طباشير
نص - زكريا رضي
ما تذكرت أني عددت الطباشير يوماً
ولكنني تذكرت أني عبثت بألوانها
ذات يوم على خشب أسودِ
أتذكر يا صاحبي
حينها كان من يمسك طبشورة في يديه
تخيل أن السماء بطول أنامله
وأن النجوم تلامس أطرافه
تتدحرج من شاهق أكتافه
مثل طفل يتزحلق من فوق مزلاجَة
كبرنا ... هرمنا وشخنا
ولم يشخ الحرف بعد
ألف باء جر
واستوت عوالمنا كلها بحجم الكفوف
فما عاد ذاك الكتاب الذي
يتلحف بالجلد
والمزين بالحبر
يجاري شهيتنا
ويعجل مثلما تعجل أيامنا
صار رمزا وإيقونة
على شاشة اللمسِ
صار رسما ولونا وأشباه طير ثلاثية الأجنحة
صار ضوءاً مثل ضوء اليراعة
فيسطع حين المساء
ويشحب حين الصباح
ويصحو على نغمة عابره
فلا تعجبن
وأنت ترى الحب والموت والليل وأرصفة الذكريات وألوان حلمك
والكلمات التي نسيت رسمها
تجيئك محمولة
على شكل قرص كدوار شمس
يهديء أنفاسك الواهنة
ثم يرخي عظامك
فتقرأ اسمك نونا بلا نقطة
وتمسي وكأنك في المحوِ
لا تتذكر حتى جفون عيونك عند الصباح.
{{ article.visit_count }}
نص - زكريا رضي
ما تذكرت أني عددت الطباشير يوماً
ولكنني تذكرت أني عبثت بألوانها
ذات يوم على خشب أسودِ
أتذكر يا صاحبي
حينها كان من يمسك طبشورة في يديه
تخيل أن السماء بطول أنامله
وأن النجوم تلامس أطرافه
تتدحرج من شاهق أكتافه
مثل طفل يتزحلق من فوق مزلاجَة
كبرنا ... هرمنا وشخنا
ولم يشخ الحرف بعد
ألف باء جر
واستوت عوالمنا كلها بحجم الكفوف
فما عاد ذاك الكتاب الذي
يتلحف بالجلد
والمزين بالحبر
يجاري شهيتنا
ويعجل مثلما تعجل أيامنا
صار رمزا وإيقونة
على شاشة اللمسِ
صار رسما ولونا وأشباه طير ثلاثية الأجنحة
صار ضوءاً مثل ضوء اليراعة
فيسطع حين المساء
ويشحب حين الصباح
ويصحو على نغمة عابره
فلا تعجبن
وأنت ترى الحب والموت والليل وأرصفة الذكريات وألوان حلمك
والكلمات التي نسيت رسمها
تجيئك محمولة
على شكل قرص كدوار شمس
يهديء أنفاسك الواهنة
ثم يرخي عظامك
فتقرأ اسمك نونا بلا نقطة
وتمسي وكأنك في المحوِ
لا تتذكر حتى جفون عيونك عند الصباح.