عقد الاجتماع الثاني للمشاورات السياسية بين مملكة البحرين وجمهورية فنلندا، الأربعاء، في مبني "دار الطبقات" التاريخي بالعاصمة هلسنكي، برئاسة الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، والسفيرة لينا كايزا ميكولا المدير العام لإدارة أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الفنلندية.
وخلال الاجتماع، بحث الجانبان مجالات التعاون المشترك، وسبل تطويرها، كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأعرب الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، عن ارتياحه لمواصلة اجتماعات المشاورات السياسية مع جمهورية فنلندا الصديقة، بهدف تكثيف الجهود لتعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يلبي التطلعات المشتركة، مثمنًا مخرجات جولة المشاورات السياسية الأولى بين البلدين، والتي عقدت في مملكة البحرين في شهر أبريل 2017.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية أن مملكة البحرين تعد شريكًا دوليًا فاعلًا وموثوقًا، ولديها الكثير من الإنجازات النوعية والمساهمات القيمة، لرفاهية شعبها وخدمة الإنسانية، مبينًا أن قضايا الاستقرار الإقليمي، والأمن الدولي، والتنمية المستدامة، والتطور الديمقراطي، وحقوق الإنسان، ومكافحة التطرف والإرهاب، وبناء الشراكات، تأتي في مقدمة اهتمامات المملكة، وتعمل بشكل دائم على الارتقاء بها، وحماية المقدرات الوطنية.
وأبدى الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، رغبة مملكة البحرين في تطوير التعاون مع فنلندا، على كافة الأصعدة قائلًا: "في ظل توافق الرؤى والمواقف بين البلدين بشأن أهمية العمل لسيادة الأمن والازدهار، فضلا عن عقود طويلة من العلاقات الدبلوماسية المتميزة، فإن الأمر يتطلب استثمار الفرص الواعدة المتاحة، وأن نتوسع في بحث آفاق جديدة على أرضية التفاهم والاحترام المتبادل".
وأشار وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية إلى المكانة المتقدمة التي تتبوؤها مملكة البحرين في المؤشرات الدولية، ومنها ريادة المملكة في مجالات الانفتاح الاقتصادي، والتنمية البشرية، والتعليم، والصحة، والاتصالات، وغيرها، بينما ساهم انضمام فنلندا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي عام 1995 في تعزيز العلاقات الثنائية، اتساقاً مع العلاقات المتنامية التي تربط مملكة البحرين بالاتحاد الأوروبي، علمًا بأن فنلندا تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.
ولفت وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية إلى الإجراءات والمبادرات المتوالية التي تعكس المناخ الاستثماري المتميز، وتوافر الضمانات القانونية اللازمة، وفقا للمعايير العالمية، وطبقًا لرؤية البحرين الاقتصادية 2030، والتي تمكنت من موازنة التطور الديمقراطي مع نمو مضطرد للاقتصاد الذكي، وفي إطار بيئة محفزة وعصرية يحميها القانون، موضحًا أن الاقتصاد البحريني يتسم بالتنوع والنمو، إذ تعتبر مملكة البحرين مركزًا للمال وريادة الأعمال، وتطوير الأداء الحكومي، وبوابة رئيسية للتجارة مع منطقة الخليج، بفضل الموقع الاستراتيجي، والخدمات اللوجستية.
وأكد الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة أن مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، نجحت في إرساء منظومة إصلاحية متكاملة وشاملة ورائدة على مستوى المنطقة، ترتكز على مبادئ التقدم والوسطية والتعايش المتحضر، كما تشكل حقوق الإنسان بمعناها الواسع، ركنا أصيلاً في مسيرة العمل الوطني.
وذكر وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية أن الإرهاب يهدد أمن واستقرار جميع دول العالم بلا استثناء، محذرًا من أن خطر النظام الإيراني عابر للحدود، فمن جهة يسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتهديد السلم والأمن الدوليين، من خلال شبكات من التنظيمات والمليشيات الإرهابية، ومن جهة أخرى يستهدف إمدادات الطاقة العالمية والتجارة الدولية.
من جانبها، أعربت المدير العام لإدارة أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الفنلندية، عن تطلع بلادها للعمل مع مملكة البحرين في المجالات المشتركة، لاسيما أن البلدين يتقاسمان الالتزام بجهود التنمية، ومكافحة الإرهاب، ونشر السلام العالمي، متمنية للمملكة دوام التقدم والازدهار.
وفي إطار زيارة العمل الرسمية، حضر الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، مأدبة غداء عمل أقامها كاي ساوير، وكيل السياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الفنلندية، تكريمًا له والوفد المرافق له، حيث جرى استعراض آفاق التعاون بين البلدين، وتطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.