أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، تحمل سيناريوهات عدة، تتأرجح بين التصعيد العسكري والدعوة إلى التفاوض.جاء ذلك، في كلمة بافتتاحية العدد العاشر من دورية "دراسات" نصف السنوية المحكّمة، والتي تتناول عدداً من أهم القضايا المثارة حول أمن منطقة الخليج، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الصلة.وفي افتتاحية العدد الجديد، التي جاءت بعنوان "هل نشهد حرباً جديدة في الخليج؟"، أشار د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وهو رئيس تحرير الدورية، إلى أن الشرق الأوسط يعيش على وقع أزمة جديدة، مع التصعيد الأخير في منطقة الخليج العربي، والذي بلغ ذروته بالاعتداء الإرهابي على ناقلات النفط المدنية، بالقرب من ميناء الفجيرة وبحر عمان، وتطور الوضع ليشمل تنفيذ هجمات إرهابية على معملين نفطيين تابعين لشركة "أرامكو" بالمملكة العربية السعودية.وأوضح د.الشيخ عبدالله بن أحمد، أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، تحمل سيناريوهات عدة، وبين هذا وذاك، تم إطلاق سلسلة من التصريحات التي تحمل التهديد والوعيد، فضلاً عن استعراض للقوة بين الجانبين.وأضاف رئيس مجلس الأمناء، أن لكل طرف حسابات خاصة خلال تلك الأزمة، فإيران تشعر بوطأة العقوبات الأمريكية، وتداعي الاتفاق النووي، إلى جانب مشكلات داخلية متفاقمة، بينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإعادة تصحيح الأخطاء الفادحة التي اقترفتها إدارة أوباما بشأن الملف الإيراني.وتابع قائلاً: يبقى التساؤل المركزي هل المنطقة على حافة حرب؟..والإجابة نعم، ولكن في الأغلب لن تشهد حرباً، فكل طرف لا يرغب بالتأكيد في هذه الحرب إلا في حالة حدوث تطور جوهري، وما يجري حالياً هو اللجوء إلى إطلاق التهديدات، بغرض تحقيق غايات استراتيجية.ولفت إلى أن طهران تريد أن ينعكس التصعيد على إعادة التفاوض دون تقديم تنازلات كبيرة، أما واشنطن فهي مقبلة على انتخابات رئاسية العام المقبل، ولا مجال للمجازفة أمام الناخب الأمريكي بوقوع خسائر مادية وبشرية.وشدد رئيس مجلس الأمناء، على أن الاعتداء على ناقلات ومنشآت النفط، يتطلب موقفاً دولياً رادعاً، للحفاظ على أمن الطاقة، وضمان سلامة الممرات البحرية، وكذلك العمل على توفير بيئة آمنة ومستقرة، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.وقال د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن دول الخليج المعتدلة هي الشريك الإقليمي الأكثر وثوقاً وفاعلية في تحقيق أمن المنطقة والعالم، وستدافع عن أمنها وسيادتها ضد أي تهديد، وفق القوانين والأعراف الدولية. لذا فإن اتخاذ هذه الدول المزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية، يبقى أمراً مطلوباً وملحاً، للتعامل بكفاءة وفاعلية مع كل السيناريوهات المحتملة.وتضمن العدد الجديد، قضايا وموضوعات عديدة ومتنوعة، فقد احتوى قسم الدراسات، على دراسة مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية بالمركز ومدير تحرير الدورية د.أشرف كشك، حول تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي "ميسا" وتستعرض أهداف الولايات المتحدة من التحالف، من خلال تتبع جذور تلك الفكرة ومضمونها وأهدافها، وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، ومواقف الدول تجاه هذا التحالف، والآليات المقترحة لعمله ومقومات نجاحه، والتحديات التي تواجهه.وفي ذات القسم، يتطرق مدير إدارة الدراسات والبحوث بالمركز د.عمر العبيدلي، في دراسته، إلى إحدى القضايا التي أثارت جدلاً في دول الخليج، وهي "ضريبة القيمة المضافة"، بهدف التعرف على واقع الاقتصادات الخليجية في مرحلة ما قبل فرض الضريبة، وتحليل تلك الضريبة واستحداثها، وصولاً إلى فرضها في دول الخليج من حيث الأسباب والأنماط والتأثيرات.أما ملف العدد، فقد جاء بعنوان "مستجدات الأمن الإقليمي وتأثيرها على توازن القوى"، ويلقي الضوء على أبرز المستجدات الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط، وتفاعلها مع الإطار العالمي، وكذلك تأثيرها على معادلة الأمن الإقليمي الراهنة.وتم التركيز على 3 مستجدات رئيسة، أولها: تتناول السياسة الخارجية الأمريكية، ومدى توافقها مع سياسات حلف "ناتو" تجاه المنطقة، ويقدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة ليدن بهولندا د.كيفن كوهلر ، تصوراً مهماً وجديداً في هذا الشأن. وثاني المستجدات: يتحدث عن "الوجود العسكري الأمريكي في العراق: المضامين والدلالات بالنسبة للأمن الإقليمي".ويرصد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.علي الدين هلال، تطور العلاقات الأمريكية - العراقية منذ عام 2003 وحتى الآن، وبيان الجدل الذي أثير حول الوجود الأمريكي في العراق، وكذلك المتغيرات الإقليمية التي جعلت من ذلك الوجود ضرورة استراتيجية للجانبين.فيما يستعرض ثالث المستجدات: "العلاقات الروسية – الإيرانية وتأثيرها على الأمن الإقليمي"، حيث تطرح الباحثة الأردنية د.نادية سعد الدين، تصوراً للعلاقات المتنامية بين البلدين في سياق "تقارب الضرورة" بسبب الأزمة السورية، وتقترح عدة خيارات للتعامل مع تداعيات هذا التقارب.وأفردت الدورية في قسم الشؤون الإقليمية، دراسة بعنوان "التنظيمات الجهادية الإرهابية والأمن الإقليمي في العالم العربي: الواقع الراهن وآفاق المستقبل" قدمها د.حسنين توفيق، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة، وتسعى الدراسة إلى الإجابة عن عدة تساؤلات، هي: "ما هي أهم المحددات الحاكمة لمستقبل التنظيمات الجهادية الإرهابية في العالم العربي؟"، و"ما هي أهم المسارات المحتملة لتطوّر هذه التنظيمات خلال المديين القصير والمتوسط؟"، و"كيف سيتأثر الأمن الإقليمي في العالم العربي بالتطورات المستقبلية على مستوى التنظيمات الجهادية الإرهابية؟"، و"ما هي أهم متطلبات وشروط تطوير الاستراتيجيات الفاعلة للتصدي للتنظيمات الإرهابية؟".كما تضمن العدد، عروضاً لأحدث الكتب والتقارير الاستراتيجية المعنية بالشأن الخليجي، بالإضافة إلى استعراض أهم الفعاليات التي نظّمها مركز "دراسات".