قام سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل بن محمد علي حميدان، والشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ العاصمة اليوم بزيارة مشتركة إلى مجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية، بمنطقة كرباباد؛ وذلك تلبية لمبادرة سعادة المحافظ للاطلاع على منجزات الأسر المنتجة البحرينية، باعتبار المجمع أحد المراكز الداعمة للمشروع الوطني لتنمية الأسر.

وخلال الزيارة، اطلع الجانبان على أبرز الخدمات المساندة لمشروعات الأسر المنتجة متناهية الصغر، إلى جانب المساحات المجهزة في المجمع لعرض وتسويق منتجات هذه الأسر، كما تم خلال الزيارة الاطلاع على البرامج التخصصية التي تقدمها مراكز التطوير والتأهيل في المجمع، وتسهم في تعزيز العملية الإنتاجية والتسويقية للأفراد والأسر المنتجة، فضلا عن تطوير وتحسين إنتاجهم وآليات إدارة مشاريعهم الخاصة، كما استمعا بإيجاز لأبرز ما حققته البرامج التخصصية من إنجازات وقصص نجاح من واقع المجتمع البحريني، داعين المستفيدين من خدمات المجمع إلى الاستمرار في طريق النجاح والتميز.

وأكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن مجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية يمثل أحد أهم المشاريع الريادية في مملكة البحرين للتمكين الاقتصادي للأفراد والأسر البحرينية، عبر منظومة من الخدمات المتطورة والأنشطة التي تساهم في توفير بيئة نموذجية وإيجاد مصادر دائمة لترويج منتجاتها، لافتا إلى أن عدد الأسر المنتجة البحرينية وصل حتى الآن إلى أكثر من 650 أسرة.

وتم توفير الغطاء القانوني لها من خلال برنامج خطوة لتنمية المشروعات المنزلية، انسجاما مع اهتمام الحكومة بالأسر البحرينية المنتجة، حيث أصدر في هذا الشأن مجلس الوزراء، القرار رقم 39 لسنة 2010 بشأن تنظيم مزاولة النشاط الإنتاجي من المنزل (المنزل المنتج) ونص القرار على أنه ينشأ سجل يسمى سجل المنزل المنتج، تدون فيه كل البيانات المتعلقة بالنشاط الإنتاجي الذي يزاول بالمنزل بما في ذلك هوية صاحب النشاط الإنتاجي ونوع النشاط الذي يزاوله.

وأوضح حميدان أن برنامج "خطوة" يفتح مجال عمل لجذب فئة الشباب والعاطلين عن العمل، والمرأة البحرينية الراغبة في التمكين الاقتصادي ورفع دخل الأسرة، كما أنه يمثل مجال مرن للعمل لفئة كبار المواطنين والمتقاعدين، حيث يعمل المشروع على تطوير الأسر المنتجة بشكل أساسي؛ من خلال دعم الأسر محدودة الدخل، وتحسين مواردها الذاتية والتي تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تطوير الحرف والصناعات المنزلية والمنتوجات التقليدية والتراثية لرفع جودة الإنتاج، وزيادة قدرتها التنافسية مع المنتوجات الأخرى المماثلة في السوق المحلية والعالمية.

من جانبه، أكد الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، على الدور الكبير لمراكز الأسر المنتجة في تشجيع الاستثمار الفني، لانعكاس ذلك على تطوير تجربة البحرين في مجال المهن الموروثة.

وأوضح أن مثل هذه المراكز تساعد على اكتشاف المواهب التي تحتضنها البحرين، منوها بالدور المهم الذي تلعبه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في الترويج للعاصمة المنامة لاحتضانها مركزا بارزا للأسر المنتجة الذي يعد مركزا ثقافيا يحافظ على الموروث الإنساني لمملكة البحرين، نظرا لرسالته الإنسانية الفريدة من نوعها، مشيدا بجهود الوزارة في دعم ورعاية أصحاب المهن القديمة من خلال احتضان مواهبهم في إطار مراكز متخصصة لذلك.

ويساهم مشروع مجمع العاصمة في جعل مملكة البحرين مركزا للأسر المنتجة والصناعات التقليدية المتطورة، وتنمية المجتمع من خلال دعم العمل والإنتاج، فضلا عن زيادة إعداد الأسر المنتجة ونشر مفهوم التوظيف الذاتي، وتنمية روح الريادة والعمل الخاص عبر الدورات التخصصية، ودعم وتطوير الصناعات التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار.

ويحتضن المجمع ويسوق منتجات أكثر من 140 أسرة من أصحاب المشروعات المنزلية، كما يوفر المجمع مقهى شعبي يقدم الأطعمة الشعبية بأسعار تنافسية تديره أحد الأسر البحرينية المنتجة، وقد بلغ إجمالي مبيعات المجمع في العام الماضي 2018م، 63 ألفا و662 دينارا، علما أنه لا تحتسب أية مبالغ تشغيلية أو إيجار على الأسر المستفيدة من المجمع.

وتحول مجمع العاصمة لمنتجات الأيدي البحرينية إلى معلم حضاري سياحي مميز في مملكة البحرين، يتدفق على زيارته كبار الزوار والسياح للمملكة، فضلا عن المواطنين والمقيمين.