نص - عِذاب الركابي

هناك مطر

يذرف دمعه اللؤلؤي

حزنا،

على نبتة اغتصبها الغبار!

***

لا ترشق زهرة بحجر.

فهذا يثير عليك نقمة الفراشات،

وتظل شتائم الصحو، تلاحقك !

ادع الوردة

لسرير كفيك،

تسلم

من نميمة الفراشات !

***

لو تلزم الشمس،

بيتها الجبلي

حتى يتم زفاف

قطرة مطر.. وحيدة !

تخاف الظلمة كثيرا

من لقاء الضوء

على طاولة الرهان!

***

رائحة الرغيف

تجعل الحطاب

يتجاهل ألم الأشجار الصاخب!

***

لا تحضر الزنبقة

مجلس الشمس التي

تغتاب العصافير!

***

لا تخفي

السنابل ضحكتها الإلهية

حتى لو لمعَ منجل الحصاد!

***

سأل الخريف

عن السر في حب الربيع،

فجاء الجواب :

صحوا،

ووردا،

وعصافير!

***

اقتيد الليل والنهار

إلى غرفة التحقيق،

فأدين الليل بظلمته،

وأفرج عن النهارِ

بآيات نوره!

***

لا تجد الصحراء

فائدة

من قراءة سيرة المطر!

***

تمنى الغصن

الطيران

ففقد صداقة العصافير!

***

حين حكت شجرة البرتقال

قصة حبها،

والعصافير منسجمة

كانت الدبابير تعد الشتائم!

***

للماء لغة

لا يدرك أبجديتها

إلا الزنابق!

***

تسرق الظلمة

أثواب النور،

فلا تأتي على مقاسها!

***

قال النهر للنخلة :

تأخذين مكاني؟

قالت النخلة للنهر:

تأخذ مكاني؟

مر عصفور وغنى

ماء وتمر !

***

يحسد العصفور الوحيد

غصن الشجرة

على استقراره،

ويحسد الغصن العصفور

على أسفاره .. وحريته!

***

أكثر ما يقلق السنابل

غيمة مراوغة،

ومزارع يخطئ

في المواعيد !

***

قالت النخلة :

سمعت أن عصفورا يتعلم الرسم،

قالت الأقحوانة :

سمعت أن سحابة تتعلم الموسيقى،

قالَ النهر :

اذكروا لي واحدا،

تعلم العذوبة!

***

المزارع الطيب

يخفي منجله

حين تستقبله الثمار

بلون .. وطعم جديد!

***

تترك السنابل

المجلس

لو جاء الحديث

عن موسم الحصاد!

***

حين ينادى على الأقحوانة

يا سيدة !

يغار النهر

متخذا لنفسه لقب

الأخ الكبير!

***

تحلم الذبابة بقيلولة

على غصن العصفور،

لمجرد أنها تطير!

***

تحية تجود بها

قرنفلة خجول

تؤمن للفراشة

يوما مرحا!

***

ربما

تقطف الزهرة

لكنها تعود لحضن غصنها،

بروح فراشة!