نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، الثلاثاء، محاضرة بعنوان "النظام التعليمي الفنلندي ما بين الخرافة والواقع" للدكتور خالد الباكر، وأدارت الحوار ندى نسيم.

واستهل الباكر الأمسية بالحديث عن نقطة البداية في علاقته بالنظام التعليمي في فنلندا، حيث بدأ الأمر بحضور الباكر لمؤتمر في فنلندا حيث قدم ورقة بحث علمي ليتم دعوته لاحقا ليكون متحدثا رئيسيا في مؤتمر دولي تم إقامته فيما بعد.

وأشار الباكر أنه من الملاحظ للباحث التربوي أن النظم التربوية التي استطاعت أن تحوز المراكز الأولى مؤخرا في الامتحانات الدولية هي دول قد مرت بأزمة بقاء وأزمة هوية، ومنها فنلندا التي قد تعرضت بعد الحرب العالمية الثانية لاجتياح الاتحاد السوفييتي الذي انسحب وتراجع، لتبدأ فنلندا كمثيلاتها من الدول التي تعرضت لأزمات البقاء كاليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية بوضع رؤية وأهداف وطنية لمرحلة ما بعد الاستعمار ومنها بناء أمة من المواطنين الصالحين وتعزيز الهوية الوطنية وبناء الاقتصاد وخلق فرص العمل وبناء نظام تعليمي فعال مبني على الجدارة مما ارتكز عليه أساس علم التربية.

وتطرق الباكر إلى الظروف والعوامل المناخية والطبيعية لفنلندا وإحصائيات السكان ثم عرض بعض الأقاويل المتداولة عن النظام التعليمي الفلندي ليبين مدى حقيقتها ومنها غياب المنهج التعليمي الثابت في المدارس الفنلندية واستبدالها بوثيقة المنهاج الوطنية المتفق عليها بين جميع المدارس في فنلندا. بالإضافة للاهتمام الوطني بالتعليم المهني فتقوم الدولة بإعداد الإحصائيات السنوية لحاجات السوق من المهن ليتم توجيه النظام التعليمي المهني بمايسد حاجة السوق بشكل مباشر، ومن الأقاويل المتداولة كذلك اختفاء الامتحانات من النظام التعليمي الفنلندي وأشار الدكتور الباكر إلى أن هذه المقولة حقيقية إلى حد ما.

كما تم عرض عدد من الأنظمة المتبعة في المدارس الفنلندية ومنها عدد ساعات الحصص الدراسية بالنسبة لأوقات الأنشطة والاستراحة ومساحات الصفوف الدراسية المستخدمة وقد وضح في خضم حديثه مدى كثافة الوفود المتتالية من جميع دول العالم إلى فنلندا لإلقاء نظرة عن كثب على النظام التعليمي المتبع نتيجة لما وصل إليه خريجو النظام الفنلندي من مراكز متقدمة في الامتحانات الدولية.

وعرض الدكتور الباكر على الحضور عددا من الصور التي تصور الواقع التعليمي في فنلندا وتعكس مدى الحرص على تعليم الطفل منذ الصغر الاعتماد على نفسه في كل مراحل الحياة والأمور اليومية المعتادة والحرص على اكتسابه لمهارات التعاون واكتساب الخبرات العملية والفنية من موسيقى ونحت ورسم. فضلا عن عدد من التوصيات التي يجب على الفرد كمربي أن يضعها في الحسبان عند النظر والبحث في النظم التعليمية في الدول من حول العالم لتبنيها ومحاولة مجاراتها.