القرار
نص - أسماء الهاشم
آه. لم يبق لي من بصيص أمل يخلصني من تلك الشراك الشوهاء، التي أوهنت جلدي، واستوطنت حرابها الوحشية مفاصلي، فتعذر البقاء.
هل أتبع ذاك البهاء الممتد كالأفق؟ إني ما أزال أرقب ومضه حتى وأنا رهن أنيني. سأسجل خروجي، وسأحرق كل دفاتري، وأطلق نفسي شعاعاً يحطم نصل الفجر قيده إلى حيث لا أحد سواي.
سأرحل بلا مداد أو قصاصات ورق، فلن أحتاج بعد اليوم إلى تنميق كلمات، فحروفي محفورة على صدر غيمه، ومزق ضحكاتي صدى صهيل تلاحقها مهور الرياح.
لقد حلقت نحو فضاءاتي نشوى كذرة أفلتت من نزق الجاذبية، فاستحالت وجها للنور، أو كقطرة ندى شفيف لمعت على جبين فجر أغر. وبينا أنا في رحلتي، لمحته، فبدا لي ممشوقاً، وسيماً، من عينيه تتدفق لهفة، وفي كفيه لهيب انتظار.
تلبست بالدهشة، ودرت في فلك الحيرة! منذ متى وأنت هنا؟ من قال لك إني سآتي إلى هنا؟ هل أخبروك أنني فتشت عنك بين المسافات وخلف ركام الجهات، وأن البحار ابتلعت شباكي، وتساقطت من السماء يماماتي؟
هل قالوا إني سفكت على اليأس دم أحزاني، ثم أسرجت عزيمتي، ووعدت بك أُمنياتي، واتجهت ناحية اللامعقول لكي أجد المعقول؟ أقبل علي بأطيافك السبعة، فقد شقيت قبلك.
كاتبة سعودية