مروة غلام

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن مركز الملك حمد يمثل الروح البحرينية الأصيلة.

وأضاف، في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن "ما ترونه اليوم هنا من تعايش وسلام هو انعكاس لحب ومودة الشعب البحريني الأصيل الذي سار على نهج صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى".

جاء ذلك، خلال حفل العشاء، الذي نظمه نظم مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية هذه هي البحرين حفل عشاء على شرف فخامة الرئيس حارث سيلاديتش الرئيس الأسبق للبوسنة والهرسك، وميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.

وفي كلمته الافتتاحية، عبر الرئيس الأسبق للبوسنة والهرسك حارث سيلاذيتش عن اعتزازه بالتواجد في البحرين والتي تتقاسم نفس القيم السامية مع بلاده البوسنة والهرسك وهي التسامح والتعايش السلمي وحب السلام.

وأكد سيلاذيتش أن التعايش السلمي أصبح ضرورة وليس خياراً، خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان أن عدد سكان الأرض يتجاوز حالياً حاجز الـ7 مليارات نسمة، والذي كان قبل 500 سنة لا يتجاوز 50 مليون نسمة فقط.

واعتبر سيلاذيتش مملكة البحرين النموذج الأفضل للمستقبل في تجربة التسامح والتعايش السلمي وتبنيها لأرقى القيم الإنسانية الأصيلة، مضيفاً: "نحن كأجانب نلاحظ أمراً مميزاً جداً في البحرين، هي الروح الإيجابية والابتسامة البحرينية الفريدة، وهذا أعتبره أقوى إنجاز، ونحن نتمنى دوماً الخير والتوفيق لهذا البلد الجميل والكريم قيادة وشعباً".

وأضاف بأن العالم بإمكانه بناء جيل جديد من خلال الارتكاز على قيم إنسانية حقيقية وتعليم أبنائنا المبادئ السمحاء، مع الاستفادة من التكنولوجيا للوصول إلى الجميع بدءاً من المدارس ومن المرحلة الابتدائية.

من جانبه، قال الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس في كلمته أن مملكة البحرين تمثل نموذجاً فريداً في حرية التدين والتسامح والتعايش وفهم الآخر والعيش بسلام بين الجميع على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.

وأضاف موراتينوس إلى أنه على الرغم اختلاف الثقافات والحضارات والأديان، إلا أن الجميع يعيش في سلام ووئام بفضل الرؤية الثاقبة لجلالة الملك وتعزيز هذه المفاهيم الإنسانية الراقية. ويأتي مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بأهدافه ورسالته النبيلة ليخدم الإنسانية جمعاء وصون كرامة وحقوق الإنسان.

ولفت موراتينوس إلى أن مساعي جلالة الملك الحميدة لتعزيز التحاور بين الأديان تعتبر مهمة للغاية من أجل تعميم الاستقرار والسلام بين شعوب الأرض، مؤكداً على أنه لابد من نشر التجربة البحرينية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم.

وأوضح موراتينوس خلال كلمته في الحفل: "أن تواجد مساجد وكنائس ومعابد يهودية وهندوسية في مكان واحد يدل دلالة قاطعة على أن تجربة البحرين الفريدة قابلة للحياة على مستوى جميع البشر، ويمكن تعميمها على مستوى العالم لنشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض".

وأردف: "نحتاج إلى خلق عالم أكثر ترابطاً وتسامحاً ومحباً للسلام، عبر تهيئة أجيال جديدة تسعى وراء التعايش السلمي وتقبل الآخر وحرية التدين والمعتقد واحترام المختلف. ويجب أن يكون التسامح والتعايش السلمي على رأس الأجندة الدولية على غرار اهتمام العالم بقضية تغير المناخ وكيفية إيجاد حلول فعالة لها".

من جانبه، قال الشيخ خالد بن خليفة بن آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، إن البحرين تحتفل بيوم التسامح العالمي بالتزامن مع احتفالات المملكة بمرور 100 عام على التعليم النظامي والذي كان ولايزال مرتبطاً ارتباطاً عضوياً بالتسامح والتعايش السلمي.

ولفت الشيخ خالد إلى أن مدارس البحرين منذ بدايات القرن العشرين احتضنت تحت اسقف صفوفها عدداً كبيراً من الجنسيات من أتباع مختلف الأديان والمذاهب وتميزت بقبول الجميع من بحرينيين وأجانب في سبيل كسب العلم والمعرفة.

وأضاف أن المنحى الإنساني النبيل في مدارس البحرين كان في صلب فكر ورؤية القيادة السياسية في البحرين، ولم تكن فقط تختص بالتعليم، بل تعم جميع القطاعات وعناصر المجتمع البحريني المتحاب والمتآخي.

وأوضح الشيخ خالد أن الإرسالية الأمريكية التي كانت أول مدرسة في تاريخ البحرين كانت في الأصل مدرسة تبشيرية في بلد مسلم ومجتمع محافظ، مما يدل على الفكر المستنير للقيادة السياسية نحو الانفتاح وتقبل الآخر واحترام التعددية وبث روح التسامح.