتطرقت المحاضرة لترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية حيث بينت مكانة اللغة الألبانية في البلقان وفي دول أوروبا، فاللغة الألبانية هي أكثر اللغات انتشاراً في أوروبا مع اللغة اليونانية القديمة، فالألبان كانوا متجاورين مع اليونان في الألف قبل الميلاد، وفي البلقان تتوفر خمس لغات رئيسية يتراوح عدد المتحدثين فيها من 4 إلى 8 ملايين، بينما هناك 5 ملايين بين أوروبا وتركيا.
وأشار مميشي إلى أن الألبان تقع في الوسط حيث يفوق عدد المتحدثين 5 ملايين شخص، وتعد اللغة الألبانية هي اللغة الغالبية بين الدولتين الألبانية وكوسوفو، أما اللغة الثانية فهي لغة مقدونيا وهي في جمهورية مقدونية.
وقال مميشي، إن الرابط بين الألبان والعرب علاقات ثقافية متنوعة بحكم الأمور المشتركة في الدولة الواحدة وهي الإمبرطورية العثمانية، وبحكم وجود الجاليات الألبانية في بعض الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية وبلاد الشام.
وأوضح أن الترجمة تعد أحد الوسائل الرئيسية فيما يسمى حوار الحضارات ، وهي الأهم في الحوار بين الشعوب وتبادل الثقافات، وفي ترجم الأدب العربي لاسيما اللغة الألبانية فيجب أن يكون في إطار زمني مناسب.
وواصل "مع تقبل الواقع الجديد أخذ الألبان هذه اللغات في مراكز الدولة العثمانية، حيث يعتمدون على هذه اللغات لدراسة العلوم والأدب والدين، وفي هذا السياق يمكن القول أن الصلة الأولى بين الألبان والعرب تعود للقرن السادس عشر نظراً لكون الدولة العثمانية لم تعترف باللغة الألبانية مثل اللغة التركية والفارسية".
وبين أن الألبان كانوا يقبلون على دراسة اللغات الثلاث لتعلم العلوم المختلفة بواسطة اللغات بينما لم يتمتعوا بهذه الحق فيما يتعلق باللغة الألبانية، ونظراً لكون اللغة العربية تعتبر لغة إسلامية فقط، في حين أصبحت فيما بعد لغة التعليم بالمدارس التي انتشرت في جميع مناطق الألبان خلال الحكم العثماني، فكانت تعمتد المدارس النصوص الأساسية باللغة العربية في دراسة العلوم اللغوية والدينية وغيرها.
كما تطرقت المحاضرة إلى أول عمل جدي في ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الألبانية، حيث اختار بعض الحكايات من ألف ليلة وليلة ليصدر أول كتاب تحت عنوان في ظلال النخيل عام 1924.
وحسب د.فتحي المحميد متخصص في الادب العربي في طريقة ترجمة العربية إلى اللغة الالبانية فإن أول عمل جدي في ترجمة صدر حينها، عمل على الترجمة من اللغة الإنجليزية حيث لم يترجم مباشرةً من اللغة العربية.
وتابع: "الأسف لم تجد هذه الخطوة أن تبدأ من الألبانية بسبب حالة عدم الاستقرار والحروب، ونظراً لكون الألبانية دخلت تحت حكم الحزب الشيوعي ودرجت تحت عزلة عن العالم حتى في ما يتعلق بالأمور العلمية، فالنظام الشيوعي كان له معيار بالنسبة لترجمة، ولذلك لم يكن يسمح بترجمة أي أدب عربي لا ينسجم مع المعايير الأديولوجية".
وأكد أن العمل على ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية بدأ من مطلع القرن، حين عادت الكوادر الأولى من خريجين الجامعات العربية بعد سقوط النظام الشيوعي، ولكن الترجمات الأولى لم تكن في المستوى المطلوب نظراً لكون من ترجموها كانوا من خريجين قسم الدراسات الإسلامية في الجامعات العربية ولم يحظوا بدراسات تساعدهم للعمل في هذا المجال، مما نتجة بعض الملاحظات لعدم دراستهم للغة العربية لوجود ملاحظات على ما أنجزوه".
ولفت إلى أن ذلك لم يخالف عن النصف الأخر للألبان الذي ضم اليوسلافيا الملكية في سنة 1918، حيث أن النظام الجديد في يوسلفيا الملكية لم يعترف بحق تعليم الألبان بلغاتهم والنشر بها، واستمر الوضع مع تشكيل يوسلافيا سنة 1945 حتى سنة 1974، حين حصلت على وضع الدستور الفدرالي،حيث أصبح بوسع الألبان أن يكون لهم إلى حد ما نظام تعليمي خاص مثل الشعوب الأخرى.
وتحدث عن فتح المجال أما بعض الشباب الألبان في يوسلافيا لدراسة في الجامعات العربية أخذت تتطور الكوادر الأولى التي ستعمل على ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية، وظهور البادرات الأولى التي جاءت أولاً من طرف الشعراء والكتاب الألبان الذين عملوا على الترجمة إلى اللغات الأخرى.
وذكر أن خريجي جامعات يوسلافيا قاموا بترجمة ما ختاروا ضمن الاهتمام المتزايد بأعداد العالم الثالث بشأن حركة عدم الإنحياز، حيث كان نتيجة للعلاقات الجديدة المتنامية آنذاك بين يوغسلافيا وبعض الدول الليبرالية.
وقال إن بعد افتتاح قسم الدراسات الشرقية عام 1974، ترجمة بعض القصائد لشاعر العرراقي عبدالوهاب بياتي ونشرها في إحدى المجلات، حيث ساعد على ذلك صدور مجموعة من المجلات والصحف باللغة الألبانية.
وأردف: "في الواقع أن معظم الترجمات في تلك المجلات منذ متنتصف السبعينات حتى منتصف ثمانينات القرن، حيث مثلت هذه السنوات العقد الذهبي بالنسبة لترجمة الأدب العربي للغة الألبانية ولكن مع نهاية الثمانينات بدأ انهيار المؤسسات الحكومية نتيجة لسياسة القيادة التي كانت تسعى لفرض سيطرتها.
وفي هذا السياق تابع بالقول: "وفقت المجلات الأدبية وحتى الصحف اليومية التي تصدر باللغة الألبانية ومن بعدها تجمدت مسيرة الأدب العربي إلى الألبانية إلى أن وصل إلى ذروته، ففي مطلع القرن الحالي بدأت حركة ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية من خلال نركز الألباني المختصة بالدراسات الشرقية في مجلته".
وذكر أن المؤسسات الجيل الأول أخذت على عاتقها التعريف بالأدب العربي، فكانت المخطوطات المترجمة تبقى في الأدراج لعدة سنوات حيث لا يتم تمويلها، وهم على أمل أن يتم التمويل لدعم نشر الأعمال التي تعرف بالأدب العربي بالألبانية.
وأعرب الوفد المكون من د.عيسى مميشي ود.المؤرخ محمد موفاكو عن مدى سعادتهم لزيارة البحرين والتي تعد بلدًا تاريخيًا، مشيرًا إلى أن مشروع الترجمة من العربية إلى الألبانية سيتكون من مؤلفين أو أكثر من مملكة البحرين في 2020 ، شاكرين أسرة الأدباء والكتاب وهيئة الثقافة والأثار على حسن استقبالهم وضيافتهم ضمن برنامج حافل لمدة أسبوع.