ترأس وزير العمل والتنمية الاجتماعية، رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم سوق العمل، جميل بن محمد علي حميدان، جلسة العمل حول التعاون الإقليمي، بحضور وزراء العمل ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال اللقاء الوزاري التشاوري الرابع للدول الآسيوية المرسلة والمستقبلة للعمالة "حوار أبو ظبي 5"، والذي يعقد في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 16 إلى 17 أكتوبر 2019.

وفي كلمة له استهل بها الجلسة، أكد حميدان أهمية تضافر الجهود لإنجاح حوار أبو ظبي في إيجاد أرضية ملائمة لتعزيز التعاون بين حكومات الدول الأعضاء المشاركة في المنتدى، وتقديم نموذج متقدم لتطوير إدارة تنقل العمالة بين الدول بما يخدم الدول المصدرة والمستقبلة للعمالة وضمان المصالح المتوازنة والمثمرة للجميع، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في زيادة الأثر التنموي لتنقل العمالة وذلك بتنمية رأس المال البشري وتعزيز النمو الاقتصادي بدول المصدرة والمستقبلة لهذه العمالة.

حماية العمالة الوافدة

كما استعرض حميدان، خلال جلسة العمل المنعقدة حول مستقبل العمل، تجربة مملكة البحرين المتميزة في حماية حقوق العمالة الوافدة المؤقتة، لافتاً إلى أن هذه الفئة العمالية تساهم في تنمية الاقتصاد على مختلف الأصعدة وشريكة في مسارات التنمية، ومشيراً في هذا السياق إلى إطلاق البحرين العديد من المبادرات لتوفير العمل اللائق وحماية حقوق العمالة الوافدة المؤقتة، ومن خلال تشريعات وطنية متقدمة تقوم على مبدإ عدم التمييز وضمان المساواة والعدالة في حقوق العمل، وفي مقدمتها إقرار مبدأ حرية انتقال العمالة الوافدة من صاحب عمل إلى آخر، وفق ضوابط نظامية محددة، فضلاً عن تطبيق كافة المبادئ الواردة في قانون العمل في القطاع الأهلي على كافة فئات العمالة بما فيها المبادئ الخاصة بالحريات النقابية، والحماية من التمييز في العمل، إلى جانب الحماية الاجتماعية، حيث يمكن للعامل الوافد الاستفادة من نظام التأمين ضد التعطل في حالة فقدانه القسري لوظيفته.

ولفت الوزير إلى أن مملكة البحرين أقرت برنامجاً متكاملاً لمكافحة الاتجار بالبشر، ونفذت عدداً من المبادرات والمشاريع في هذا المجال، كإنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، وإنشاء مركز حماية العمالة الوافدة الذي يقدم خدمات متعددة لضحايا الاتجار بالبشر، إلى جانب اعتماد "نظام الإحالة الوطني لضحايا الاتجار بالبشر"، الذي يُعد الأول على مستوى دول المنطقة، فضلاً عن اعتماد نظام تصريح العمل المرن قبل عامين، والذي يتيح للعمالة الوافدة مساحة للعمل دون الارتباط بصاحب عمل محدد.

وأشار حميدان إلى أن هذه الخطوات الإيجابية، جعلت المملكة في مصاف الفئة الأولى في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتعلق بتصنيف الدول في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص الصادر في يونيو من العام الجاري، وذلك للعام الثاني على التوالي، وهي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تحتل هذه المرتبة، والتي استحقتها عن جدارة بموجب تطوير بنيتها القانونية والمؤسساتية المعززة لبيئة العمل وحماية العمال.

وأعرب وزير العمل والتنمية الاجتماعية عن أمله في أن تكون المبادرات والإنجازات التي حققتها الدول الأعضاء في "حوار أبو ظبي" محط أنظار الجميع، وأن يخلق هذا التجمع منصة لتبادل التجارب الناجحة في هذا المجال، داعياً إلى أن تتضمن التوصيات الصادرة عن "حوار أبو ظبي" في دورته الخامسة، بنوداً خاصة تسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء، والاستفادة منها، في مجالات حماية القوى العاملة وإدارة العمل التعاقدي المؤقت، على وجه التحديد.