ريانة النهام

رغم صغر سنه تمكن أن يتميز عن غيره من الفنانين، وكانت الرغبة وقوده في تعلم الفنون وكل ما هو جديد. عبدالله الحاكي من سكان سماهيج تعلم الفن التشكيلي منذ طفولته ومارس عدداً من الفنون منها الرسم على القهوة والنحت على الرمل والثلج والرخام والخشب ليكون مختلفاً عن الآخرين.

استطاع الحايكي أن يتقن جميع تلك الفنون ويبدع فيها فحصل على عدد من الجوائز. هوى الحايكي النحت على الخشب وركز في معظم منحوتاته على التراث سواء في المشاركات المحلية أو الدولية. ويرى أن ثمة علاقة وطيدة بين النحات والمنحوت فكلما منحه من وقته تمكن من أن يبرز جماليته.

احتضنت مدرسة قلالي الإبتدائية للبنين موهبة الحايكي من خلال المشاركة في أول لوحة رسمها بالمعرض على مستوى مدارس البحرين وحصل فيها على المركز الأول. ولهذه اللوحة قصة يسردها بالقول "رغبت ذلك اليوم في معرفة اسم "الكانفس" فذهبنا لمرسم أحد أفراد العائلة وسألته وأنا أشير إلى إحدى اللوحات عن اسم هذا الشيء الأبيض فقال لي "قماش". عدت إلى المنزل وأنا أتساءل عن ماهية القماش وطلبت من والدتي قطعة بيضاء أخذتها وصنعت لها إطاراً من الخشب لتصبح مشابهة "للكانفس". بدأت بعدها بالتلوين ورسمت اللوحة وذهبت بها إلى المدرسة فحصلت على تشجيع كبير من كادرها وقدموها للمشاركة في المعرض".

رغبة عبدالله الحايكي بالتميز دفعته لتعلم عدد من طرق الرسم مثل الرسم على القهوة التي كانت تسيح في بعض الأحيان بسبب تعرضها للماء وكذلك الرسم على الحلوى البحرينية.

ولم يتوقف إبداعه عند هذا الحد بل دخل عالم النحت لقلة عدد النحاتين في البحرين، فبدأ بالنحت على السواحل وتعلم كيفية صناعة المنحوتات الضخمة، ثم تحدى نفسه في صنع المنحوت باستخدام الماء والرمل فقط، إلى أن تمكن من صناعة منحوتات كبيرة ومميزة وشارك بها في عدد من المعارض.

وعن الصعوبات، يقول عبدالله "لم أكن أعلم أين تقع المتاجر التي أستطيع أن أجد فيها الأدوات اللازمة للنحت، لكن الآن مع توفر الانترنت أصبح الوصول إليها أسهل، كما أننا بحاجة إلى الدعم، إذ نتولى تكلفة المشاركات من حساباتنا الشخصية".

في آخر مشاركاته في معرض "ميكر فير" في دبي حصل عبدالله على الوسام الأزرق وهو وسام يمنحه الأولوية في المشاركة في أي "ميكر فير" في العالم ويحصل عليه عدد قليل من الفنانين، إضافة إلى جائزة أفضل عمل متميز. كما شارك في كمبوديا في يوم الخشب العالمي واختير ضمن 6 نحاتين من بين 500 ليمثلوا دولهم.



يقدم الحايكي كثيراً من الورش والدورات في البحرين لكنه يقول إن الإقبال عليها قليل مقارنة بالطلبات الخارجية. ويطمح إلى نقل جميع الخبرات التي يكتسبها من خلال مشاركته الكثيرة في المعارض والمؤتمرات والورش والرحلات والدورات الخارجية إلى الفنانين في البحرين من خلال إنشاء مركز تدريبي.