وتفقد ميرزا وعدد من المسؤولين في الهيئة ووزارة الأشغال مشروع محطة التبريد المركزي Bahrain Bay Utilities في منطقة خليج البحرين، التي تديرها شركة VEOLIA الفرنسية.
وكان في الاستقبال المدير العام للشركة الفرنسية جين بازارت، وجرى خلال الزيارة الاطلاع على التقنيات المطبقة في المحطة وتفقد ما حققته من وفورات في استهلاك الطاقة المستخدمة للتبريد خلال الفترة الماضية من تشغيلها، حيث يشكل التبريد التقليدي حوالي 60% من الاستهلاك الكلي للطاقة في المباني والمنشآت خلال فصل الصيف.
وتقدم تقنيات التبريد المركزي المطبقة أحد أكثر الحلول ريادة وإثباتاً عالمياً في مجال تحسين كفاءة الطاقة وخفض استهلاك الطاقة في عملية تبريد المباني والمنشآت.
وتزود المحطة حالياً خدمة التبريد المركزي لعدد من المباني والمشاريع الكائنة في منطقة خليج البحرين. ولا تقتصر وفورات وفوائد التبريد المركزي على الوفورات المالية للمستهلك فقط، بل تحقق فوائد عدة على الصعيد الوطني ومنها وفورات الاستهلاك الكلي للطاقة وتحقيق الهدف الوطني لتحسين كفاءة الطاقة بنسبة 6% بحلول العام 2025.
وقال ميرزا إن "هيئة الطاقة المستدامة تعمل بخطى حثيثة لتحقيق الأهداف الوطنية التي اعتمدتها الحكومة في مجال كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، وتأتي تلك الأهداف الوطنية انطلاقاً من اهتمام القيادة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بتشجيع الاستفادة من الطاقة المستدامة والنظيفة من أجل التنمية الشاملة والمحافظة على الموارد الطبيعية".
وأضاف ميرزا أن محطات التبريد المركزي واحدة من مبادرات عدة تعمل عليها اللجنة الوطنية التي يرأسها رئيس هيئة الطاقة المستدامة بعضوية عدد من كبار المسؤولين بالوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة لمتابعة تنفيذ الخطط الوطنية في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، مؤكداً للقائمين على المشروع أن هيئة الطاقة المستدامة تلتزم بتقديم الدعم الفني اللازم لتحقيق الوفورات والفوائد المحصلة من تقنيات التبريد المركزي وتسليط الضوء على المشاريع المطبقة لها مثل مشروع Bahrain Bay Utilities لتكون نماذج وإنجازات في سياق جهود سد الفجوات وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص والعام لتحسين كفاءة الطاقة في البحرين.
وقا ميرزا إن السجلات التاريخية توثق مدينة عوالي في البحرين كأول مدينة في العالم تستخدم التبريد المركزي منذ منتصف الثلاثينات في القرن الماضي، لافتاً إلى أن التقنيات أثبتت منذ ذلك الحين وفي باكورتها كفاءتها في تحسين استهلاك الطاقة وديمومتها حيث مازالت الشبكة المشغلة منذ ذلك الحين في الخدمة وتعمل بكفاءة إلى يومنا هذا. وأعرب عن شكره وتقديره للمسؤولين بشركة Bahrain Bay Utilities على جهودهم المبذولة في هذا المشروع الفريد من نوعه.
وتقوم تقنية التبريد المركزي على مبدأ تبريد المياه في المحطة المركزية وخفض حرارة المياه لدرجات منخفضة جداً، ثم ضخها عبر شبكة من الأنابيب لنقل التبريد من المحطة المركزية إلى المباني والمنشآت التي يتم ربطها بالشبكة، وهناك تستخدم المياه المنخفضة الحرارة لتبريد الهواء الذي يتم ضخه عبرها لتوفر التبريد، ولا يلغي الربط بشبكة التبريد المركزي إمكانية المستهلك في التحكم بدرجات الحرارة التي يتم ضخها في الغرف والأماكن المختلفة في منشأته.
يذكر أن التقنيات المطبقة التي تم الاطلاع عليها خلال الزيارة تعتمد على استخدام مياه البحر حيث إن النظام يتضمن اثنين من الأنابيب الممدودة إلى أسفل قاع البحر، ويتم سحب مياه البحر في أحد الأنابيب ليتم تمريرها على مراحل عدة من مراحل التبريد المركزي، ويستخدم الأنبوب الآخر لضخ المياه المستهلكة إلى البحر مرة أخرى بما يتماشى مع المعايير والقوانين المطبقة في البحرين للحفاظ على البيئة البحرية.