حسن الستري

وافق مجلس النواب في جلسته الثلاثاء على اقتراح برغبة بتطوير منهج المواطنة المقرر في مدارس البحرين في ضوء طبيعة المجتمع البحريني ومعتقداته الدينية وتقاليده الاجتماعية ومتطلباته التنموية بما يحافظ على الهوية الوطنية البحرينية.

وكانت رئيسة المجلس فوزية زينل قدمت الاقتراح. وفي أول مداخلة لها من مقاعد النواب، أكدت زينل أن المواطنة "ليست مقرراً دراسياً نظرياً فحسب، يتم تلقينه وتحفيظه لأبنائنا وبناتنا، في المنهج الدراسي، ثم يتم امتحانهم في نهاية العام، وهي ليست كتاباً ومقرراً، وسبورة وصفاً، ومعلماً مشغولاً بمسؤوليات كثيرة، وتلميذاً مهموماً بواجبات مدرسية عديدة، وحقيبة مدرسية مثقلة بالكتب والأدوات، المواطنة أيضاً نهج وقيم، سلوك وممارسة، تطبيق وتنفيذ، قانون وإجراءات، تهدف إلى تنشئة جيل وطني متمسك بقيم المواطنة، والتعايش السلمي، ومتحل بمبادئ الولاء والانتماء، والتسامح والاعتدال، والالتزام بالوحدة الوطنية".

وأضافت "حين تقدمت بهذا الاقتراح لتطوير منهج "المواطنة"، جاء ذلك إيمانا بضرورة هذا الموضوع الحيوي، الذي يحتاج الوطن إليه، في ظل العديد من التحديات التي تحيط بأبنائنا وبناتنا، وسط حالة الانفتاح الإعلامي والمعلوماتي والثقافي، الذي يؤثر في النشء، ويمثل تهديداً حقيقياً للهوية والخصوصية الوطنية، إذا لم يتم التعامل معه بحكمة، وبآليات تناسب لغة العصر ومفرادته".

وقالت زينل "الاقتراح يأتي دعما لمبادئ وأهداف ميثاق العمل الوطني، وتحقيقاً للرؤية الملكية السامية، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خلفية عاهل البلاد المفدى، الذي أرسى دعائم دولة القانون والمؤسسات، والدولة المدنية، العصرية والحديثة، التي تقع المواطنة في صدارة أهدافها ومظاهرها".

وأضافت "من منطلق كوني مواطنة، وأماً، وولي أمر، وعملت لسنوات طويلة في القطاع التربوي والتعليمي، وكنت ولا أزال قريبة من هذا القطاع، بشؤونه وهمومه، باحتياجاته ورغباته، بآماله وتطلعاته، أرى أن غايات وأهداف المقترح بحاجة ماسة وضرورية، لأن تقوم وزارة التربية والتعليم لبذل مزيد من البرامج والجهود العملية التطبيقية، للمعلمين والمتعلمين معاً، وضرورة الاستفادة من "الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة".

وخلصت زينل إلى أن "حماية أبنائنا اليوم، وتعميق انتمائهم للوطن، وتنشأتهم على قيم الوحدة الوطنية، والتماسك الاجتماعي، بات أمراً حتمياً. وقد آن الأوان للعمل على تطوير منهج "المواطنة"، بما يتوافق مع القيم، التي يعتز بها الشعب البحريني، وهويته الدينية، وتقاليده الاجتماعية الأصيلة، ومتطلباته التنموية (..) نريد أن نغرس هذه القيم الرفيعة، في نفوس أبنائنا، وبشكل عملي، أكثر من كونها مقرراً دراسياً، نظرياً فقط. نريد أن يشعر أبناؤنا بحب الوطن، منذ لحظة وقوفهم في الطابور الصباحي، وعند ترديد النشيد الوطني، والفخر والاعتزاز مع رفع العلم، نريد أن تكون المواطنة عقيدة وطنية، تحصن أبناءنا على الدوام. نريد أن تكون المواطنة وسيلة فاعلة لتعزيز حب البحرين، وعشق هذه الأرض الطيبة، والتضحية والإخلاص والعمل والإنجاز من أجلها".