تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، يقام الثلاثاء حفل تسليم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الـرابعة، وهي الجائزة التي لها بصمتها البارزة في تعزيز العمل الإنساني الدولي، وإسهامها المتميز في تكريم وتقدير رواد صناع الخير في جميع أنحاء العالم وإبراز تجاربهم الناجحة في النهوض بمجتمعاتهم المحلية تنموياً واجتماعياً.

يذكر أن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تقدير عالٍ وقيمة معنوية وأدبية كبيرة، خاصة مع ارتباطها باسمٍ خالدٍ في المسيرة التنموية لمملكة البحرين وهو المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي أعطى الكثير في الجانب الإنساني وتعزيز صورة مملكة البحرين كمنارة تواصل في مجالات العمل الخيري والإنساني.

وتكتسب هذه الدورة من الجائزة التي تقدم كل عامين أهميتها لعدة اعتبارات، منها أن الجائزة مازالت تؤكد تفردها في مجالها بين الجوائز العربية المعروفة، باعتبارها أول جائزة عربية في الخدمة الإنسانية، واطراد نجاحها خلال الدورات الـثلاث السابقة، حيث تميزت بفضل شمولها الجغرافي.

وبفضل تنوع الفائزين بها من أفراد ومؤسسات مشهود لها بالعمل الميداني على الأرض وسط جموع أصحاب الحاجات من مرضى ومعوزين وغير ذلك، إذ فاز بها في الدورات السابقة كل من الدكتورة الماليزية جميلة محمود ، رئيسة مؤسسة منظمة ماليزيا الرحمة و د.أشيوتا سامنتا مؤسس معهد كالينجا بجمهورية الهند ومستشفى مصر لسرطان الأطفال (57357).

وأعلن مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس أمناء الجائزة، قراره في يونيو الماضي بمنح مؤسسة إدهي (EDHI) الخيرية الباكستانية جائزة الدورة الـرابعة، وذلك لدورها المشرف في تنمية مفهوم العمل التطوعي المكرس لخدمة ومساعدة الإنسان بكل أوجه المساعدة الممكنة وتغطية احتياجاته المختلفة عبر مساعيها وجهودها الدؤوبة التي استمرت ومازالت على مدار عقود.

وتضم لجنة التحكيم التي يتم اختيارها بحسب كل دورة، نخبة من أصحاب الخبرة والعمل السياسي والقانوني والأكاديمي على المستوى الوطني والدولي.

وتتمتع الجائزة التي باتت تحظى بسمعة دولية كبيرة ويتقدم إليها الكثير من المترشحين من مختلف دول العالم، بعدة سمات خاصة تتميز بها، فإضافة إلى هذه النخبة من كبار الشخصيات التي تضمها لجنة التحكيم، فإن موضوع الجائزة يتحدد هو الآخر وفق معايير صارمة مع كل دورة من دوراتها، بحسب حجم الإسهام والجهود الإنسانية والخيرية للمترشحين.

ويقوم فريق عمل ميداني من ذوي الخبرة والاختصاص ممن تشكلهم الأمانة العامة للجائزة بزيارة ورصد الإنجازات المرشحة لنيل الجائزة واختيار الأبرز منها قبل خضوعها للتحكيم، والذي يتولى بدوره في النهاية بناءً على أسس علمية وموضوعية وبعد جلسات بحث ومشاورات لاختيار الفائز.

وإلى جانب ذلك، فإن الجائزة ومنذ إعلان تأسيسها عام 2009، تحظى بمتابعة ودعم كبيرين من قبل جلالة العاهل المفدى حفظه الله ورعاه، حيث يشمل جلالته برعايته السامية حفل تكريم الفائزين بها، وذلك وسط حشد كبير من المسؤولين والمهتمين والمعنيين بالعمل الخيري والإنساني في المنطقة والعالم، ما يجسد حرص جلالته على تخليد ذكرى الأمير الراحل، وتسطير منجزاته الإنسانية في صحائف من ذهب، والتأكيد على مواصلة البحرين تقديم نفسها للعالم باعتبارها منبراً للتعريف بمنجزات أصحاب السبق الإنساني في مجالات التخفيف من وطأة العوز والفقر والعيش المشترك والتسامح البشري والتقدم الحضاري.

والجائزة في دورتها الحالية، والتي ينتظر أن تتوج بها واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الباكستانية وهو ما يضيف رصيداً آخر لمملكة البحرين المشهود لها بانفتاحها على العالم وثقافاته المختلفة.