انطلقت صباح الثلاثاء أعمال مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط بجلسة أولى حملت عنوان "المنظور العالمي للتكنولوجيا العسكرية". وأكد المتحدثون فيها ضرورة تكثيف الشراكات الاقليمية والدولية لتبادل المعلومات وتبني أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا وتسخيرها بالوجه الأمثل في الصناعات العسكرية.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف بن راشد الزياني أن التحدي الرئيس في الوقت الراهن يكمن في حماية التكنولوجيا المتطورة من وقوعها في أيدي الإرهابيين والمتطرفين حتى لا تتحول إلى مصدر تهديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
وقال الزياني إن العالم على أعتاب تغيير جذري في التخطيط العسكري بمحاذاة التكنولوجيا المتطورة، مضيفاً "يجب أن ننظر للمستقبل بتفاؤل وعقول منفتحة من خلال تبني أحدث التكنولوجيات لنجعل العالم مكاناً أكثر أماناً، ولضمان سيادة النظام بدلاً من انتشار الصراعات".
وأوضح الزياني أن مواكبة آخر التطورات التكنولوجية في التسلح سيكون الضمانة الرئيسة للانطلاق نحو المستقبل بثقة ومنعة مع تحسين العقيدة القتالية وضمان حماية المدنيين من أية أخطار أو تهديدات محتملة مستقبلاً.
ولفت إلى أن العقيدة الدفاعية لدول المنطقة والعالم يجب تحسينها وتطويرها بما ينسجم مع آخر التطورات التقنية لمواجهة الهجمات السيبرانية وزيادة الوعي المعرفي بكيفية إدارة المعارك المستقبلية من الناحية العملياتية والتقنية والعسكرية.
وأشار الزياني إلى أنه "من المهم أن نضمن أن الإطار القانوني الدولي قوي بالدرجة الكافية لكي نقوم بإدارة التكنولوجيا ووضع اللوائح لها (..) جيوش المستقبل يجب أن تسخر الذكاء الاصطناعي وأن يكون لها مزيداً من الاسلحة الذكية ذات الكلفة القليلة والتحكم بها عن بعد ويمكن نشرها بشكل سريع جداً ودعم لوجستي ضئيل في البحار وعلى اليابسة"، منوهاً بأن استخدام التكنولوجيا سيكون أهم قوة ردع.
أولوية أمريكية لحماية الممرات المائية
فيما قال قائد القوات البحرية في القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية قائد الأسطول الأمريكي الخامس في القوات البحرية المشتركة الأدميرال جيمس مالوي إن الأمن البحري يعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للمنطقة والتجارة العالمية، مؤكداً أهمية استفادة شركاء الولايات المتحدة في المنطقة من كل الوسائل الذكية والمتطورة لتعزيز الأمن والاستقرار في المياه الإقليمية.
وأشار مالوي للهجمات الاخيرة على المنشآت النفطية السعودية خلال الشهر الماضي، وقال "إن ما حصل من هجمات لا يمكن قبوله على الإطلاق"، مؤكداً "وجوب أن نكون جاهزين معاً لمواجهة التهديدات والاستفادة القصوى من تنقيح المعلومات والمعرفة التقنية - العسكرية".
ولفت إلى أن مشاركة المعلومات والفهم المشترك للوقائع ضروري لازدهار كل الأمم، مضيفاً "على المستوى الاقليمي والدولي، يجب أن تكون هناك أولوية للأمن البحري وحماية الممرات المائية، من خلال توفير المصادر والعلاقات العسكرية الوثيقة لتحقيق الاستجابة المشتركة من أجل مواجهة التطورات الناشئة".
وأكد استعداد الولايات المتحدة للاستثمار بمزيد من التقنية الجديدة وتبنيها في الحلول العسكرية بما يؤمن سيادة القانون والتجارة البحرية المشروعة على مستوى المنطقة والعالم، ووقوف الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة عبر القوات البحرية المشتركة CMF التي مقرها البحرين وتضم 33 دولة عضواً لمواجهة أي تهديدات تؤرق أمن المياه الإقليمية على غرار القرصنة أو الإرهاب أو غيرها من ممارسات غير قانونية.
وأضاف مالوي أن "تدفق المعلومات العسكرية ضروري، اذ يجب ان يكون هناك إدارة معلومات وتنقيحها للاستفادة من البيانات والتعرف على الأولويات ونشر كل المعلومات بطريقة آمنة للتصرف وفقاً لها، خاصة أنها تشكل الشريان والعمود الفقري لبناء الثقة ورفع الوعي".
وأكد مالوي أن التشبيك والاستفادة من المصادر المعلوماتية في البحرية يشكل حجز الزاوية لأي تحالف من أجل القيام بعمليات عسكرية دقيقة تصيب أهدافها بكل حرفية.
طلب متزايد على طائرات المسافات الطويلة
وقال نائب الرئيس ومدير برامج شركة بيل الأمريكية سكوت ماغوان إن الشركة أخذت على عاتقها تبني أحدث التقنيات المتطورة في عالم التصنيع العسكري لمواكبة الطلب المتزايد على الآليات العسكرية المزودة بأحدث التقنيات وأجودها من قبل مختلف القوات المسلحة ووزارات الدفاع حول العالم.
وأوضح أن الطلبيات العسكرية تركز كذلك في الوقت الحاضر على استخدام طائرات تطير لمسافات أطول بمعدل استهلاك وقود أقل وانتشارها لمدى أبعد من أي وقت مضى لتمكينها من إنجاز مهامها الاستطلاعية والعسكرية بدقة وسرعة فائقتين.
ولفت إلى أن التقنية الحديثة باتت مطلب جميع الوحدات العسكرية، لتشمل جميع المهام الهجومية والأساطيل، حتى وصلت إلى أبسط الأمور مثل الراديو وأنظمة التبريد، بما يجعل مسألة تدريب القوات المسلحة أسهل ومتطلبات الصيانة أقل.
وذكر ماغوان أن التوجه العسكري لدى العديد من القوات الجوية والبحرية على مستوى المنطقة والعالم يتركز حالياً على تصنيع وطلب الآليات المسيرة والتي لا تحتاج لوجود قوى بشرية لتشغيلها، ضارباً مثلاً بطائرة الاستطلاع WA89 ذات المحرك الواحد التي تطير عشر ساعات متواصلة. إضافة إلى تصنيع الشركة لطائرة هليكوبتر تطير بشكل عامودي لمدة 27 ميلاً دون توقف، إضافة الى تصنيع طائرات هجومية صغيرة الحجم لدعم العمليات العسكرية للجيش الأمريكي.