اختتمت فعاليات النسخة الثانية من معرض البحرين الدولي للدفاع ـ بايدك 2019 بنجاح كبير، ونالت المملكة بكوادرها الوطنية المؤهلة ثقة الحضور من كبار المتخصصين في المجالات العسكرية، وحازت قدراتها التنظيمية العالية إعجاب وتقدير المشاركين ممن أجمعوا على أهمية المعرض والمؤتمر الذي صاحبه.
وأتاح المعرض، فرصة لقاء كبار مزودي الخدمات الأمنية والدفاعية بكبار مسؤولي القطاع، ومكنهم من تبادل الرؤى والأفكار حول تطورات الصناعة ومستجداتها وسبل تطوير الشراكات بينهم.
وتعكس متابعة فعاليات بايدك 2019 عدة مؤشرات تجسد حقيقة النجاح الوطني، وهو ما ضمن للمملكة حضورها ومكانتها القوية في المحافل المختلفة، فمن جهة، بات المعرض واحداً من بين أهم المعارض المتخصصة في الشؤون الدفاعية والأمنية بالمنطقة، واحتل موقعاً بارزاً ضمن الأجندة الدولية لمثل هذه النوعية من المعارض الفنية كـ DSEI و EUROSATORY وغيرها، سيما أنه فتح الباب للمملكة لاقتحام قلب واحدة من أبرز الصناعات المعقدة في العالم، والمشاركة في لعب دور فاعل بها.
ولا تتمثل أهمية هذا الأمر في حجم الحضور ونوعية المشاركين والتخصصات والمسؤوليات التنفيذية المشاركة وطبيعة المداخلات الفكرية المعروضة فحسب، وإنما في السمعة التي باتت تكتسبها المملكة يوماً بعد يوم من وراء تنظيم مثل هذه المعارض الكبيرة، التي عادت عليها بمزيد من الاطمئنان والثقة في أجواء البحرين الآمنة وأنظمتها الفاعلة التي تستطيع جمع هذه الكوكبة من القادة العسكريين والسفراء والدبلوماسيين، فضلاً عن الخبراء والأكاديميين والمنشغلين بهموم السياسة والاستراتيجيات.
وتأكدت هذه المعاني في عدة مظاهر، فإضافة إلى مداخلات وجولات كبار المسؤولين والباحثين من دول العالم المختلفة في أروقة المؤتمر والمعرض الذي شهد أحدث ما أنتجته كبرى الشركات المصنعة للأسلحة، فإن بايدك 2019 بفعالياته المختلفة استطاع أن يثبت للقاصي والداني بأن للمملكة دوراً لا ينكر في دعم ركائز الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وقادرة على تعزيز شراكاتها بقوى وأطراف المجتمع الدولي، وحريصة على ألا تفوت أي فرصة للوقوف على أسباب القوة وامتلاك مقوماتها الحديثة.
من جهة ثانية، فإن بايدك 2019 أسهم بالتأكيد في تعزيز مفهوم دور الصناعات العسكرية كمحرك لعجلة الإنتاج ومن ثم توطينها، وهو أمر انشغلت به الكثير من التصريحات والنقاشات التي حفلت بها فعاليات المعرض انطلاقاً من إيمان دول المنطقة بأن هذه الصناعات يمكن أن تعد من بين أهم روافع النهضة والتنمية الداخلية بها، وتمثل لدى العديد من الدول قاطرة من قاطرات الإنتاج بها لما تدره من عوائد كبيرة، ناهيك عن كونها من أهم الصناعات التي يعتمد عليها في ضمان الأمن والسلامة والاستقرار.
ولعل اختيار المعرض للإعلان عن أول مدرعة متعددة الأغراض يتم تصميمها وتجميعها في وحدة الصيانة الفنية بـ "قوة دفاع البحرين" دليل جديد على كفاءة الخبرات الوطنية وقدراتها على اقتحام مجالات جديدة في الصناعة، وبخاصة العسكرية منها التي تمثل مقوماً أساسياً للانطلاق الاقتصادي، وبناء نواة راسخة للصناعات العسكرية الوطنية، سيما أن مدرعة "فيصل" بنيت بكفاءات وكوادر وطنية.
