توصلت دراسة علمية إلى أن التفاعل الأسري والاستقلالية يوثران إيجاباً على الكفاءة الاجتماعية والسلوك القيادي لدى الأطفال الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال.

كما وجدت أن الإرشاد والتوجيه في البيئة المدرسية يساهمان في تنمية السلوك القيادي والكفاءة الاجتماعية للأطفال. وأوجدت الدراسة علاقة ارتباطية بين الكفاءة الاجتماعية لدى الطفل والسلوك القيادي.

جاء ذلك لدى مناقشة الباحثة إيمان عبدالجليل شهاب أطروحة علمية ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة تربية الموهوبين من كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي، والتي جاءت بعنوان "النموذج البنائي للعلاقة بين السلوك القيادي والكفاءة الاجتماعية والبيئة المدرسية والأسرية لدى الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال".



وكانت الباحثة قد أعدت مقياساً يعد الأول من نوعه في مملكة البحرين للكشف عن الأطفال الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال، ومقياساً آخر للسلوك القيادي، ثم اتبعت مجموعة من المقاييس التربوية المعتمدة لقياس الكفاءة الاجتماعية، والسلوك القيادي لديهم على مستويين هما البيئة المدرسية والبيئة الأسرية.

واجرت الباحثة دراستها على عينة من 218 طفلاً وطفلة من الأطفال الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال في مملكة البحرين.



وخلصت الدراسة أولاً: على مستوى البيئة الأسرية وتأثيرها على الكفاءة الاجتماعية، إلى أن العوامل الأكثر تأثيراً على ارتفاع الكفاءة الاجتماعية لدى الأطفال كانت التربية الاستقلالية، ثم الانفتاح العقلي لدى أولياء الأمور، يليهم التفاعل الأسري.

أما على مستوى البيئة الأسرية وتأثيرها على السلوك القيادي: فقد اتضح من نتائج الدراسة أن التفاعل الأسري كان الأكثر تأثيراً في بناء السلوك القيادي، ثم اهتمام الأسرة بالمستوى الأكاديمي للطالب، وجاءت التربية على الاستقلالية في المرتبة الثالثة.



وفيما يتعلق بالبيئة المدرسية وعلاقتها بالكفاءة الاجتماعية: أظهرت النتائج أن الإرشاد المدرسة كان الأكثر تأثيراً في مستوى الكفاءة الاجتماعية. وفيما يخص السلوك القيادي بينت النتائج أن البيئة الإثرائية المتمثلة في الأنشطة القائمة على التجارب، والرحلات العلمية، والزيارات الميدانية، والأنشطة الثقافية والرياضية، كانت الأكثر تأثيراً على تنمية السلوك القيادي لدى الأطفال.

إلى ذلك أوصت الدراسة، بأهمية الكشف المبكر في مرحلة رياض الأطفال وبالتالي توفير أدوات كشف خاصة بالموهوبين تتناسب مع البيئة البحرينية. وتوسيع قاعدة الكشف عن الأطفال الموهوبين من مرحلة رياض الأطفال. والاعتماد على استمارة ترشيح الوالدين والمعلمات. إضافة إلى إعداد دورات وورش عمل للتعريف بالأطفال الموهوبين. وتوعية الوالدين والمعلمات من خلال الجهات الرسمية. إلى جانب تعريف أولياء الأمور والمعلمات بأهمية الاهتمام بالأطفال الموهوبين من خلال التعريف بالبيئة المدرسية والبيئة الأسرية. وشددت التوصيات على ضرورة توفير برامج تعليمية وتربوية لتنمية الكفاءة الاجتماعية للموهوبين من أطفال الروضة. أسوة بتوفير أنشطة تعليمية لتنمية السلوك القيادي للموهوبين من أطفال الروضة من قبل الأسرة والروضة.



يشار إلى أن الدراسة العلمية أعدت بإشراف الأستاذ الدكتور علاء الدين أيوب، أستاذ القياس والتقويم والإحصاء في قسم تربية الموهوبين بجامعة الخليج العربي. والدكتور فاطمة أحمد الجاسم، أستاذ تربية الموهوبين المشارك في قسم تربية الموهوبين، جامعة الخليج العربي.