فاطمة يتيم



أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، هالة الأنصاري، أن الإقبال على هاكاثون المرأة فاق التوقعات بشكل كبير، حيث تلقى المجلس حوالي 102 طلب مشاركة في هذا السباق العلمي النسائي لتشجيع التنافس والابتكار في وقت قياسي، مشيرة إلى أن هذه المبادرة توائم موضوع يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بها في مجال التعليم العالي، واكتشاف مستقبلها في مجال علوم المستقبل.

وقالت الأنصاري، في تصريح للصحافيين، على هامش جولتها التفقدية للفرق المشاركة "لم أتوقع أن أرى جميع هذه العقول مجتمعة من السيدات البحرينيات، حيث لاحظت التفاوت العمري بينهن، وتفاوت الخبرات والتخصصات التي اجتمعت في مكان واحد وعلى طاولة واحدة، فاليوم نتحدث عن مصطلح "هاكاثون" والذي يعد تعبير مستحدث على ثقافتنا البحرينية، حيث لم نعتاد على سماعه ولكنه مقارب لمصطلح "ماراثون" والذي يعنى بسباق الجري، ولكن الهاكاثون يعتبر سباق عقلي وعلمي، حرصنا على تنظيمه بدورنا كمؤسسة، ليكون متوائم مع الموضوع الأشمل ليوم المرأة البحرينية، ولنحتفي بها في مجال التعليم العالي، وفي الوقت ذاته نكتشف مستقبل الفتاة البحرينية في مجال علوم المستقبل".

وأضافت، "إن تجميع هذه العقول في مكان واحد لعب دورا مميزا في نجاح هذه الأفكار وخروجها بهذه الصورة، على سبيل المثال لاحظنا وجود بروفيسورات وجامعيات على نفس الطاولة، لديهن الفكرة ولكن لا يتمكن من تحويلها إلى تطبيق حديث، بحيث من خلاله يوصلون معرفة معينة أو علم معين، لذلك كان من المهم وجود تنوع في التخصصات والمهارات على الطاولة الواحدة".

وعن تنوع الموضوعات والمشاريع لدى الفرق، قالت الأنصاري "يوجد تنوع جميل ومميز في الموضوعات والمشاريع، حيث أن الفرق لم تحصر نفسها في ما يحتاجه المجلس فقط من أفكار، لأن الهدف من الهاكاثون هو أن هذه البرمجيات تخدم الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية من خلال المجالات المتنوعة سواء في الصحة، التعليم، الخدمات الأسرية، ولكن لاحظنا بأن بعض الفرق تحدتنا، وخرجت بأفكار لم تخطر على أذهاننا في وقت سابق، حيث يوجد فريق يتحدث عن كيفية التنبؤ بالتسربات نفطية من خلال الأقمار الصناعية "ساتالايت"، فهذه أمور فيها نوع من الجرأة وتتناسب مع موضوع يوم المرأة البحرينية".



وأكدت، "أن المرأة البحرينية لديها القدرة والإمكانية بأنها توظف الذكاء الاصطناعي، وذلك بحسب ما ذكر مؤخرا يوجد توجيه ملكي بأن الحكومة تستنفر جهودها لتضع خطة وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وجاء موضوع يوم المرأة البحرينية متوافق مع هذا التوجه".

ولفتت إلى أنه "سيتم الإعلان قريبا عن برنامج وطني للتوازن بين الجنسين في مجال علوم المستقبل، حيث أن الذكاء الاصطناعي يعتبر أحد التخصصات في هذا المجال، فحرص المجلس على أن يكون الموضوع شامل وجامع، لأن التغيرات العالمية يوميا تفرض نفسها بتوجه جديد وتخصص جديد، فعلوم المستقبل يجمع كل هذه التخصصات سواء كانت علوم فضاء أو تكنولوجيا النانو أو الطاقة المتجددة وغيرها".



وعن تبني الأفكار من قبل المجلس الأعلى للمرأة، قالت الأنصاري "الخطوة القادمة للمبادرة وإجراءات الهاكاثون بأننا نصل إلى مرحلة التقييم من قبل لجنة من المختصين، حيث توجد 3 جوائز للفرق الثلاث الفائزة، ولكن هذا لا يمنع بأن ننتبه لباقي المشاريع التي تحتاج إلى تطوير معين والتي من ممكن أنها تصل إلى السوق، فقد تكون جميع الاعتبارات التقنية متاحة في تطبيق معين ويفوز في الهاكاثون، ولكن توجد اعتبارات أخرى من منطلق تجاري ممكن أن يحوز من خلاله التطبيق على فرصته وحقه في الظهور والانتشار، أو قد تكون هناك حاجة ملحة لإحدى مؤسسات القطاع الخاص في تطبيق غير فائز على سبيل المثال، فجميع هذه المشاريع الـ 12 ستكون متاحة للمساهمين، حيث ستكون هناك جلسات قادمة للتعريف بالمشاريع من قبل الفرق للجهات التي ترى بأنها تريد أن تكون راعية لهذه التطبيقات، فإما أنهم يصلون إلى السوق أو أن يتم تبينهم من قبل مؤسسة متخصصة في موضوع هذا التطبيق".وأكدت أن المرأة البحرينية قادرة على المنافسة في مستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل يفوق التصور، قائلة: "أنا شخصيا لم أكن متوقعة بأن نرى هذا الإقبال الكبير على مبادرة الهاكاثون بالرغم من وقتها الضيق، ولكن تلقينا حوالي 102 طلب في مجال صعب نوعا ما، فنحن نتحدث عن مبرمجات في تطبيق ذكي، ولكن اكتشفنا بأن عملية تطوير هذه التطبيقات لا تحتاج فقط إلى مبرمجات حاسوب، بل إلى صاحبة فكرة أولا، وشخصيات أخرى تفهم حاجة السوق، بالإضافة إلى مصممة جرافيك، فمسألة التطبيقات الذكية ليست قائمة فقط على من هو متمكن بهذه التقنيات الإلكترونية، بل يجب أن تجتمع هذه المهارات والعقول لتخرج بفكرة وتركز على وجاهة الفكرة واستدامتها".