ويبدو هذا الأمر مهماً للبحرين، حيث تسعى وبحسب رؤيتها المستقبلية 2030 لتنويع مصادر الإنتاج والدخل بها، كما تعمل جاهدة لفتح آفاق جديدة لنمو الاقتصاد الوطني وتحريك عجلة الإنتاج والنشاط التجاري ومن ثم استيعاب العمالة الوطنية المؤهلة وتحقيق مفهوم التشغيل الكامل لها، وهو ما يتبين من خلال النمو الملحوظ في مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي كالضيافة والصناعات التحويلية والخدمات المالية واللوجستية وغيرها واحتضانها لقوة العمل الوطنية.
ولا يخفى هنا أن المدرعة الوطنية الجديدة تتوافق مع أهم معايير التصنيع العسكرية المعتمدة بحسب مواصفاتها المعلنة، ما يعكس طبيعة الجهود البحرينية للشروع في بناء صناعة عسكرية قوية خاصة بها، وسعي المملكة الحثيث لاستلهام تجارب إقليمية ودولية نجحت في توسيع قاعدة تصدير منتجاتها لتشمل سلعاً دفاعية، ومن ثم توفير جانب كبير ومهم من احتياجات قواتها المسلحة ومتطلباتها القتالية، وحماية سيادتها الوطنية بالتأكيد على اعتبار أن من يملك سلاحه لن يكون مرهوناً لأحد.
من جهة أخيرة، فإن من أهم أسباب نجاح فعاليات بايدك 2019 ترجع إلى أنه تعاطى مع طبيعة ونوعية مصادر التهديد الجديدة التي تواجه أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، وتسليطه الضوء عليها، وهو ما يتعين على دول العالم التكاتف لمواجهتها والتصدي لها، وهذا التهديد له وجهان، أحدهما يتعلق بدخول أطراف وقوى أخرى غير الدول ساحة الحروب والمعارك، وذلك مع تصاعد الهجمات الرقمية لجماعات التطرف والإرهاب وربما الأفراد وعصابات الجريمة المنظمة العابرة والمخترقة لحدود الدول وسيادتها.
الوجه الثاني يتعلق بزيادة المخاوف من الهجمات غير التقليدية التي تشن عبر المنصات الإلكترونية بفضل التطورات التقنية الحديثة، وتتطلب فهماً لها واستيعابًا لتحدياتها كالأمن الرقمي والردع السيبراني، وتوفير الكوادر اللازمة لمواجهتها، لأنها باتت التحدي الأهم في الوقت الراهن، بل وتلجأ إليها الكثير من القوى ذات الأجندات العدوانية والتطلعية في التعبير عن سياساتها، ولعل الهجمات التي تستخدم فيها طائرات مسيرة وأجهزة اتصالات حديثة وغير ذلك تعبر عن هذه المخاوف وتتطلب الاستعداد لها.
والمتابع لفعاليات مؤتمر التكنولوجيا العسكرية الذي صاحب المعرض يمكن أن يخلص إلى قناعة مهمة تمثل قمة نجاح بايدك 2019، وهي أن تطورات الثورة التقنية وبخاصة في الذكاء الاصطناعي والقرصنة والهجمات السيبرانية أوجد جملة من التهديدات الجديدة التي يتعين على الأجهزة الدفاعية والأمنية بالذات، اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشأنها، إذ لا يخفى مدى ما تمثله التطورات في هذه المجالات على المنظومات الأمنية والدفاعية للدول، وهل في إمكانها التعامل مع آثارها الحالية والمستقبلية.
المعروف هنا أن هناك تحولات جذرية شهدتها السنوات الـ 10 الأخيرة في مجالات التحول الرقمي والفضاء والحوسبة الإلكترونية وتخزين ونقل وتبادل المعلومات وتحديث البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وغير ذلك من أمور تستدعي التعامل معها بداية من التحليل والمعالجة وتشجيع الابتكار والالتحاق بمجالات فنية معينة وخلق الكوادر الوطنية الضرورية، للحيلولة دون وقوع التقنيات الحديثة في أيدي شبكات الجريمة والتطرف، ومن ثم تبني الحلول المناسبة للحد من الاستخدام السيء لتكنولوجيا عالم الاتصالات والرقمنة.
