تشارك الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في المنتدى الاقتصادي العالمي للسياح (GTEF)، والذي يقام في مدينة مكاو بجمهورية الصين الشعبية يومي 14 و15 أكتوبر 2019.

وألقت الشيخة مي مداخلة، الاثنين، خلال جلسة سلطت الضوء على حركة السياحة العالمية كعامل من عوامل الارتقاء بحياة المجتمعات ووسيلة لإضفاء الجَمَال على الحياة.

وقدّم الجلسة المدير التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية تشو شينغ شونغ وشاركت فيها المشرف العام على دار الآثار الإسلامية بالكويت حصة صباح السالم الصباح، إضافة إلى مشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من مؤسسات حكومية وغير حكومية.

وقالت الشيخة مي: "في السنوات القليلة الماضية، أخذت السياحة الثقافية أهميةً كبرى في السياسات المستدامة والاقتصادية للدول، إذ تعكس غنى المخزون التاريخي والتراثي والحضاري للشعوب وتظهر فرادتها وتنوّعها". وأكدت أن الثقافة تعمل كقوة دافعة ومحفّزة للتنمية الحضرية وتوفير فرص العمل وجذب المستثمرين والزوّار، مشيرة إلى أن الاستثمار في الثقافة من الناحية السياحية، يصنع منها مورداً اقتصادياً بديلاً وضماناً لاستمرار التنمية المستدامة في المجتمعات وعنصر رخاء وازدهار لها.

وأضافت: "إن الأمن المعيشي والاستقرار الاقتصادي اللذين يؤديان حتماً إلى الارتقاء بمستوى الرضى العام لدى المجتمعات المحلية، يعدّان أحد النتائج المباشرة للاستثمار في صناعة السياحة الثقافية، لأن هذا النوع من السياحة يساهم في تطوير البنى التحتية في المدن ويتطلب مشاركة مباشرة من المجتمعات في تقديم التجربة للزائر والسائح"، منوّهة بأهمية وجود استراتيجية وطنية شاملة بعيدة المدى لتعزيز السياحة الثقافية عبر تطوير البنية التحتية للمدن التاريخية، حماية وصون مواقع التراث الثقافي والطبيعي والارتقاء بالتراث الثقافي غير المادي للمجتمعات من موسيقى وحرف وطعام وعادات وتقاليد، بما يصنع للزوار تجربة سياحية ثقافية متميزة ومتفرّدة لا يمكن الحصول عليها في مكان آخر.

وحول تجربة مملكة البحرين في تعزيز البنية التحتية الثقافية، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن المملكة لها خبرة في إيجاد المبادرات الثقافية الرائدة، إذ أنشأت هيئة البحرين للثقافة والآثار شبكة من المتاحف ومراكز الزوار في مختلف مناطق البحرين، بالإضافة إلى إدراج ثلاثة مواقع بحرينية حتى اليوم على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وهو ما أدّى إلى جذب الزوّار إلى مناطق مختلفة من المملكة وعمل على تشجيع المناخ التنافسي في سبيل تطوير المجتمع المحلّي لكل منطقة والرخاء الذي تعكسه ظاهرة التطوّر السياحي فيها.

وأضافت الشيخة مي أن جهود البحرين في صناعة بنية مميزة ثقافية ساهم في فوز المملكة بجوائز عالمية على مدى السنوات الماضية، كان آخرها فوز مشروع (إحياء منطقة المحرّق) بجائزة الأغا خان للعمارة لعام 2019م، الذي نالته البحرين بفضل التعاون المثالي ما بين القطاعين العام والأهلي، مشيرة إلى أنه قد تحقق عبر هذا التعاون، ومن خلال مشروع الاستثمار في الثقافة الذي انطلق في العام 2006م من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وانتقل بعد ذلك إلى القطاع الرسمي، العديد من المشاريع الثقافية، لعل أهمها إنشاء مسرح البحرين الوطني بدعم كريم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ومتحف موقع قلعة البحرين بدعم من مجموعة أركابيتا.

وفي نسخة الحالية، يلقي المنتدى العالمي الاقتصادي للسياحة الضوء على حركة السياحة العالمية كرافد من روافد صناعة الرخاء والازدهار، إضافة إلى مناقشة سبل استثمار النمو الكبير في القطاع السياحي حول العالم، سبل تحقيق التعاون الدولي وبناء الشراكات ما بين المؤسسات العاملة في المجال السياحي.

كما استعرض المنتدى آخر التطورات في هذا القطاع الحيوي وكيف يمكن للمدن أن تقدّم لزوّارها تجربة سياحية ذكية.

يذكر أن المنتدى العالمي الاقتصادي للسياحة يجمع قادة صناعة السّياحة والثقافة من حول العالم، إضافة إلى مشاركة العديد من المسؤولين الحكوميين، خبراء الأعمال وخبراء البحث الأكاديمي والموزعين من عشرات الدول.

وكان هذا المنتدى قد تم إطلاقه عام 2012 من قبل المركز العالمي للبحوث في الاقتصاد السياحي بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ويلقى المنتدى الدعم من المنظمات السّياحية المختلفة في أرجاء العالم .