أكدت رئيسة مجلس النواب فوزية زينل، أن البحرين بفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وتنفيذاً لرؤية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حققت نقلة نوعية في تثبيت أركان العمل المؤسسي، المختص في متابعة تقدم المرأة البحرينية، حيث انتقلنا اليوم إلى مرحلة: "تقدم المرأة البحرينية"، بعد أن حققنا النجاح في مرحلة: "تمكين المرأة البحرينية".

وأشارت، إلى أن الدعم اللامحدود والجهود الكريمة في البحرين أثمرت عن تدشين الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، وإطلاق يوم المرأة البحرينية في الأول من ديسمبر من كل عام، الذي انطلق منذ عام 2008، وسنحتفل في هذا العام، وتزامناً مع الذكرى المئوية للتعليم في البحرين، للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل.

جاء ذلك خلال مشاركتها الثلاثاء في الجلسة الرئيسة التي أقيمت مناسبة إطلاق "الوثيقة العربية للمرأة العربية" بأبوظبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وبرعاية رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، "أم الإمارات" صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، وبتنظيم من المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي وبالتعاون مع البرلمان العربي.

وحضر حفل إطلاق الوثيقة، رئيسة الاتحاد الوطني الإماراتي د.أمل القبيسي، ورئيس البرلمان العربي د.مشعل السلمي، وعدد من البرلمانيين والشخصيات الدولية والعربية.

وأضافت زينل، أن إنشاء وحدة تكافؤ الفرص، في مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص، دعماً لتمكين المرأة وتقدمها، وإنشاء جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية، وتوجت كل تلك الجهود المتميزة في الإشارة الرفيعة ضمن تقرير التنافسية العالمي لعام 2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، بأن البحرين قد شارفت على إغلاق الفجوة بين الجنسين في محوري: التحصيل العلمي، والصحة والحياة، بالإضافة إلى تقدمها الملحوظ في محور المشاركة في الاقتصاد والفرص، بزيادة بلغت 7% مقارنة بالعام 2017.

وخلال جلسة بعنوان: "أم الإمارات.. المُمكّن الرئيس للمرأة العربية: نموذج الإمارات"، تحدثت رئيسة مجلس النواب حول: "أسس ومقومات تمكين المرأة الخليجية".

وأشارت إلى أن البحرين كان لها شرف استضافة أول اجتماعات لجان وورش عمل البرلمان العربي في إعداد "الوثيقة العربية لحقوق المرأة"، التي تنص على أنه لا مجال للحديث عن التنمية الشاملة والمستدامة، دون المشاركة الفعالة والتمكين التام للمرأة.

وأعربت عن بالغ الفخر والاعتزاز في البحرين، على خصوصية ومثالية العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ومملكة البحرين، في ظل العلاقات الأخوية المتميزة بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه الكرام، بجانب ثنائية وتكامل وتعاون، العلاقة الرفيعة، بين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وأختها صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات".

كما استعرضت النموذج البحريني الرائد، في مسيرة تمكين المرأة، وسبل الاستفادة من قصة النجاح البحرينية لتقدم المرأة، حيث تُعد مملكة البحرين من الدول السباقة، التي كفلت للمرأة ممارسة حقها في المشاركة الفاعلة، في الحياة العامة، على مختلف الأصعدة، حيث نالت المرأة البحرينية حقوقها السياسية كاملة، انتخاباً وترشيحاً، طبقاً لميثاق العمل الوطني، ودستور مملكة البحرين، تتويجا لدورها النهضوي في تاريخ مملكة البحرين الحديثة، والدولة المدنية العصرية، بالإضافة إلى فتح المجال أمامها لتقلد المسئوليات والمواقع التنفيذية والتشريعية والقضائية والدبلوماسية والإدارية وغيرها.

ودعت زينل إلى تشكيل لجان عربية لمتابعة تنفيذ ما جاء في هذه الوثيقة، مع الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات بشكل دوري، للوقوف على آخر المستجدات فيما يتعلق بتطبيق بنود الوثيقة، والالتزام بها وتحقيقها على أرض الواقع، بإجراءات عصرية، متطورة ومرنة.

وحثت، على تعميم تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة المتميزة، وتجربة مملكة البحرين الرائدة، في مجال تمكين وتقدم المرأة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية، والبرلمان العربي، وكافة المنظمات البرلمانية، الإقليمية والدولية، لدعم تمكين وتقدم المرأة في مختلف المجالات، انطلاقا من مبادئ وبنود "الوثيقة العربية لحقوق المرأة".