وأتاح المعرض، فرصة لقاء كبار مزودي الخدمات الأمنية والدفاعية بكبار مسؤولي القطاع، ومكنهم من تبادل الرؤى والأفكار حول تطورات الصناعة ومستجداتها وسبل تطوير الشراكات بينهم.
وتعكس متابعة فعاليات بايدك 2019 عدة مؤشرات تجسد حقيقة النجاح الوطني، وهو ما ضمن للمملكة حضورها ومكانتها القوية في المحافل المختلفة، فمن جهة، بات المعرض واحداً من بين أهم المعارض المتخصصة في الشؤون الدفاعية والأمنية بالمنطقة، واحتل موقعاً بارزاً ضمن الأجندة الدولية لمثل هذه النوعية من المعارض الفنية كـ DSEI و EUROSATORY وغيرها، سيما أنه فتح الباب للمملكة لاقتحام قلب واحدة من أبرز الصناعات المعقدة في العالم، والمشاركة في لعب دور فاعل بها.
ولا تتمثل أهمية هذا الأمر في حجم الحضور ونوعية المشاركين والتخصصات والمسؤوليات التنفيذية المشاركة وطبيعة المداخلات الفكرية المعروضة فحسب، وإنما في السمعة التي باتت تكتسبها المملكة يوماً بعد يوم من وراء تنظيم مثل هذه المعارض الكبيرة، التي عادت عليها بمزيد من الاطمئنان والثقة في أجواء البحرين الآمنة وأنظمتها الفاعلة التي تستطيع جمع هذه الكوكبة من القادة العسكريين والسفراء والدبلوماسيين، فضلاً عن الخبراء والأكاديميين والمنشغلين بهموم السياسة والاستراتيجيات.
وتأكدت هذه المعاني في عدة مظاهر، فإضافة إلى مداخلات وجولات كبار المسؤولين والباحثين من دول العالم المختلفة في أروقة المؤتمر والمعرض الذي شهد أحدث ما أنتجته كبرى الشركات المصنعة للأسلحة، فإن بايدك 2019 بفعالياته المختلفة استطاع أن يثبت للقاصي والداني بأن للمملكة دوراً لا ينكر في دعم ركائز الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وقادرة على تعزيز شراكاتها بقوى وأطراف المجتمع الدولي، وحريصة على ألا تفوت أي فرصة للوقوف على أسباب القوة وامتلاك مقوماتها الحديثة.
من جهة ثانية، فإن بايدك 2019 أسهم بالتأكيد في تعزيز مفهوم دور الصناعات العسكرية كمحرك لعجلة الإنتاج ومن ثم توطينها، وهو أمر انشغلت به الكثير من التصريحات والنقاشات التي حفلت بها فعاليات المعرض انطلاقاً من إيمان دول المنطقة بأن هذه الصناعات يمكن أن تعد من بين أهم روافع النهضة والتنمية الداخلية بها، وتمثل لدى العديد من الدول قاطرة من قاطرات الإنتاج بها لما تدره من عوائد كبيرة، ناهيك عن كونها من أهم الصناعات التي يعتمد عليها في ضمان الأمن والسلامة والاستقرار.
ولعل اختيار المعرض للإعلان عن أول مدرعة متعددة الأغراض يتم تصميمها وتجميعها في وحدة الصيانة الفنية بـ "قوة دفاع البحرين" دليل جديد على كفاءة الخبرات الوطنية وقدراتها على اقتحام مجالات جديدة في الصناعة، وبخاصة العسكرية منها التي تمثل مقوماً أساسياً للانطلاق الاقتصادي، وبناء نواة راسخة للصناعات العسكرية الوطنية، سيما أن مدرعة "فيصل" بنيت بكفاءات وكوادر وطنية.
ويبدو هذا الأمر مهماً للبحرين، حيث تسعى وبحسب رؤيتها المستقبلية 2030 لتنويع مصادر الإنتاج والدخل بها، كما تعمل جاهدة لفتح آفاق جديدة لنمو الاقتصاد الوطني وتحريك عجلة الإنتاج والنشاط التجاري ومن ثم استيعاب العمالة الوطنية المؤهلة وتحقيق مفهوم التشغيل الكامل لها، وهو ما يتبين من خلال النمو الملحوظ في مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي كالضيافة والصناعات التحويلية والخدمات المالية واللوجستية وغيرها واحتضانها لقوة العمل الوطنية.
ولا يخفى هنا أن المدرعة الوطنية الجديدة تتوافق مع أهم معايير التصنيع العسكرية المعتمدة بحسب مواصفاتها المعلنة، ما يعكس طبيعة الجهود البحرينية للشروع في بناء صناعة عسكرية قوية خاصة بها، وسعي المملكة الحثيث لاستلهام تجارب إقليمية ودولية نجحت في توسيع قاعدة تصدير منتجاتها لتشمل سلعاً دفاعية، ومن ثم توفير جانب كبير ومهم من احتياجات قواتها المسلحة ومتطلباتها القتالية، وحماية سيادتها الوطنية بالتأكيد على اعتبار أن من يملك سلاحه لن يكون مرهوناً لأحد.
من جهة أخيرة، فإن من أهم أسباب نجاح فعاليات بايدك 2019 ترجع إلى أنه تعاطى مع طبيعة ونوعية مصادر التهديد الجديدة التي تواجه أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، وتسليطه الضوء عليها، وهو ما يتعين على دول العالم التكاتف لمواجهتها والتصدي لها، وهذا التهديد له وجهان، أحدهما يتعلق بدخول أطراف وقوى أخرى غير الدول ساحة الحروب والمعارك، وذلك مع تصاعد الهجمات الرقمية لجماعات التطرف والإرهاب وربما الأفراد وعصابات الجريمة المنظمة العابرة والمخترقة لحدود الدول وسيادتها.
الوجه الثاني يتعلق بزيادة المخاوف من الهجمات غير التقليدية التي تشن عبر المنصات الإلكترونية بفضل التطورات التقنية الحديثة، وتتطلب فهماً لها واستيعابًا لتحدياتها كالأمن الرقمي والردع السيبراني، وتوفير الكوادر اللازمة لمواجهتها، لأنها باتت التحدي الأهم في الوقت الراهن، بل وتلجأ إليها الكثير من القوى ذات الأجندات العدوانية والتطلعية في التعبير عن سياساتها، ولعل الهجمات التي تستخدم فيها طائرات مسيرة وأجهزة اتصالات حديثة وغير ذلك تعبر عن هذه المخاوف وتتطلب الاستعداد لها.
والمتابع لفعاليات مؤتمر التكنولوجيا العسكرية الذي صاحب المعرض يمكن أن يخلص إلى قناعة مهمة تمثل قمة نجاح بايدك 2019، وهي أن تطورات الثورة التقنية وبخاصة في الذكاء الاصطناعي والقرصنة والهجمات السيبرانية أوجد جملة من التهديدات الجديدة التي يتعين على الأجهزة الدفاعية والأمنية بالذات، اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشأنها، إذ لا يخفى مدى ما تمثله التطورات في هذه المجالات على المنظومات الأمنية والدفاعية للدول، وهل في إمكانها التعامل مع آثارها الحالية والمستقبلية.
المعروف هنا أن هناك تحولات جذرية شهدتها السنوات الـ 10 الأخيرة في مجالات التحول الرقمي والفضاء والحوسبة الإلكترونية وتخزين ونقل وتبادل المعلومات وتحديث البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وغير ذلك من أمور تستدعي التعامل معها بداية من التحليل والمعالجة وتشجيع الابتكار والالتحاق بمجالات فنية معينة وخلق الكوادر الوطنية الضرورية، للحيلولة دون وقوع التقنيات الحديثة في أيدي شبكات الجريمة والتطرف، ومن ثم تبني الحلول المناسبة للحد من الاستخدام السيء لتكنولوجيا عالم الاتصالات والرقمنة.