وقالت زينل، إن "الأقدار الجميلة على موعد مستمر في أرض الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وأن الزمن المعاصر يدعونا دائماً لأن نشهد إنجازاتنا العربية، في هذا البلد المعطاء، دار (زايد الخير) الذي يسابق التقدم والابتكار".

وأردفت: "من حسن الطالع أن يتزامن حفل إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، مع العرس الانتخابي الديمقراطي الذي تشهده حالياً، دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والإنجاز غير المسبوق للمرأة الإمارتية، برفع نسبة تمثيلها إلى 50% في المجلس الوطني الاتحادي".

واستعرضت زينل خلال الجلسة الرئيسة، مجموعة من الأسس والمنطلقات والأبعاد، التي كان لها الأثر البارز، في دعم مسيرة تمكين المرأة الخليجية، كالدساتير والقوانين الوطنية، المستندة على الشريعة الإسلامية، والثقافة الخليجية الأصيلة، والمرتكزات العربية العصرية، المواكبة للمبادئ الحضارية الدولية، والمستمدة من القيم الإنسانية النبيلة، والتي أكدت على مبدأ تكافؤ الفرص والحقوق بين الجنسين، بالإضافة إلى السياسات والبرامج والخطط والمبادرات والمشاريع، وفقا لخطة وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.

وأشارت إلى إن جهود "أم الإمارات" في مسيرة تمكين المرأة الخليجية، والتي سيستذكرها التاريخ على الدوام، لا تُعد ولا تُحصى، وتحتاج إلى مجلدات لاستيعابها، ولن تسعفني هذه الدقائق المعدودة لسردها، فقد جعلت من المرأة الإماراتية دُرة الحاضر والمستقبل، وشريك رئيس في عملية البناء والتنمية، وليتجاوز دور المرأة من "مربية الأجيال"، ومدرسة "التربية الأسرية"، إلى عمود وسنام نهضة الدولة وتقدمها، في مختلف مؤسساتها وهيئاتها.

وأكدت أن "أم الإمارات" أضافت أبعاداً إنسانية على العمل النسائي العام، من خلال مبادراتها المهمة التي تستهدف حماية المرأة، وصون كرامتها الإنسانية، واستطاعت أن تحقق للمرأة والطفل والأسرة، مكاسب ومكانة هامة، على كافة الأصعدة.

كما أن تأسيس منظومة عمل نسائي إماراتي، واسعة رفيعة، والمساهمة في رعاية ودعم الفعاليات النسائية المتعددة، وإنشاء الكثير من المراكز والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في المجال النسائي في مختلف القطاعات، وكذلك في إنشاء مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، بجانب المبادرات الإنسانية والخيرية، بالتعاون مع مؤسسات وبرنامج الأمم المتحدة، فضلاً عن إطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية، وتدشين الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية، ومشروع "اعرفي حقوقك"، وحصول "أم الإمارات" على جائزة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وغيرها كثير، ما هو إلا نتاج عمل متميز، وروئ حكيمة، لسموها.

وأوضحت، أن من أهم مقومات تمكين المرأة الخليجية، هو إيمانها بإمكانياتها وقدراتها وإرادتها، على المشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح والتطوير مع دعم القيادات السياسية لدورها، ووعي الشعوب لمكانتها.

يضاف إلى ذلك، المساعي الإيجابية التي تبذلها كل الأطراف الفاعلة في المجتمع، لتطوير دور المرأة في الحياة العامة، بجانب المبادرات الإصلاحية، والتعديلات التشريعية، والإجراءات التطويرية، والبرامج النوعية، الخاصة بتمكين المرأة، والاهتمام بالتعليم في كافة مراحله.. أسهمت في خلق أرضية خصبة للنساء الخليجيات، تنطلق من خلالها غرس الآمال والأحلام، لتنمو وتكبر أمامنا يوماً بعد يوم، ولنحصد ثمارها اليانعة، ونحن نتطلع بشوق لمستقبل أكثر عطاء وإشراقاً.

وأكدت زينل، حرص الجميع للمساهمة الفاعلة في وضع لبنة أساسية، وقاعدة قوية، وتأسيس منظومة صلبة، لمستقبل المرأة العربية، عبر هذه الوثيقة الحضارية العصرية.